«إدارة البروتوكول الرسمي والدبلوماسي».. كتاب يدرس سلوكيات العرب والمسلمين مجموعة من قواعد المجاملة الدولية الراسخة التي جعلت من السهل على الدول والشعوب العيش والعمل معًا، وقد كان دائمًا من أحد عناصر البروتوكول هو الاعتراف بالترتيب الهرمي لكل الحاضرين في جلسة ما، وتستند قواعده على مباديء التحضّر.. هكذا يعرف المهتمين البروتوكول الدبلوماسي. الدكتورة نادية الحفني محمود، تقدم كتابها الجديد بعنوان "إدارة البروتوكول الرسمي والدبلوماسي"، الصادر عن عن مكتبة الدار العربية للكتاب، وتعمل فيه على بانوراما متكاملة للبروتوكول مستهدفة إلقاء بعض الضوء على التقاليد العربية والإسلامية في مجال البروتوكول أو آداب السلوك، لتأكيد الدور الحضاري للعرب والإسلام في تطوير مبادئ السلوك السليم قبل غيرهم من الحضارات، فكان لا بُدَّ من التعرف على تراثنا فيما يتعلق بجانب بالغ الأهمية من جوانب السلوك طالما أهملناه كثيرًا بينما هو يعد أساسًا من أساسيات الحضارة ومرتكَزًا من مرتكزات التقدم. تستهدف كذلك النظرة للمستقبل من خلال السعي لبناء إطار سلوكي يحكم تصرفاتنا في التعامل مع أنفسنا ومع الدول الأخرى، التي نتعامل معها في محيط التعامل الرسمي والدبلوماسي، وبناء هذا النموذج السلوكي هو أحد الأسس التي تجعلنا كأمة عربية وإسلامية نستعيد مجدنا، من خلال إظهار كوننا متحضرين بالقدر نفسه الذي يُظهره الآخرون في السلوك والتصرفات. ترى الحفني، الحاصلة على الدكتوراه من الجامعة الأميركية بلندن في فلسفة العلوم السياسية، ومارست العمل الصحفي لعدة سنوات، أن وسائل الإعلام تطالعنا يوميًّا بأخبار حول نشاطات رؤساء الدول والوزراء والمسؤولين، التي تجري في أنحاء العالم، وتقول "إذا كانت هذه الأخبار تمر بسرعة أمامنا على شاشات التلفاز، إلا أن وراء كل خبر من هذه الأخبار هناك جنودًا مجهولين بذلوا جهودًا كبيرة لإنجاح هذه اللقاءات؛ حيث نظموا كل خطوة من الخطوات التي عكست وأبرزت الوجه الحضاري لأوطانهم، واستطاعوا أن يضفوا جوًّا من الود والتفاهم بفضل حسن تصرفهم وسعة اطلاعهم وسلوكهم المهذب الرفيع". وتضيف الحفني "أن النظرة لأي شخص أو مجتمع وتقديره من قِبَل الآخرين ترجع إلى طريقته في السلوك والتصرف، ومن ثَمَّ تُعد دراسة البروتوكول والإتيكيت من أهم الموضوعات التي ينبغي أن يتعرَّف عليها مواطنو أية دولة، ومن أجل ذلك تحرص الدول، كبيرها وصغيرها، على تدريس هذه القواعد والتدريب عليها عمليًّا، كما تعمل على تدوينها وتسجيلها بحيث تصبح مرجعًا يُرجَع إليه عندما تلتبس بعض الأمور. ولقد نظَّم كثيرٌ من المعاهدات والاتفاقيات الدولية قواعدَ المعاملات بين الدول، وحرصت الدول المنضمة إليها على الالتزام بما نصَّت عليه، وذلك خدمةً لمصالحها ولتثبيت دعائم السلام في العالم من حيث احترام حقوق والتزامات كل دولة تجاه الأخرى وكذلك تجاه المجتمع الدولي. ومن جانب آخر، استقر العُرف، كما استقرت التقاليد الدولية، على قواعد تكاد تكون ثابتة وواجبة الاتباع، ومنها ما هو مدوَّن ومعروف، لكن الجزء الكبير منه يعود لحسن تصرف الشخص وإدراكه للظروف المحيطة به. فالتجربة التاريخية عبر القرون تشهد أن تسوية وتنظيم مسائل العلاقات الدولية المعقدة لا يرتكزان فقط على القواعد القانونية المنصوص عليها في المعاهدات، بل يرتكزان أيضًا على قواعد أخرى لا بُدَّ من وجودها جنبًا إلى جنب مع هذه القواعد القانونية، ألا وهي قواعد المجاملة الدبلوماسية من بروتوكول وإتيكيت، وهي ما نترجمه إلى العربية بالمراسم والتشريفات. فالبروتوكول يمثل القواعد المتعارَف عليها في المعاملات الرسمية، وقد تكون هذه القواعد مكتوبة كما هو متبع في قواعد الأسبقية في المناسبات العامة، أو قد يكون جرى العرف على اتباعها مثل العادات الخاصة بالزيارات الرسمية". سبق وقدمت «الحفني»، بالاشتراك مع دعاء حبيب، كتاب «الإتيكيت وفن التعامل مع الآخرين»، قالت فيه: ونحن من خلال هذا العمل المتواضع نتوجه بنداء لجميع شعوب الوطن العربى بصفة خاصة، وللمسلمين بصفة عامة، بأن الواجب الأخلاقي والدينى تجاه أنفسنا وأوطاننا يحتم علينا الإلمام بقواعد البروتوكول والإتيكيت التى تمليها مبادئ الذوق السليم، وتفرضها أصول الدين، التى عرفها الإسلام ودعا إليها، قبل أن تعرفها الدول الأوروبية وتعيها، وتبدأ فى الظهور فيها. إن كيفية التواصل مع الآخرين هى عنوان حضارة أى أمة، و مقياس رقيها و تقدمها، و قد آن الآوان ليعرف العالم أن العرب هم أصحاب هذه الحضارة منذ قديم الزمان، ذلك ما يبينه هذا الكتاب