سهرة رمضانية اختلفت في جوهرها ومضمونها، هنا امتزج الإسلامي بالقبطي، المشروع صليب صوفي، الحضور مسلم ومسيحي، موسيقي وأناشيد وألحان، وتتواصل عروض "ليالي رمضان بالجزويت"، إحدى الجمعيات القبطية بمحافظة ومدينة المنيا. "يا سيد يا بدوي يا سيدنا الحسين.. مدد يا أم هاشم يا كحل العينين.. مولانا الرفاعي يا طب الأفاعي- بنادي عليكم يا أهل الطريقة جوايا شوق اتولد والحقيقة- رأت ربي بعين قلبي" وصلات من المدح الصوفي بألحان مزجت الصوفي بالقبطي، انطلقت جميعها من داخل جمعية الجزويت القبطية في سهرة رمضانية تغرد خارج السرب، صليب فوزي ومن ورائه فرقته الموسيقية في ثياب صوفية قبطية، وحشود من المسلمين والمسيحيين في وصلة تصفيق حار. صليب فوزي كما عرف نفسه مغني وممثل ومدرب صوت وإيقاع ورقص العصا، قال إن الحفلة تأتي في إطار ما أسماه بمشروع صليب صوفي الذي يجمع بين المديح والموسيقى والألحان الصوفية والقبطية، كوجه فني جديد. شماس الكنيسة صليب فوزي أضاف بأن وظيفته السابقة كشماس، ومسيرته الفنية الغنائية كونت لديه شخصية متعددة الخبرات والتجارب، فعندما كان شماسا تعلم العديد من اللحن القبطي، ولما التحق بكورال جامعات الصعيد تعلم ألحان لقامات فنية كبيرة منها الشيخ إمام وسيد درويش، وقد بنت في صوته شيئا مختلف. وتابع: نقطة البداية كانت من خلال حضوره حفل جمعت فقراته بين الإنشاد والمديح الصوفي من جهة، والقبطي من جهة، ومن هنا راودته فكرة تحويل تجربة الجمع بين اللونين إلى واقع ملموس، وقد تحمس للفكرة أعضاء فرقته الموسيقية ولم يترددوا في مشاركته التجربة. ترسيخ الهوية المصرية، والتقارب الروحي والفكري بين الصوفي والقبطي بخاصة عند مناجاة الله الواحد، وإيصال رسالة سلام وتقارب كان هدف فرقة مشروع صليب صوفي بحسب ما قاله صليب ل"البديل"، موضحا إنه يأمل في رواج الفكرة بين قاعدة عريضة من الناس :" الناس بدأت ترجع تسمع صوفي وفي قطاع عريض من الشباب مقبل على الصوفي". سجل موقع "يوتيوب" عدة فعاليات سابقة ل"مشروع صليب صوفي" بعدد من محافظات مصر، منها حفل الإسكندرية ومسرح الجنينة بالأزهر. لم يختلف حديثمسئول جمعية الجزويت عادل مكرم بشأن سبب إقامة الجمعية القبطية فعاليات "ليالي رمضان في الجزويت" عما قاله صليب فالتلاحم والتآخي ومشاركة المسلمين احتفالهم بشهر رمضان، وأضاف الأول ل"البديل" إن الجمعية نظمت فعاليتين هما "صليب صوفي"، وليالي الورشة"، وستختتم فعالياتها بالسيرة الهلالية أول يوليو تحييها فرقة محمد عزت. جمعية الجزويت تتوسط معاقل الإخوان والجماعات الإسلامية بحي أبوهلال جنوب مدينة المنيا، وبينما تخرج قيادات تلك الجماعات لتبث سموم التفرقة والعنصرية، تحاول الجزويت لم الشمل وسكب الضوء على الهوية الغائبة وإيصال رسالة سلام وتلاحم.