أظهر مشهد حمل أوراق إجابات امتحانات الطلاب على عربة «كارو» يجرها حمار داخل إحدى الكليات، اتخذتها الجامعة كوسيلة نقل داخلية، الوجه الحقيقى للعملية التعليمية فى مصر. المشهد كان في جامعة بنها التي حصلت على تصنيف أفضل 100 جامعة عربية أمس، وفقا لإحدى التقارير البريطانية، خلال العام الجارى، وعلى إثر التقرير رصدت الجامعة مليون جنيه كمكافآت مالية لتشجيع أعضاء هيئة التدريس على نشر أبحاثهم العلمية على المواقع العالمية الأخرى؛ بهدف تقدم وتحسين مركز الجامعة في التصنيفات الدولية. من جانبهم، أصر الطلاب على كشف الخلل الذي تعاني منه الجامعات المصرية، فدشنوا صفحة "عشان لو جه ميتفاجئش" على موقع التواصل "فيس بوك"، رصدوا ما تعانيه الجامعات المصرية من أزمات، واعتمد الطلاب في رصد المشاكل على صور من الهاتف المحمول. وفى مشهد آخر، منعت الجامعات المصرية في الفترة الأخيرة دخول الطلاب غير المنتمين إليها، تحسبا لدخول أي عناصر غريبة، وهو الدور الذي تقوم به شركة "فالكون" الخاصة بتأمين الجامعات، لكن في جامعة الإسكندرية، الأمر اختلف تماما، فتحولت ساحة كلية الآداب إلى ملجأ للحيوانات والطيور، دون "ضابط أو رابط" أو وجود رقابة بعد نشر صورة ظهر فيها "بط وفراخ" أمام كلية الآداب بالجامعة، وعلق الطلاب على الصورة قائلين: "معندناش مشكلة في وجود عربات بطاطا في تجارة إسكندرية". بين واقف وجالس ومفترش للأرض، استعد طلاب قسم عربي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، للاستماع إلى إحدى المحاضرات فى صورة نشرتها صفحة "علشان لو جه ميتفاجئش"، وفي الوقت الذي قرر فيه مجلس الجامعة نهاية أبريل الماضي تخصيص 10 ملايين جنيه من ميزانية الجامعة لسفر المعيدين والمدرسين المساعدين للخارج للحصول على درجات علمية من الجامعات العالمية، عجزت الجامعة عن توفير مقاعد للطلاب. لم يتوقف الأمر عند عدم وجود مقاعد للطلاب، لكن تعدى إلى تواجد باعة جائلين داخل الجامعة، بعد أن نشرت الصفحة صورة لإحدى الباعة الجائلين يقود عربة بطاطا داخل كلية التجارة، وعلق الطلاب عليها "تشترى بطاطا يا استاذ"، كما تحول معرض كلية الحقوق جامعة الإسكندرية إلى مكان لبيع بدل الراقصات، وعلق الطلاب :"عميد الكلية مأجر المعرض دا للبياعين وبيبقى موجود أغلب أيام السنة في شادر ومالوش دعوة هما بيبيعوا ايه". لم تنج جامعات الأقاليم من المهازل، فقد تحولت جامعة الفيوم إلى ساحة يتناول فيها حمار وجبته الغذائية من الحشائش التي نبتت على إحدى ممرات الطرق بالجامعة، وعلق الطلاب على الصورة: "حمار بيتمشى وبياكل في النجيلة بتاعت جامعة الفيوم"، ومن الحمير إلى الكلاب النافقة، داخل الجامعة، فقد ظهر أحد الكلاب النافقة ملقى على أحد الممرات التي يبست أشجاره بجامعة الفيوم، وبدا عليه تعفن لجثته وعلق الطلاب: "احنا في بلد الحمار استغل فيها ثغرة أمنية علشان يدخل المطار، يبقى الكلب مش هيعرف يدخل الجامعة". وفي جامعة دمنهور، ظهر قطيع من البقر يتجول داخل الجامعة كما توضح الصورة، وعلق الطلاب: "الصورة من أسبوع في جامعة دمنهور والقطيع لسة موجود بيتمشى في الجامعة، عادي علشان اخواتنا بتوع "علشان لو جه ميتفاجئش" اللي زعلانين أن فيه قطط في المستشفيات". يقول الدكتور أحمد السيد، أستاذ علم الاجتماع، إن رصد الطلاب لمشاكل الجامعات جاء لأنهم أول من يتضرر منها؛ ولكونهم لا يجدون الوسائل التي ترصد معاناتهم، كما أن بعض الجامعات تمنع الإعلاميين من دخولها لرصد تلك المشاكل حتى لا يظهر رئيس الجامعة بصورة سيئة أمام وسائل الإعلام. وأضاف "السيد" أن الجامعات تعاني من مشاكل رغم ارتفاع ميزانيتها كل عام عن سابقه، إلا أن الزيادات غالبا ما تذهب إلى الرواتب والأجور، ويكون نصيب إصلاح المنشآت والمباني ومشروعات البحث العلمي، صاحب النسبة الأقل، لافتا إلى أن كليات الجامعات تحصل على الجودة دون وجود معايير دولية لتلك الجودة.