لم تتوقع فتحية حنفى محمود أن رحيل زوجها كمال محمود عبد السلام سيكون بداية الصراع مع المرض وظروف الحياة الاقتصادية الصعبة. فرب الأسرة الذى توفي بأمراض مزمنة كالتليف فى الكبد والطحال، ولم يستطيع معالجة نفسه؛ بسبب أحواله المعيشية الصعبة، استمرت معاناة أسرته بعد رحيله على نحو بالغ الصعوبة. فتحية حنفى محمود والبالغة من العمر 50 سنة موظفة بسيطة بهيئة الإعلام ببنى سويف، كان قد تم تعيينها ضمن نسبة ال 5 % المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. وهي تعانى من ضمور بالعضلات وانزلاق غضروفى، ورغم توافدها للعلاج بمستشفيات التأمين الصحى والمستشفى العام ببنى سويف، إلا أن أمر علاجها لم ينجح؛ بسبب التشخيص الخاطئ وعدم الاهتمام اللازم. تعانى فتحية أيضًا من هشاشة عظام أثرت على أسنانها التى سرعان ما بدأت تتساقط بعد اشتداد المرض. أم الطفلتين دنيا وأمنية لم تطالب سوى بمناشدة محافظ بنى سويف ووزير الصحة علاجها وتوفير كرسى كهربائي متحرك لها، خاصة أن مصاريف الأسرة كبيرة جدًّا، بجانب أنها أرملة، وتحاول بقدر المستطاع توفير دخل ثابت، ولكن هيهات أن تنجح فى ذلك الأمر. فتحية تسكن في شقة بعقد إيجار بمساكن "سوزان مبارك" بمدينة بنى سويف الجديدة، وهى أعباء تضاف إلى رصيد الأسرة مع المعاناة الشديدة مع المرض ومع ظروف الحياة الصعبة.