في ظل تخوف منطقة شمال إفريقيا من تمدد تنظيم داعش الإرهابي في كثير من المناطق، خاصة ليبيا على خلفية عدم الاستقرار وتهاوي الواقع الأمني، على غرار ما حدث في منطقة الشام بعد سيطرة التنظيم على مناطق بسوريا والعراق، تشهد المنطقة متغيرات أخرى قد تقلب الحسابات رأسا على عقب، بعد تداول تقارير تتحدث عن إنشاء تنظيم إرهابي آخر يدعى « مجلس شورى الجماعات الجهادية ». على الرغم من إن هذا التنظيم موال للقاعدة المعروفة بانتشارها في شمال إفريقيا، إلا أن ما أثار التخوفات هو اتحاد أكثر من جماعة في هذا التنظيم من 3 دول هي الجزائرومالي وليبيا، بهدف مواجهة داعش والسلطات الأمنية في هذه المنطقة، ما ينذر بمستقبل أمني متدهور أكثر مما كانت تشهده شمال إفريقيا في المرحلة المقبلة . نجا الإرهابي مختار بلمختار من محاولة اغتيال في غارة أمريكية في ليبيا أخيراً ولعلها ليست المرة الأولى التي ينجو فيها القيادي في تنظيم القاعدة من محاولات استهدافه، إذ أفلت من الموت في القصف الجوي الذي استهدف مواقع التنظيم غربي طرابلس، وأفاد تقرير اخباري أن الجزائري المطلوب دوليا بتهم الإرهاب مختار بلمختار الذي تردد أنه قتل في غارة أمريكية شرق ليبيا الأسبوع الماضي، أسس مجلس شورى للجماعات الإرهابية الموالية للقاعدة، يضم ممثلي فروع التنظيم في ليبيا والجزائر وشمال مالي. يروي مصدر أمني في التقرير الذي نشر في إحدى الصحف العربية إن الوحدة بين فروع تنظيم القاعدة الدولي في ليبيا والجزائر تمت بالفعل تحت اسم مجلس شورى تنظيم القاعدة في إفريقيا، الذي ضم ممثلين عن 4 جماعات هي كتائب القاعدة في سرت الليبية وكتيبة القعقاع بن عمر الموالية للقاعدة في شرق ليبيا وكتائب الصحراء في تنظيم القاعدة المغاربي في مالي بقيادة يحيى أبو الهمام، وبقايا تنظيم القاعدة في شمال الجزائر. وكان تنظيم القاعدة أعلن في تطوّر مفاجئ في 2012 إقالة بلمختار عن قيادة كتيبته بأمر من زعيم التنظيم في المنطقة عبدالمالك دروكدال وتمّ العثور بمدينة بمدينة تمبكتو شمالي مالي، على وثيقة بها قرار إقالة بلمختار، نشرت تفاصيلها للمرة الأولى في 29 مايو 2013، واستعرضت الوثيقة أسباب الخلافات بين المعسكرين الإرهابيين، متهمة فيه بلمختار بأنه أكبر عائق في وجه توحيد المتطرّفين في الصحراء، وأيضاً تجاهله أوامر التنظيم المركزي للقاعدة في الجزائر، حيث تكشف الرسالة عن عمق الصراعات الداخلية في صلب الشبكة الإرهابية حول دفع الفديات. تمدد تنظيم داعش الإرهابي وسيطرته على مناطق نفطية كثيرة في ليبيا، فضلًا عن انتشاره في الجزائر في الأونة الأخيرة، أدى إلى تنحية معسكرات القاعدة الخلافات جانبًا، في محاولة لصد التمدد الداعشي في شمال إفريقيا ، حيث أن ثمة معلومات استخباراتية تم تداولها قبل أسابيع حول مساعي توحيد الجماعات الجهادية الموالية لتنظيم القاعدة بشمال إفريقيا في مجلس شورى واحد من خلال مساعي يقودها الجزائري مختار بلمختار، حيث تنقل إلى سرت الليبية مرتين على الأقل واجتمع بقياديين من الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة في ليبيا. وفي الفترة القليلة الماضية أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقارير تشير إلى أن تنظيم "داعش" هزم القاعدة في تصدرها للجماعات الإرهابية، فالانتشار غير المسبوق والوحشية التي يمارسها "داعش"، وقدرته الكبيرة على تجنيد المقاتلين الأجانب، وإيصال الرسائل، وإلهام الذئاب المستوحدة لشن هجمات، ساعده في احتلال موقع الصدارة بدلا من تنظيم القاعدة في قيادة الإرهاب العالمي، بحسب التقرير السنوي حول الإرهاب الذي أصدرته الخارجية الأمريكية.