طالبت أسرة السيد الكسبرى (32 سنة) والذى لقى مصرعه نتيجة التعذيب داخل مركز شرطة رشيد بمحافظة البحيرة بالقصاص العاجل من المتورطين فى قتله – على حد قولهم. "البديل" التقت بأسرته الصغيرة المكونة من زوجته وأربعة أطفال، إضافة إلى والدته العجوز، وردد الجميع جملة واحدة هى "حسبنا الله ونعم الوكيل". فى البداية تقول الحاجة أنيسة (65 سنة) والدة الكسبرى إن "قوة من الشرطة توجهت فى معرض السيارات الذى يمتلكه ابني الراحل فى مساء يوم الجمعة، وانهالوا عليه ضربًا، فجاء بعض الجيران يقولون: الحقوا السيد.. الحكومة واخداه، فخرجنا أنا وزوجته والأطفال، ووجدنا ابنى سايح فى دمه، وتوجهت إلى الضابط أقول له: حرام عليك"، وأضافت الأم المكلومة وهى تبكى "الضابط زقّنى ورمانى على الأرض، وخدوا السيد للمركز، ورجع لنا جثة". أما زوجته التى صارت أرملة وعائلة لأربعة أطفال هم: حنان وحبيبة وعماد وغادة، وجميعهم أطفال صغار، وأصغرهم الرضيع عماد، فأكدت أن زوجها متدين وليس عليه أحكام، وعندما أتت الشرطة إليه، اندهش وطالبهم بإذن النيابة، فسبه الضابط، وانهال عليه ضربًا، وقال إنك متهم بحيازة سلاح. وتؤكد الزوجة أن "السيد كان متدينًا جدًّا وحاج بيت الله، وعمره ما عمل حاجة غلط". والمؤلم – كما تقول الزوجة – أن أولادها "شافوا أبوهم وهو بينضرب، فدخلنا جميعًا فى حالة صراخ وعويل، ومش كنا حاسين بنفسنا لما شفنا دمه سايح". وكان المستشار عبد العزيز عليوة المحامى العام لنيابات شمال دمنهور قد أمر بحبس معاون مباحث مركز رشيد النقيب "محمد ع." ومخبرين سريين من قوة المباحث أربعة أيام على ذمة التحقيقات التى تجريها النيابة الكلية بشمال دمنهور، ووجهت لهم النيابة تهم التعذيب والضرب الذى أفضى لموت السجين السيد السيد الكسبرى (32 سنة) والمحبوس احتياطيًّا على ذمة القضية رقم 6237/2015. وكان 24 من السجناء ممن شهدوا واقعة التعذيب قد اتهموا معاون المباحث والمخبرين بالتعدى عليه بالضرب؛ مما تسبب فى إصابته بحالة إعياء، تم نقله على أثرها للمستشفى، حيث لفظ أنفاسه متأثرًا بإصابته.