التقى مستشار المرشد الأعلى الإيراني "على أكبر ولايتي" اليوم بالرئيس السوري "بشار الأسد" في العاصمة دمشق، حيث تناول اللقاء مستجدات الوضع على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، وأكد "ولايتي" أن الحرب العالمية الصغيرة التي تشن ضد سوريا بسبب دورها المفصلي في محور المقاومة، مضيفا أن صمود الشعب السوري وقيادته أفشل مخططات تفكيك محور المقاومة. من جانبه؛ شدد الرئيس "الأسد" على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين طهرانودمشق، مؤكدا أنها أحد أركان مواجهة المشاريع الغربية وأوهام إحياء الامبراطوريات لدى بعض الدول الإقليمية، فضلا عن التصدي لمشروع تقسيم دول المنطقة وإضعافها، خاصة سورياوالعراق واليمن، مضيفا أن محور المقاومة تكرس على الصعيد الدولي ولم يعد بإمكان أي جهة تجاهله والنقطة الأهم التي تحققت لمصلحة هذا المحور مؤخراً هي الإنجاز الإيراني في الملف النووي، موضحا أن بعض الدول العميلة حاولت الرد على هذا الإنجاز من خلال تصعيد دعمها للإرهابيين إن كان في سوريا أو العراق أو اليمن، وهو ما يفسر تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في هذه الدول. بهذه الزيارة التي أجراها "ولايتي" للعاصمة دمشق يكون ثالث مسئول إيراني بارز يزور سوريا في أقل من أسبوع، حيث زار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني "علاء الدين بروجودي" سوريا الأسبوع الماضي، كذلك زار رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية "رستم قاسم" دمشق خلال اليومين الماضيين، مؤكدا على دعم طهران للاقتصاد السوري. هذه الزيارات المتتابعة التي أجراها كبار القيادات الإيرانية إلى سوريا، تحمل بين طياتها رسائل تأكيد على دعم سوريا حكومة وشعبا في مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة، فضلا عن أنها تؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتنفي دون شك التكهنات الإعلامية والشائعات التي تم ترويجها مؤخرا عن تراجع طهران في دعم سوريا وقيادتها السياسية، أو تلك الأنباء التي تحدثت عن عقد صفقات إيرانية تتضمن التخلي عن دعم النظام السوري. اللقاء الذي جمع المستشار الإيراني بالرئيس السوري في دمشق، سبقه لقاء عقد أمس جمع "ولايتي" مع الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" في زيارة استغرقت يوما واحدا إلى لبنان للمشاركة في "الملتقى العلمائي من أجل فلسطين"، وجرى خلال اللقاء استعراض تطورات المواجهات بين التيارات التكفيرية والمقاومة، حيث أعرب المستشار الإيراني عن سعادته بالانتصارات الأخيرة في القلمون، مؤكدا أن تيار المقاومة الذي حقق انتصارات كبيرة في مواجهة الكيان الصهيوني سينتصر في الساحة أيضا كما في السابق. تتزامن زيارة "ولايتي" إلى دمشق مع تطورات الوضع الميداني في القلمون بعد سيطرة الجيش السوري والمقاومة اللبنانية على أجزاء واسعة من هذه المنطقة في الجهتين السورية واللبنانية، وهو ما دفع المستشار الإيراني إلى التأكيد على دعم طهران للدولة السورية في حربها ضد الإرهاب أمر ثابت سواء تم الاتفاق النووي أو لم يتم. وحول ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد "ولايتي" على أنه لا يمكن استبدال القضية الفلسطينية ببعض التوجهات العرقية أو المذهبية الطائفية، مضيفا لا يمكن لأي دولة إسلامية أن تضع أي هدف سياسي مهما كانت أهميته فوق الهدف الأساسي ألا وهو القضية الفلسطينية. وحول العدوان الذي تقوده الرياض ضد اليمن، أكد "ولايتي" في حوار مع صحيفة "السفير" اللبنانية على أن النار التي أشعلتها السعودية هناك لن تستطيع إخمادها، وسوف ترتد عكسيا على الأمن الداخلي.