تحت شعار "بحلم لبكرة" انطلقت في السبت الماضي، فعاليات مهرجان سينما الشباب المخصص للأفلام القصيرة والتسجيلية والتحريك، بسينما مركز الإبداع بالأوبرا. المهرجان ينظمه إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد بهيئة قصور الثقافة، قرر إقامة الفعاليات في دار الأوبرا، وهو ما يثير التساؤل حول دور هيئة قصور الثقافة، في الشارع المصري، بإقامة أنشطتها خارج مواقعها، خلافا لفلسفتها التي تتطلب تنشيط تلك المواقع وربط جمهور المنطقة الجغرافية المستهدفة بها، خاصة وقد أحال وزير الثقافة عبد الواحد النبوي، رئيس الإقليم- عبد الناصر الجميل للتحقيق، في الخميس الماضي، مع إقالة محمد زيدان رئيس فرع الجيزة بالأقليم بسبب تعطل الإنشاءات في المواقع. كما يثير هذا المهرجان تساؤلات أخري حول عدد من الرعاة من المؤسسات التعليمية الداعمين له، فما الحاجة للرعاة في مهرجان تموله هيئة قصور الثقافة بالكامل كجزء من أنشطتها، كما تتعاون معها وزارة الشباب والرياضة في تمويل ودعم هذه الدورة التي تشهد مساهمات مجموعة من الرعاة هم : الدكتورة راندا رزق- أستاذة الإعلام والدكتور عبد الله الدهشان- رئيس مجلس إدارة معاهد العبور، والدكتورة هويدا مصطفى- عميد المعهد الدولى العالى للإعلام بأكاديمية الشروق، ومركز الجيل للكاتب أحمد عبد الله رزة، الذي يمنح جائزة تقدمها الفنانة بشرى كريمة الكاتب الراحل. عمليًا تعتبر هذه الدورة، هي الثانية لمهرجان الجيزة للأفلام القصيرة، والذي عقدت دورته الأولي العام الماضي، في قصر ثقافة الجيزة، حين كانت فاتن التهامي مؤسسة المهرجان تتولي منصب مدير القصر، قبل أن تطلب إعفاءها هذا العام، والتفرغ لإدارة المهرجان، من موقعها في المكتب الفني للإقليم. على جانب آخر، المهرجان يمثل خطوة تعبر عن ازدياد الاهتمام بالسينما في هيئة قصور الثقافة في الفترة الأخيرة، وهو ما تمثل في عودة برنامج الثقافة السينمائية الذي يعرض فيلمًا ويعقد مناقشة مع ناقد بعده في عدة المحافظات، كما شهدنا عدة مهرجانات سينمائية محلية كان آخرها مهرجان المنصورة، الذي أقيم ردًا على قيام الإدارة السابقة للمهرجان بتغيير مشروعه وتحويله إلى مهرجان فاتن حمامة، وإقامة بعض فعالياته في القاهرة، رغم أنه بدأ في هيئة قصور الثقافة لذا حرص رئيس الهيئة الحالي الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، الذي كان أحد مطلقي فكرة مهرجان المنصورة، على مواجهة سرقة اسم المهرجان واستمرار تنظيم المهرجان باسمه الأصلي. تتواصل فعاليات المهرجان بمركز الإبداع الفني حتي 21 مايو، يعرض خلالها 60 منها 46 فيلمًا تتنافس على جوائز مسابقة المهرجان تتنوع في المستوي الفني والقضايا التي تتناولها من بينها الفيلم التسجيلي" حياة طاهرة" الذي يشارك حاليا في ركن الفيلم القصير في مهرجان كان السينمائي الدولي، وهو الجزء الثاني من ثلاثية للمخرج حول نماذج من كفاح المرأة المصرية الكادحة، كما يشارك في المسابقة أفلام حازت جوائز منها فيلم التحريك "أصدقاء حتى الموت" للمخرجة سارة نبيل، رغم تخصيص برنامج خاص في آخر أيام المهرجان لعرض الأفلام الفائزة بجوائز فى المهرجانات الأخرى والتي تقرر عرضها على هامش المهرجان ومنها التسجيلي "جريدي".