إن الصديقي ( مخرج بورنو سيب إيدي ) عندما حارب الإسفاف بالإسفاف بعد أن غلب حماره في الفن والحياة، قد قام دون قصد بفك شفرة جميع الأنظمة المستبدة التي تحارب دائما وأبدا بنفس المبدأ والأسلوب ، فهي تحارب الظلم بالقمع ، وتحارب السحل بالتعذيب ، وتحارب حكم الفرد بحكم الأجهزة السيادية ، وتحارب الفقر بإلغاء الدعم ، وتحارب الرأسمالية بإلغاء ضريبة أرباح أغنياء البورصة ، وتحارب الرشوة بالواسطة ، وتحارب الواسطة بالزند ، وتحارب السجن بأحكام الإعدام ، وتحارب الإعدام بالحرق بعد الإعدام ، وتحارب إسرائيل بإرهاب المقاومة ،وتحارب التشدد الديني بالتهجير القسري التعسفي لبعض الأقباط ، وتحارب من اجل إقامة المحطة النووية بإقالة النواوي من المصرية للإتصالات ، وتحارب أجيال عبده موتة ببيدج محمد صبحي! وعليه فعندما تحارب الشؤون المعنوية في كل الجبهات من أجل ضمان إفتتاح أسطوري لقناة السويس الجديدة أمام العالم ، عليها أولا إفتتاح محطة مترو السادات لخدمة الطالب والعامل! حيث أن الشعب منذ وجد من يحنو عليه وبدأوا في حمله فوق الرأس أصبح مسحولا تحت عجلات الفقر! كما أنها حاربت أيضا الفساد و قامت بدور اسطوري.. بطولي.. نادر.. بإحالة كل ملفاته الموجودة في أدراج الجهات الرقابية إلى القضاء والقدر! لذلك لا تخجل عندما ترى أن النظام ناضل و حارب من أجل الفضيلة والأخلاق بأن جعل ( الأحبى ست الدار ) فلن تجد أما مثالية سوى راقصة ومن على شاكلتها ، ولن تجد فنان إلا مرافق للرئيس ، ولن تجد رجل أعمال إلا بودرجي سيراميك واللي شبهه ، ولن تجد رجل دين إلا مظهر وشيخ الفلاشة ، ولن تجد مثقف إلا مصقف ، ولن تجد سياسي إلا وممسوك عليه هارد كامل ، ولن تجد وطني مخلص إلا عميل ، ولن تجد عالم إلا مهاجر ، ولن تجد فيزا إلا في المشمش! صديقي المواطن إن الدولة عندما تخوض مثل هذه الحروب فإنما تقودها بالأسلحة الفاسدة التي قضت علينا منذ عام1948 وإلى الآن بنجاح منقطع النظير ، وإن كنت مازلت من المضللين ( بفتح اللام ) فإنك إذا تسمح فقط بمرور الرصاص إلى صدور الأحرار أولا قبل ان تهلك ثانيا ، وإن كان رجاءنا الوحيد أننا ندافع عن الحق والحرية ضد القمع والظلم ، فما عذرك انت سيدي؟!