عرف المصريون القدماء تكوين الجسم الآدمي؛ لما أجروه من تحنيط الموتى بغرض الحفاظ على جثمان أصحابها، فذاع شأن الطبيب المصري القديم في البلاد المجاورة، لكونهم متقدمين في الطب آنذاك، وشمل الجراحات البسيطة، وإصلاح كسور العظام وتركيب العديد من الأدوية، وبالرغم من ارتباط الطب المصري القديم في الثقافة الحديثة بالسحر والتعاويذ، إلا أن الفراعنة كانوا يقومون بإنجازات متعددة في مجال الطب. بردية «أدوين سميث» تكشف تخصص الفراعنة في الجراحات قال أمير جمال، منسق حركة سرقات لا تنقطع، إن أشهر البرديات التى كشفت إنجازات الفراعنة فى مجال الطب بردية "أدوين سميث"، وتعد الأشهر فى تاريخ الطب عند الفراعنة، سميت بهذا الاسم نسبة إلى تاجر الأنتيكات الأمريكى أدوين سميث، وتوجد الآن ضمن مقتنيات أكاديمية العلوم بنيويورك، وترجمت على يد جميس هنرى عام 1930 بعدما أهدتها ابنة التاجر سميث بعد وفاته إلى جمعية التاريخ بنيويورك، وترجع إلى عام 1600 قبل الميلاد، وتخصصت فى الجراحات الطبية كجراحة الرأس والرقبة والأكتاف والصدر والثدى، وكذلك حالات الكسور المختلفة فى الجسم، وتبين من خلالها والتى يمتد طولها إلى 5 أمتار أنها تصف كيفية التعامل مع 48 حالة جراحية متعددة. وأضاف "جمال" أنه لم يتم العثور على باقى البردية، حيث وجدت غير مكتملة ورجح علماء الآثار أنها كانت تستكمل باقى الجراحات الخاصة بأجزاء الجسم، وتعود تاريخها أثناء حكم الملك أمنمحات الثالث عام 1825 قبل الميلاد، وتتكون البردية من ثلاث صفحات، وتخصصت فى تشخيص أمراض النساء والولادة وتحديد نوع الجنين والمراهم الطبية الخاصة بالنساء، بالإضافة علاج لآلم الأسنان. بردية «إيبرس» ذكرت 400 دواء و877 طريقة للعلاج وأوضح أن هناك بردية منسوبة إلى عالم المصريات جورج إيبرس، الذى ترجمها عام 1875، وتعد من أقدم البرديات الطبية، فتعود إلى عام 3000 قبل الميلاد، ويصل طولها إلى 20 مترا وعرضها يبلغ 30 سنتيمترا تقريبا، وذكرت ما يقرب من 400 دواء و877 طريقة طبية لعلاج أمراض كالعيون والنساء والجراحات والتشريح والباطنة والجلد. ولفت منسق حركة سرقات لا تنقطع إلي وجود برديات أخرى اهتمت بالمجال الطبى، ولكن أقل أهمية من البرديات السابقة، بالإضافة إلى أنه تم فقدان أجزاء كبيرة منها أثناء العثور عليها كبرديات تشستربينى، وليدن، والرامسيوم، وهرست، وبرلين الطبية التى تحتوى على شرح مطول عن القلب والأوعية وأغلب العقاقير نباتية وحيوانية. واختتم: عرف أيضا المصرى القديم مرض الصلع وتساقط الشعر، ونجح فى تركيب بعض المواد لتغذية الشعر ومنع تسقطه، فاستخدموا خليطا من دهن التمساح والبط والثعابين لعلاج مشكلة الصلع، وهى مواد ينصح خبراء التجميل باستخدامها، وتم إدخلها فى بعض المواد الطبية لعلاج الشعر.