يجعل كلامنا خفيف عليكم، يا صايمين رمضان، لا بنحكي عن عنترة، ولا بن ذي يزن، ولا الهلايلة، ولا حتى بيبرس، ولا الأمير البهلوان.. كان يا «مكان»، من غير ربابة ولا طبلة ولا مزمار، نحفظ كافة الأشعار، بألف حكاية وحكاية، نلم شمل العطشانين، والسهرانين في نهار رمضان.. كان يا «مكان».. زاوية الجيوشي، شيدت على حافة جبل المقطم، إذ يطل على قلعة صلاح الدين، وقد أنشأه الوزير الفاطمى بدر الجمالى أمير الجيوشى سنة 478 هجرية الموافق 1085م. وعلى الرغم من صغر مساحة هذا المسجد إلا أنه يعتبر من أقدم الآثار الفاطمية، حيث يتمتع بأهمية معمارية فريدة فمئذنته تعتبر من أقدم المآذن الفاطمية القائمة بمصر. الزاوية عبارة عن مستطيل يقسمه محور إلى نصفين متماثلين تمامًا، إلا الجانب الشمالي الشرقي، إذ أضيف إليه فيما بعد بئر، وتبلغ مساحة الزاوية 15مترًا عرضًا في 18 طولًا، ويقع المدخل الرئيسى في الواجهة الشمالية الغربية تحت المئذنة مباشرة. ويتكون المدخل من باب صغير يعلوه عقد مدبب يؤدى إلى ردهة مقببة، فوقها ردهة أخرى مغطاة بقبة صغيرة موضوعة على الجدران المربعة مباشرة دون مقرنصات، وعلى جانبى الردهة يوجد حجرتان صغيرتان، اليسرى منهما مغطاة بقبو متقاطع وبها نافذة في أعلى الجدار الشمالي، وتحتوى هذه الحجرة على (بيارة). أما الحجرة اليمنى فهى مكشوفة وبها درج يؤدى إلى سطح الزاوية، وندخل من الردهة الخارجية عن طريق عقد مدبب إلى صحن الزاوية الذي يبلغ مساحته (6.5)، (5.5) متر، وعلى جانبه غرفتان مستطيلتان يدخل إليهما من فتحتين معقودتين بالصحن، وقد اقتطع جزء من الغرفة اليسرى وغطى بقبو مستعرض وفتح له فتحة في الجدار الشمالي ليؤدى إلى (البيارة). وبالجهة الشرقية للصحن يوجد مدخل ذو ثلاثة عقود مدببة المتوسط، منها متسع والجانيبان صغيران، وتعتمد العقود على عمودين متجاورين من الرخام، وهى مختلفة الأحجام والتيجان وتؤدى هذه الواجهة ذات الثلاثة عقود إلى ردهة كبيرة مستطيلة مغطاة بثلاثة عقود متقاطعة، وتؤدى هذه الردهة الكبيرة بدورها إلى ثلاثة عقود، العقد المتوسط يؤدى إلى مربع مغطى بقبة، وفى صدره المحراب والمربعان الجانبيان مغطيان بأقباء متقاطعة. وبالمربع الأيسر يوجد قبر أحد الشيوخ وإن كانت العامة تقول إنه قبر سيدى الجيوشى على اسم منشئ الزاوية. لعل أجمل ما في هذا المحراب الزخارف الجصية التى تحيط بالمحراب، والتى تشبه زخارف الجامع الأزهر، ويتكون المحراب من حنية مستديرة يعلوها عقد مدبب يرتكز على عمودين فقدا الآن ويحيط بالمحراب شريط من الكتابة بالخط الكوفى المزهر كما يوجد شريط من الكتابة من سورة الفاتحة يحيط بالمربع الذى تعلوه القبة. كما نقش على شكل دائرة في سمت القبة الآية (39)، من سورة يس "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم"، في الوسط نقش اسم محمد وعلى مكررين ثلاث مرات على شكل نجمة ذات ستة رؤوس. تتكون المئذنة من برج مربع بارتفاع 14.18 مترا، ويعلو ذلك صفان من الدلايات مبنية من الآجر والجص، وفي داخل هذا المكعب يوجد مكعب صغير به أربع نوافذ معقودة، ويعلو هذا رقبة مثمنة بكل وجه منها نافذة معقودة، ويعلو ذلك قبة صغيرة وبذلك يكون ارتفاع المئذنة كلها (20) مترا، وهى تحتوى على طابقين من الداخل.