لم تمض سوى أيام قليلة على تشكيل بنيامين نتنياهو حكومة الاحتلال، التي وصفت بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني، ليتأكد الفلسطينيين أن هذه الحكومة يجمعها قاسم مشترك وهو القدسالمحتلة وتهويدها، وانتهاك أي حقوق للشعب الفلسطيني وقمع وجوده فيها، كان آخر وجوه هذا القمع، قتل الشاب الفلسطيني عمران أبو دهيم في حي الطور بالقدسالمحتلة بدم بارد، بذريعة «دهس أفراد من شرطة حرس الحدود الصهيوني»، في قرية الطور شرق أسوار القدس القديمة. نقلت الصحف الفلسطينية عن شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت نيرانها على شاب كان يستقل سيارة من نوع «جيب لاند كروزر»، فاستشهد متأثراً بالجروح التي أصيب بها، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال أغلقت المنطقة التي وقعت فيها عملية إطلاق النار بالكامل ومنعت المواطنين من الاقتراب من الشهيد، كذلك نفى الشاهد للصحافة الفلسطينية أن يكون الشاب قد حاول القيام بعملية دهس، موضحاً أن الشاب كان يقود سيارته محاولاً الالتفاف لتغيير مساره. على إثر ذلك، اندلعت مواجهات بين فلسطينيين وعناصر من شرطة الاحتلال في حي جبل المكبر، بالقدس الشرقيّة المحتلة، وأفاد شهود عيان بأن شباناً فلسطينيون ألقوا الحجارة على عناصر الشرطة بعد اقتحامها الحي لمداهمة منزل عمران أبو دهيم الذي استشهد، في بلدة الطور بالمدينة بعد اتهامه «بتنفيذ عملية دهس» أصيب فيها شرطيتان. يقول الفلسطينيون إن جريمة قتل الشهيد عمران أبو دهيم من قبل الشرطة الإسرائيلية، تمت عن سابق إصرار وترصد، وتعكس التوجه اليميني الإسرائيلي الآخذ بالتصاعد منذ انتخاب الإسرائيليين حكومة اليمين المتطرف، محددين مسارات توجههم المستقبلي حيال صراعهم المستمر مع الفلسطينيين. معاناة ستشهدها عائلة الشهيد عمران عمر أبو دهيم "42 عاماً" التي كانت تنتظر انقضاء العام الدراسي لقضاء العطلة الصيفية في تركيا، لكن رصاص الغدر قتل الوالد وصادر الحلم وترك خمسة أبناء يكابدون ضغوط الحياة بلا معيل. يقول شفيق أبو دهيم شقيق الشهيد إن سلطات الاحتلال قتلت شقيقه بشكل متعمد دون أي إجراء تحقيق ميداني معه، مشيرا إلى أنه كان بإمكانها التحقق من نيته تنفيذ عملية دهس من عدمه، موضحًا أن شقيقه يعمل مهندسًا للسيارات، ومن عادته التنقل بين أحياء القدسالمحتلة وضواحيها، ويتعامل مع شخصيات من الداخل المحتل ويعمل مع عدة مكاتب للسيارات. وأشار أبو دهيم إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الشهيد عمران في جبل المكبر بعد قتله بساعات، فيما نفذت عمليات تفتيش وتخريب لممتلكاته، مؤكدًا أن جنودًا آخرين انهالوا بقنابل الغاز والصوت على المارة من الفلسطينيين لإبعادهم عن المكان. ويشير المراقبون إلى أن جريمة قتل أبو دهيم تمثل تصعيدًا من الاحتلال الذي لم يمض على تشكيل حكومته أكثر من أيام إذ ترافقت مع زيادة ملحوظة في الاعتداءات على المسجد الأقصى وأماكن العبادة الأخرى، بالإضافة إلى عمليات القمع والتنكيل والاعتقال بحق الأطفال المقدسيين وهدم المنازل المقدسية، في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، وتسليم المزيد من إخطارات الهدم لمواطنين آخرين.