تستضيف ألمانيا زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بالعالم في قمة تتصدرها أزمة ديون اليونان والعنف المستمر في أوكرانيا، فضلًا عن انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط، يأتي ذلك في الوقت الذي لم يتم فيه دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور هذه القمة، على خلفية التوتر القائم في العلاقات بين الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي مع روسيا حول الأزمة الأوكرانية. وكانت "المجموعة السابعة" قد توسعت إلى "8″ بانضمام روسيا عام 1998 إلا أن المباحثات في هذا الإطار بدأت عمليا قبل ذلك، إذ شارك رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف عام 1991 على هامش قمة لندن، ولكن في العام الماضي اتخذ مشاركو النادي الصناعي على خلفية الأحداث في القرم قرارًا بعدم المشاركة في قمة مجموعة الثماني في سوتشي حيث كانت روسيا تترأس المجموعة لعام 2014 واجتمعوا في بروكسل، وأعلن مشاركو مجموعة G7 رسميا عن عدم رغبتهم بالاجتماع مع روسيا حتى تغير سياستها إزاء القرم. شكلت عدم دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور القمة في بافاريا مادة دسمة للتحليلات والآراء المختلفة، حيث رأى البعض أن التعاون مع موسكو ضروري لحل الأزمة الأوكرانية، أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نفسها فأعلنت أنه من الضروري استمرار الحوار مع روسيا في عدد من المسائل الدولية المفصلية لكنها في الوقت نفسه لا ترى إمكانية العودة إلى صيغة "G8″. في غضون ذلك شهدت مدينة ميونخ الألمانية، تظاهرات شارك فيها الآلاف المعارضين لقمة مجموعة الدول الصناعية ال7 الكبرى، كما توافد المعارضون بأعداد هائلة إلى وسط عاصمة ولاية بافاريا الواقعة جنوبألمانيا، وأكد أحد منظمي المحتجين إصابة 100 شخص بسبب استخدام الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريقهم. تتألف المجموعة حاليا من ألمانياوالولاياتالمتحدة وكندا واليابان وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، ويجري توجيه الدعوة عادة كذلك إلى ممثلين عن دول أخرى ومنظمات دولية، ومن المقرر هذا العام حضور رؤساء ليبيريا إيلين جونسون-سيرليف، والسنغال ماكي سال، وتونس باجي قائد السبسي، ونيجيريا محمد بخاري، ورئيسي وزراء إثيوبيا ديسالين، والعراق حيدر العبادي. ويعود تاريخ المجموعة إلى عام 1973 حين جرى لقاء خماسي بمشاركة وزراء مالية الولاياتالمتحدةوألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان، وفي عام 1986 انضمت إليهم إيطاليا وكندا، ومن الموضوعات التي طرحت نفسها على القمة أيضًا موضوع اليونان التي باتت على شفير التعثر المالي والمهددة حتى بالخروج من العملة الأوروبية الموحدة، ويضغط الأمريكيون من أجل تسوية سريعة للخلاف بين اليونان ودائنيها الأوروبيين لعدم تعريض الاقتصاد الدولي لأزمة جديدة، وسيشارك رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس مجلس أوروبا دونالد تاسك في المحادثات.