في الوقت الذي أصبحت فيه الخبرة الدبلوماسية والوعي السياسي اللغة التي تتحكم في العالم، لا سيما وأن أغلب الدول الكبرى تتوفر لديها الكثير من الشباب الذين لديهم خبرة في التفاوض للتوصل إلى حلول سياسية بحسب تقارير الصحف الأجنبية، يؤكد موقع «تايمز لايف» أن إفريقيا هي الأخرى، تحتاج إلى شباب واع يستطيع التفاوض لإيجاد حلول سلمية للصراعات المستعصية في مناطق النزاعات، على خلفية اشتداد القتال في أكثر من جبهة بالقارة السمراء. واستشهد الموقع في تقريره بالتجربة الجنوب إفريقية التي اعتمدت على الشباب في معركتها ضد نظام الفصل العنصري التي اتسمت بأبشع أنواع الظلم والقهر ضد أصحاب البشرة السمراء في سبعينات القرن الماضي، وبحسب الموقع حينها قرر الشباب تحرير جنوب إفريقيا للجميع، سواء لأصحاب البشرة السمراء أو البيضاء، حتى يتمتع الشعب بالديمقراطية والحرية، وبالرغم من ذلك لم تطبق الحرية كاملة كما حلم الشباب بها، ودفعت فئات كثيرة الثمن في نهاية المطاف. يضيف الموقع في هذه الفترة كان لبعض المشككين رأي آخر مفاده أن جنوب أفريقيا لا تحتاج إلى الشباب، بعدما عاشت الدولة سنوات الالآم والاضطراب في بعض الأحيان، لاسيما وأن التفاوض لم يثبت نجاحة إلا في عام 1994 عندما استطاعت جنوب أفريقيا الانتقال من خلال انتخابات سلمية ديمقراطية. يؤكد الموقع أن في هذه الفترة التي أعقبت أول انتخابات في جنوب إفريقيا، أظهرت الدولة التي كانت تعاني من مأساة حقيقية في فترة سريعة للعالم والقارة السمراء، أن التفاوض وسيلة ناجحة لحفظ الأرواح والدماء، لأن التفاوض يقدم طريقة أخرى للخروج من الصراع. ونقل الموقع عن المحللين في هذا الشأن أن مهمة شباب باقي القارة الإفريقية الآن أصبحت أسهل مما كانت عليه ظروف شباب جنوب إفريقيا إبان فترة الفصل العنصري، حيث لا يواجهون اليوم جبروت وقمع الجيش والفصل العنصري، بل أصبح هناك قوانين تسعى لإنصاف العدالة والمساواة للجميع، فضلًا عن ظهور قوانين وسياسات تحمي حقوق الإنسان. وتستطرد «تايمز لايف» : في الوقت الذي تتمتع فيه جنوب أفريقيا بالسلام، تواجه باقي القارة صراعات وحروب، مما يجعل الشباب في جنوب إفريقيا أفضل من غيرهم، من أبناء القارة من حيث الظروف لتحقيق التنمية والسلام، لكن يتزامن ذلك أيضًا مع تصريحات لبعض الشباب في جنوب إفريقيا والذين لم يعجبهم الوضع، ويرددون دائمًا حديث عن أن جنوب أفريقيا التي تتمتع بالديمقراطية لا تزال أصوات شبابها في القارة مخنوقة من قبل الحكام المستبدين. وأضاف الموقع أن الشباب يجب أن يتصدى للقضايا المعقدة التي تواجهها إفريقيا في الوقت الراهن، مؤكدًا أن الدول ملزمة بتعزيز قدرات الشباب لتمكينهم من شغل مناصب سياسية ودبلوماسية عليا، وذلك في إطار الشراكة بين وزارة العلاقات الدولية والتعاون (Dircon) مع الوكالة الوطنية للشباب والتنمية (NY) ومجلس الشباب في جنوب أفريقيا (SAYC، هذه الشراكة التي استضافت التدريب المبرمج على حل النزاعات والتفاوض ومهارات الوساطة لتدريب الشباب في إفريقيا.