في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان السعودي على اليمن وتستمر طائرات التحالف العربي بقيادة الرياض في دك منازل المدنيين واستهداف البنى التحتية في الأراضي اليمنية، تبحث القيادات السياسية السعودية عن حليف لها يُمكّنها من الخروج من المستنقع اليمني ومن ورطة عدم تحقيقها أي أهداف لهذا العدوان سوى الدمار، خاصة بعد تخلي العديد من الدول عن دعم الرياض، وعدم تحقيق العملية العسكرية أي إنجازات على أرض الواقع. اكتسبت زيارة ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع "محمد بن سلمان" إلى فرنسا أهمية بالغة، طبقًا الأوضاع السياسية والأمنية الصعبة التي تعيشها المملكة، فضلًا عن تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد فشل مؤتمر جنيف الهادف إلى حل الأزمة اليمنية أو إخراج السعودية مرفوعة الرأس بعد عدوانها على الأراضي اليمنية. أجرى الأمير السعودي "محمد بن سلمان" خلال زيارته التي بدأت منتصف الأسبوع الماضي العديد من اللقاءات، أهمها لقاء الرئيس الفرنسي "فرانسو هولاند" ووزير الخارجية "لوران فابيوس"، ووزير الدفاع الفرنسي "جان ايف لودريان"، كما ناقش "بن سلمان" خلال الزيارة عدة ملفات أبرزها الأمن والدفاع ومشاريع خدمية أخرى، وشهدت الزيارة تقارب في وجهات النظر بين الطرفين. بالتزامن مع الزيارة واللقاءات أعلن وزيرا خارجية السعودية وفرنسا عن توقيع 10 اتفاقيات بين البلدين، وقال وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" إنه تم توقيع 10 اتفاقيات بين السعودية وفرنسا، وأضاف أن اتفاقيات التسليح مع فرنسا كانت من بين قضايا البحث، وأوضح "الجبير" أن الاتفاقيات "تم بحثها في فترة قصيرة ونتطلع إلى مزيد من التعاون في المجال السياسي والأزمات التي تواجه المنطقة"، وأشار إلى أن اتفاق شراء أسلحة فرنسية للجيش اللبناني ما زال قائمًا. من جانبه؛ قال وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس"، "قدمنا دراسة لبناء مفاعلين نوويين في السعودية، وسيتم بيع الرياض طائرات تجارية وأخرى عسكرية، منها 23 مروحية"، وأضاف أن قيمة صفقة الطائرات تبلغ أكثر من نصف مليار يورو. بعيدًا عن النتائج والأهداف المعلنة للزيارة من قبل وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين، توجد العديد من الأهداف الأخرى التي تأتي في قائمة أولويات المملكة، فبجانب الصفقات التي أبرمتها السعودية مع فرنسا، تأتي الصفقة الأهم وهي شراء الدعم الاستخباراتي والسياسي في اليمن مقابل مليارات سعودية، تدفعها الأخيرة لشراء أسلحة قيمتها عالية رغم وجود شبيهتها بقيمة أقل. كشف المغرد السعودي الشهير "مجتهد" عن الأهداف السرية لزيارة "بن سلمان" لفرنسا، حيث قال في إحدى تغريداته على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن زيارة بن سلمان لباريس، كانت رحلة استثمارية بامتياز للاستيلاء على أكبر حصة من صفقات ذكية تم إعدادها كفرصة لسرقات هائلة"، وأشار "مجتهد" إلى أن من أهداف الزيارة الاستفادة من الحضور الفرنسي في اليمن سياسيًّا واستخباراتيًّا لتخليص "بن سلمان" من ورطته التي لم يستطيع الخروج منها حتى الآن. وأوضح "مجتهد" أن هذا الدعم يتمثل في خدمتين، الأولى "تقنية معلوماتية"، والثانية "بشرية"، ولفت إلى أن الخدمة التقنية تتمثل في الاستفادة من مركز رصد استخباري فرنسي في جزر حنيش اليمنية، الذي يعد من أكثر المراصد تطورًا في المنطقة، وبنته فرنسا في صفقة مع الرئيس اليمني السابق "علي صالح"، أما الخدمة البشرية فتتمثل في شبكة عملاء داخل حزب المؤتمر الشعبي اليمني وغيره يعملون لصالح فرنسا، مؤكدًا أنه قد صدر توجيه من الرئيس الفرنسي "هولاند" لجعلهم تحت تصرف السعودية مقابل مليارات الدولارات. كشف المغرد السعودي الشهير أن الصفقات العسكرية تمت بطريقة تسمح بأوسع مجالات التضخيم حتى ينتفع الطرفان فرنسا و"بن سلمان"، مشيرًا إلى أن الفائدة العسكرية للسعودية تأتي في آخر الاهتمامات، وأورد "مجتهد" في تغريداته نماذج من الصفقات، والتي منها "زوارق سريعة وطائرات عمودية وتحديث الأسطول الغربي وطائرات رافال وأقمار صناعية للمراقبة"، ونوه إلى أن الزوارق السريعة عددها 30 زورق، وقيمتها 3 مليارات ريال من دون الصيانة وقطع الغيار والتدريب. وفي تغريداته أورد "مجتهد" نماذج من التحايل بين فريق "بن سلمان" الاستثماري ومؤسسة التسويق الفرنسية، كاشفًا أن البائع هو شركة "أوسيا" الفرنسية وصدر الإعلان تحت اسم شركة "دي إس إن إس"، وأرجع "مجتهد" السبب إلى أن شركة "أوسيا" مغمورة ولا تستوعب عقدًا ب3 مليارات ريال سعودي، فقررت مؤسسة التسويق الفرنسية جعله اسميًّا تحت "دي إس إن إس" مقابل تنفيع كلا الشركتين، وكشف "مجتهد" أيضًا عن تفاصيل الصفقة الثانية، والتي تتضمن 24 طائرة عمودية ب 3 مليارات ريال. اعتبر المغرد السعودي "مجتهد" أن "محمد بن سلمان" ينتزع دور ولي العهد الأمير "محمد بن نايف"، بعد زيارته إلى فرنسا وزيارته إلى روسيا من قبلها لتوقيع 6 اتفاقيات مع موسكو، وقال: "بعد روسياوفرنسا تجري ترتيبات لزيارة بن سلمان لألمانيا وبريطانيا والصين وربما إسبانيا، حتى يؤكد أنه هو الذي يمثل الملك وليس بن نايف"، وأضاف: "من خلال والده نجح بن سلمان في القفز بكل سهولة فوق بن نايف وهو ما أكد الشكوك السابقة أنه عازم على إزاحة بن نايف والحلول محله الآن أو بعد حين"، وتابع "محمد بن نايف رغم دهائه وخبثه مشلول تمامًا أمام صعود بن سلمان، ورغم أنه شبه متأكد أنه سيُعزل فهو عاجز عن عمل شيء؛ لأنه مثل الأسير عند ابن سلمان". صدمة السعودية وحكامها بعد تخلي مصر وباكستان وتركيا عن دعمها في حربها التخريبية على اليمن، جعلت القادة في الرياض يبحثون عن مواقف داعمة وحاشدة لعدوانهم على اليمن، مقابل حفنة من المليارات التي اعتادت السعودية على استخدامها في شراء الذمم، مما دفعهم إلى مغازلة فرنسا سريعًا لتأييد حشد دولي للعدوان ضد اليمن.