منذ سقوط مدينة "الرمادي" في أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، لم تنغلق غرفة الاجتماعات التابعة للقيادة العراقية خاصة بعد الإعلان عن مساندة قوات الحشد الشعبي للجيش العراقي في معركته لتحرير المدينة، وبالفعل بدأ الطرفين جنبًا إلى جنب أكبر عملية لتحرير "الرمادي" من سيطرة "داعش" انطلاقاً من جهة حصيبة الشرقية. دخلت القوات الأمنية العراقية مدعومة بالحشد الشعبي طريق سامراء الأنبار جنوب الثرثار، وهناك أعلنت هيئة الحشد الشعبي تحرير 170 جندياً كانوا محاصرين في منشأة المثنى الكيميائية، وأشارت إلى أن مبنى المنشأة أصبح مقراً للحشد في صحراء الأنبار، وعلى بعد 20 كيلومتراً عن الثرثار. العملية انطلقت من جهة حصيبة الشرقية بقيادة قوات التدخل السريع التابعة لسرايا السلام والحشد الشعبي، وأعلن قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء "ناصر الغنام"، عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى قاعدة "عين الأسد" وإلى ناحية البغدادي لتعزيز القوات الأمنية المنتشرة فيهما، وهو ما ساعد القوات العراقية على الدخول إلى المدينة وقتلت عشرين مسلحاً من داعش في مدينة القائم غرب الأنبار بقصف صاروخي. وأعلنت قيادة عمليات بغداد استعادة السيطرة على المنطقة الواقعة بين جسر الشيحة وناظم التقسيم في محافظة الأنبار، كذلك تمكنت القوات العراقية من تحرير جامعة الأنبار وإطلاق مئات المدنيين الذين كان داعش قد اعتقلهم فيها. حاصرت القوات الأمنية المشتركة وقوات الحشد الشعبي ومقاتلو العشائر مدينة الرمادي من ثلاثة محاور شرقاً وجنوباً وغرباً، وبدأ الهجوم على الرمادي بالتزامن مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى المناطق المحيطة، وهو ما جعل دفاعات داعش تنهار. كذلك تمكنت القوات العراقية وبإسناد من طيران الجيش من استعادة السيطرة على المنطقة الواقعة بين جسر الشيحة وناظم التقسيم في محافظة الأنبار، حيث أسفرت العملية عن مقتل عشرات المسلحين من داعش، وتفكيك أكثر من مائة وخمسين عبوة ناسفة. أعلن قائد شرطة الأنبار اللواء "هادي رزيج"، عن البدء بخطة لتضييق الخناق على مدينة الرمادي من جهة مديرية المرور العامة والجامعة ومنطقة الخمسة كيلو من الجهة الغربية للمدينة، موضحًا أن هذه الجهة هي احد الأسوار المهمة للمدينة. ونجحت قوات الحشد الشعبي في محاصرة العشرات من عناصر داعش، خلال عملية هي الأكبر، في المناطق الواقعة بين جنوبي صلاح الدين وشمالي مدينة الفلوجة، لمسافة تصل إلى اربعين كيلومترًا، كما نجحت تلك القوات بفتح الطريق المؤدية لناظم التقسيم وهي إحدى أهم المنشآت المائية بالأنبار غربي العراق. وتمكنت القوات العراقية من الوصول إلى منشأة المثنى شمال شرقي الأنبار، كما حررت المالحة جنوب بيجي، ومنطقة سيد غريب جنوب تكريت، وتم تحرير مناطق الفرحانية والكسارات والنباعي جنوب غرب قضاء سامراء ومنطقة الحميرة جنوبي قضاء الخالدية بمحافظة الأنبار. من جانبه أكد النائب عن التحالف الوطني "كاظم الصيادي"، وجود 13 الفًا من المكون السني يقاتلون ضمن قوات الحشد الشعبي ويتسلمون رواتب من الدولة، نافياً "ارتباط الحشد الشعبي بإيران كما يتهمه البعض"، وأضاف أن "أبناء السُنة والعشائر الأصيلة قاتلوا جنبًا إلى جنب في محافظة صلاح الدين". الصورة الحالية لخارطة العمليات العسكرية التي رسمتها قوات الجيش العراقي وتنفذها بمشاركة الحشد الشعبي تؤكد اقتراب ساعة الصفر لتحرير الرمادي من سيطرة الإرهابيين، وبالتالي تأمين الجهة الشمالية الغربية للعاصمة بغداد، استعدادًا لمعارك أخرى سيكون محورها مناطق الفلوجة. وبحسم معركة الرمادي يكون الطريق قد فتح لتحرير الأنبار، أي وضع الأسس للانطلاق في تحرير باقي المناطق التي وقعت تحت سيطرة الإرهابيين وصولًا إلى الموصل.