يحمل بين كفيه عشقًا كبيرًا لفن الجرافيك، درسه ويدرسه لطلابه حتى اليوم، من خلال عمله كأستاذ أكاديمي بكلية الفنون الجميلة، أو في مرسمه الخاص، الذي يفضل تمضية معظم الوقت فيه، وسط أدواته ولوحاته ومريديه. الفنان الدكتور صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، والمكرم من معرض "من النيل إلى الحرمين"، بأتيلية جدة للفنون بالمملكة العربية السعودية فبراير الماضي، الذي تابعنا مشاركة أعماله الفنية خلال العام الجاري في بعض المعارض الجماعية، في معرض "اتنين.. اتنين" بقصر الفنون، ومعرض "فن الجرافيك المصري المعاصر" بمركز الجزيرة للفنون. يستعد "المليجي" لافتتاح معرضه الجديد بعنوان "على الحافة"، يوم الأحد المقبل، بجاليري النيل بالزمالك، يقدم خلاله الفنان مجموعة من أحدث أعماله التي يخوض بها مجددًا عالم التصوير، مستعرضًا عدد من اللوحات الجديدة التي يطرح من خلالها حالة بصرية تحاكي الوجدان، مستحضرًا فيها الجسد في تجليات أنثوية كرمز للحياة، لكن من منظور فلسفي يتناول من خلاله العديد من المعاني والمشاعر والقيم والدلالات شديدة الرومانسية أحيانًا وشديدة الواقعية أحيانًا أخرى. عن تجربته يقول الفنان صلاح المليجي للصحافة: تصور حالة بصرية تُحاكي الوجدان ولا تحاكي الطبيعة، تستلهم المرأة كعنصر الهم الفنانين عبر الزمن إلا أنها تأتي من زمن قديم، لا تُقدم كجسد ولكن كروح ووجدان على حافة الرمز، وعلى حافة الإنسلاخ من حياة إلى حياة تصاحبها طيور وعصافير وورود قد تبدو من زمن الأساطير، وقد تمنحها الرموز بُعدًا فلسفيًا آخر، ولأول مرة أكتب اسمًا للمعرض وعناوين للأعمال.. على حافة أن أحيا أو أن أموت، على حافة ذكريات، على حافة ماضٍ، على حافة ما هو آتٍ، على حافة الصمت، على حافة الصوت.. على حافة الحياة". وفي دراسة مطولة عن المعرض قال الفنان الدكتور ياسر مُنجي: إن الفنان صلاح المليجي استطاع بحنكة بالغة ونضج رصين أن يُعيد صياغة ترسانته البصرية والأدائية في قالب جديد مُمارسًا لونًا من ألوان الإنسلاخ الفني الموفق والمُؤدى بذكاء ودراية تُبررهما خبرة تراكمية ثرية، وهو ما نستطيع تمييزه فور التحامنا بهذه المجموعة من المسطحات البصرية بالغة الثراء، التي يبلغ فيها اللون حدًا من الرهافة إلى درجة تستوجب التأمل، ملمحًا آخر يُمكن أن نراه فاعلاً بقوة.. يتمثل في لجوء "المليجي" إلى المزاوجة الواعية بين إمكانيات الوسائط الطباعية ونظائرها التصويرية، فلعب ذلك الأداء دورًا بالغًا في إثراء السطح التصويري ملمسيًا وتعبيريًا على حد سواء. يُعد الفنان صلاح المليجي أحد أبرز الأسماء على الساحة التشكيلية المصرية والعربية، وله رصيد كبير من المعارض الخاصة والجماعية وورش العمل على الصعيدين المحلي والدولي، ويُمثل المعرض واحد من أهم الأحداث التشكيلية هذا الموسم، ويستمر حتى نهاية مايو الجاري. للفنان عدد من المقتنيات الرسمية، في متحف الفن المصري الحديث، ودار الأوبرا المصرية القاهرة، وقاعة المؤتمرات الدولية القاهرة، وجريدة الأهرام، ومتحف كلية التربية الفنية، ومتحف الجرافيك المصري، وجامعة المعتمد بن عباد الصيفية بالمغرب، وجامعة حلوان بالقاهرة.