استقبل طلاب هندسة عين شمس فاجعة مقتل زميلهم "إسلام صلاح الدين عطيتو"، على يد قوات الأمن، بزعم أنه إرهابى، بعدما اعتقلته أثناء تأديته الامتحان تاركا غصة فى صدر الآلاف من طلاب الجامعة. بدأت الأحداث صباح أول من أمس، حين فوجئ طلاب لجنة رقم (260أ) الدفعة الرابعة قسم كهرباء قوى، بدخول شخص مجهول الهوية بصحبة أحد موظفي الكلية، والسؤال عن الطالب "إسلام صلاح الدين عطيتو"، ومطالبته بالذهاب إلى شئون الطلاب بعد الانتهاء من امتحانه، ولاحظ الطلاب انتظار هذا الشخص أمام باب اللجنة حتى الانتهاء من الامتحان واصطحاب الطالب إلى مكان مجهول ولم يُستدل على مكانه من حينها. وبعد أن خرج الطلاب من لجانهم بساعات انتشرت أخبار عن مقتل الطالب "عطيتو" كانتشار النار في الهشيم، خاصة أن وسائل الإعلام زعمت أن وزارة الداخلية قتلت الطالب لأنه واحد من الإرهابين الذين تبادلوا إطلاق النيران مع الداخلية. وعلى الفور اشتعل الغضب في نفوس زملائه بالجامعة الذين يدركون أن "عطيتو" لم يكن إرهابيًا يوما، وقاموا على الفور بتقديم بيان إلى إدارة الكلية ورئيس الجامعة، بإمضاء من الاتحاد الطلابي، لكنهم لم يتلقوا ردا. كما أصدر مساء أمس اتحاد الطلاب بيانا يقول فيه "اليوم، قيل لنا من إدارة الكلية مُمَثَّلَة في عميدها حين إبلاغِنا إيَّاه ما حدث منتظرين موقف واضح صريح، لم نَجِد سوى الاستهجان من ربط ما حدث بالكلية بمقتله، لم نجد إجابة من إدارة الكلية حتّى الآن عن كيفية دخول وتواجد فرد أمنى مجهول داخل لجنة الامتحانات، ومنه نطالب نحن اتحاد طلاب هندسة عين شمس مجلس الكلية بفتح تحقيق فوري لمحاسبة كل من تواطأ في تلك الواقعة واتخاذ كافة الخطوات القانونية التى تثبت اختطاف الطالب من داخل الكلية وقتله، ونحملهم مسئولياتهم الكاملة تجاه الطالب وحقوقه، كما نؤكد أن الكلية تحتوي على كاميرات مراقبة ونطالب بالاطلاع على محتوياتها لإثبات كذب الرواية المعلنة". في نفس الوقت، أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها أمس الأربعاء، أنها تمكنت من قتل المتهم باغتيال العقيد وائل طاحون، الضابط بمصلحة الأمن العام، وكشفت وزارة الداخلية في بيانها، أنه كانت معلومات وردت تفيد اضطلاع عناصر تنظيم الإخوان، من أعضاء لجان العمليات النوعية بالتورط في تنفيذ الحادث. وتابعت الداخلية أن القوات حددت مكان اختباء أحد عناصر لجنة العمليات النوعية المتورطة فى الحادث وهو الإخواني "إسلام عطيتو" بأحد الدروب الصحراوية بدائرة قسم شرطة ثانى التجمع الخامس، وأثناء مداهمة القوات لمكان اختبائه بادر بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم، فقامت القوات بمبادلته إطلاق الأعيرة النارية مما أدى إلى مصرعه وضبط السلاح الآلى الذى كان يستخدمه. من جانبه، خرج عميد الكلية الدكتور أيمن عاشور، يؤكد أن الطالب إسلام صلاح الدين، الطالب بالفرقة الرابعة قسم كهرباء باور، والشهير بإسلام عطيتو، أدى امتحان الفترة الصباحية أول أمس الثلاثاء، نافيا دخول قوات الشرطة للقبض عليه داخل اللجنة أوالحرم. وأضاف عميد الكلية: "أنا لا أعرف ملابسات بيان الداخلية، وهذا شأنهم وعملهم، وكل ما أعرفه أن إسلام حضر امتحان مادة أول أمس الثلاثاء، ولم يتم القبض عليه داخل الكلية"، متابعا أن الامتحانات تسير بشكل طبيعى ومنتظم، مطالبا أبناء الكلية بتحري الدقة وعدم نشر شائعات القبض على اسلام عطيتو أمام اللجنة. يقول محمد عبد العاطي، عضو اتحاد طلاب كلية الهندسة بجامعة عين شمس، إن ما يحدث من تدليس الحقائق وعدم معرفة ما حدث مع "عطيتو" بشكل حقيقي، أمر لا يمكن السكوت عليه، مطالبًا الأجهزة جميعها بالتدخل على الفور لمعرفة سبب الحادث وإصدار بيان يوضح ماحدث بشكل كامل. وأكد "عبد العاطي" أن عميد الكلية ينفي القبض عليه داخل الكلية، في حين أن الطلاب المتواجدين معه داخل اللجنة أكدوا أن الداخلية تقوم بإخفاء الحقائق، مهددًا بإضرابهم عن الامتحانات بشكل كلي إذا لم يتم اتخاذ إجراء عادل وسريع.