مع تزايد الحديث عن احتمالية تزوير الانتخابات البرلمانية المقبلة في تركيا، قالت صحيفة "ميدان" التركية إن حدة الصراع تفاقمت في أوساط الرأي العام مؤخرا، بشأن ما إذا كانت الانتخابات البرلمانية المقررة غدا سوف تتم بصورة نزيهة دون تلاعب أو تزوير. وأوضحت صحيفة "زمان" أن الأحزاب التي ستخوض الانتخابات رشحت أعضاء منها لرئاسة الصندوق، في إطار التعديلات التي تطبقها اللجنة العليا للانتخابات للمرة الأولى في هذه الانتخابات. وقدمت وزارة التعليم قائمة للجنة العليا للانتخابات مكونة من مدراء المدارس والمعلمين كما هو الحال في كل انتخابات، وعليه حدد رؤساء صناديق الانتخاب نتيجة القرعة التي جرت بين المرشحين الذين أعلنتهم الأحزاب السياسية ووزارة التعليم. الأمر الذي يدعو إلى الدهشة ويلفت الانتباه – بحسب الصحيفة – هو أن 90% من الأسماء المحددة هي لأشخاص مقربين ومؤيدين لحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وهو ما دفع الكثيرين للتقدم بشكاوى بشأن اعتزام الحزب للتلاعب والتزوير في الانتخابات البرلمانية. ومن ناحية أخرى تتهم أحزاب المعارضة "العدالة والتنمية" بانه سيتلاعب في هذه الانتخابات، نظرا لأنها تشهد حالة من الخوف لاحتمال عدم تمكنه من تولي السلطة بمفرده بعد الانتخابات، لاسيما أن استطلاعات الرأي أظهرت مؤخرا أن هناك احتمال بأن تكون الحكومة هذه المرة ائتلافية، متوقعة ألا يفوز حزب العدالة والتنمية بما يمكنه من تشكيل الحكومة وحده. ويعول حزب "العدالة والتنمية" والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الانتخابات المقبلة كثيرا، إذ يسعيان إلى الحصول على أكثر من 400 مقعد برلماني لضمان الأغلبية، التي تمنحهما حق تغيير الدستور، والتحول من النظام البرلماني إلى الرئاسي. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت" التركية إن التزوير في الانتخابات التركية المقبلة قد يأخذ أشكالا عديدة من بينها الإليكترونية والغير اليكترونية، مشيرة إلى أن الأساليب الغير اليكترونية تكمن في شراء أصوات الناخبين مقابل المال، فربما يحصل الناخبين على المكافآت المالية من خلال استخدام أصواتهم أو عدم التصويت، وأيضا يمكن استغلال رجال الدين لتوجيه الناخبين والتصويت لحزب معين، ولكن يمكن تجريم الأخيرة بقوانين انتخابية في بعض الولايات القضائية. وتضيف الصحيفة أنه يمكن التلاعب في الأصوات واستبدال صناديق الاقتراع، وغيرها من الأساليب غير الإليكترونية في التصويت، ولكن يمكن حل هذه المشكلة من خلال السيطرة على عدد من بطاقات الاقتراع القانونية، وبالتالي يمكن وقف الغش غير الاليكتروني بشكل كامل تقريبا، وأيضا لا يستخدم أحد بطاقات الاقتراع الغير مختومة. وترى الصحيفة التركية أن السيطرة على التزوير الإليكتروني يعد أكثر صعوبة، حيث يمكن فتح النظام الانتخابي وإدخال النتائج بدون الأصوات كما تريد الحكومة، ويمكن أيضا التلاعب في نتائج الانتخابات من خلال إدخال الأصوات في النظام، ولكن إذا رغب الناس في معالجة ذلك يمكنهم تغير النتائج. وتوضح الصحيفة أنه لهذا السبب انقطعت الكهرباء في الانتخابات الأخيرة، لتغير النتائج لصالح حزب العدالة والتنمية، وحينها قال وزير الكهرباء التركي إن قطة كانت سبب انقطاع التيار الكهربائي. وتختتم الصحيفة بقولها: الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها المضي قدما تجاه انتخابات نزيهة هي وجود متطوع على كل صندوق اقتراع، ومعرفة نتيجة التصويت دون الرجوع إلى التزوير الإليكتروني، والحصول على نسخة من الأوراق الموقعة الخاصة بالاقتراع، وحال القيام بذلك ومحاولة التلاعب في النتائج سنعرف جميعا من هو المستفيد.