تتمادى سلطات الاحتلال الصهيوني في مسلسل انتهاكاتها الذي تنتهجه في السجون ضد الأسرى الفلسطينيين، حيث تتفنن قوات الاحتلال وجنودها ومحققيها في ممارسة أقصى أنواع التعذيب والإهانة والإذلال ضد الأسرى الفلسطينيين، فيستخدم الأسرى سلاح "الأمعاء الخاوية" الذي يودي بحياتهم في بعض الأحيان دون شفقة أو رحمة من القوات الصهيونية. تدهورت حالة الأسير الفلسطيني "خضر عدنان" الصحية داخل السجون الإسرائيلية بعد إضرابه عن الطعام منذ ما يزيد عن 30 يوما، وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، نقلا عن معلومات من محامين أن حالة السجين "خضر عدنان" في تدهور مستمر، وقالت المتحدثة باسم النادي، "خضر هذه المرة يرفض أخذ المقويات، ولا يتناول إلا المياه، إضافة إلى أنه اعتاد الإضراب عن الطعام"، كما أكدت زوجة المعتقل أن محاميًا من طرف الصليب الأحمر أبلغها أن حالة زوجها آخذة في التدهور، خصوصًا وأنه يرفض تناول أي مقويات، وقالت، "المحامي أبلغني أنه ينقل الثلاثاء إلى مستشفى داخل إسرائيل، لأن ظروفه الحالية لا تسمح ببقائه في مستشفى الرملة". من جانب آخر، ذكرت عائلة الأسير "عدنان"، أن نجلها يعاني من وضع صحي مترد جراء استمرار خوضه إضرابه المفتوح عن الطعام، واستمرار رفضه لتناول المدعمات أو إجراء الفحوصات الطبية، وتجاهل سلطات الاحتلال حالته الصعبة التي تتدهور من حين لآخر، وأشاروا الى أن نجلهم أخذ يعاني من هزال شديد في الجسم، وبدأ شعره يتساقط، ويرفض تناول الملح، ولا يتناول سوى القليل جدا من الماء، وأضافت ان سلطات الاحتلال ما تزال تعزله وهو مكبل اليدين والقدمين دون مراعاة خصوصية حالته الصحية، مناشدة كافة المؤسسات الانسانية والدولية الوقوف الى جانبه. تحاول إدارة السجن الصهيونية الضغط على "عدنان" لفك إضرابه عبر عزله عن بقية الأسرى وتكبيله برغم حالته الصحية الحرجة لكنه مستمر في إضرابه. في إطار دعم الفصائل والهيئات والمنظمات والشعب الفلسطيني لحقوق الأسرى في سجون الاحتلال، شارك عشرات المقدسيين في وقفة تضامنية مع الأسير "خضر عدنان"، أمام مقر هيئة الصليب الأحمر بالشيخ جراح بالقدس، بدعوة من حركة الشبيبة الفتحاوية والحراك الشبابي، وشارك في الإعتصام شخصيات مقدسية من هيئة العمل الوطني والأهلي بمدينة القدس وممثلين عن مؤسسات وأطر وطنية. ورفع المشاركون صورا للأسير "خضر عدنان" الذي خاض الاضراب عن الطعام رفضًا للإعتقال الاداري الذي تنتهجه سلطات الاحتلال ضد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، كما بدء رفاق "عدنان" من الأسرى لمختلف التنظيمات الفلسطينية الإضراب عن الطعام تضامناً معه، فيما الفعاليات التضامنية آخذة في التبلور في أكثر من منطقة في فلسطين، ضمن إطار الضغط الشعبي لإنقاذ حياة الشيخ "خضر" والإفراج عنه. هذا الإضراب لم يكن الأول للأسير "خضر عدنان" حيث أنه كان قد خاض إضرابا دام 66 يومًا عام 2012 لنفس السبب، ولم ينه إضرابه إلا بعد موافقة السلطات الإسرائيلية على وقف تمديد اعتقاله الإداري في أبريل من العام ذاته والافراج عنه، وهو ما جعل الأسير المنتمي لحركة الجهاد الإسلامي لم يعد قادرًا على الوقوف ولا الحركة. جددت سلطات الاحتلال أمر الاعتقال الإداري للقيادي في حركة الجهاد الاسلامي "خضر عدنان" البالغ من العمر 37 عامًا، وذلك لمدة 4 أشهر للمرة الثالثة على التوالي، وذكر مركز أسرى فلسطين حينها أن الاحتلال أعاد اعتقال الشيخ "عدنان"، خلال حملة الاعتقالات الواسعة في يوليو عام 2014، وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، ليخوض "عدنان" معركة جديدة من معارك "الأمعاء الخاوية".