( حميدة خليل) اسف جداا ان الاسم ممكن يجرح شعور البعض ، فهو ليس لافانيا او لارا او فاطمة او مارسيل او جوكاستا او ريناد او عائشة او جورجيت ! ( حميدة خليل ) 14 مارس 1919 .. اسف اني اقول لحضرتك ان في ذلك التاريخ استشهدت اول سيدة مصرية في التاريخ المصري الحديث ويمكن في التاريخ المصري كله ، سقطت دفاعا عن بلدها في اهم ثورة شعبية ملهمة لجميع الشعوب في بدايات القرن العشرين ، واعتذر ايضا بشدة لان التاريخ لم يقف كثيرا عما كانت ترتديه وقت استشهادها ولم يجاوب عن اسئلة الهة العصر الحديث .لم يقف التاريخ كثيرا عند العباءة التي كانت ترتديها ، هل كانت بكباسين ام بفضل الله حتة واحدة ؟! هل عندما استشهدت وسقطت على الارض من وقع الرصاص الذي اغتال جسدها البرئ هل حملها زوجها ؟ ام حملها شخص اعجمي عنها ام اشخاص عديدين والعياذ بالله غرباء بالنسب عنها .. اخوان انقياء في الوطن منها ؟! ثم من الاساس هي ليه سابت بيتها و خرجت في مظاهرة ؟! هل كانت تتبع جماعة ام حزب ام نظام حاكم ؟! فلكل منهم شهدائه ومصابيه والناحبين المتشحين بسواد الفكر الخاص بهم كلا على حدة ! السيدة المنتقبة اللي واقفة هناك ،والسادة اللي واقفين في نفس الصف من دعاة الفضيلة والاخلاق والجنة والنار ولوازمهم ، نكاية في نظام يدعم اليهود والنصارى والحرب الصليبية المقدس، جائو لهدم الاسلام تحت سيطرة راس الشيطان الاعظم الانجلو امريكي . قبل ان انسى على فكرة السيدة حميدة استشهدت وهي بكامل هيئتها من اليشمك والملابس الفضفاضة الواسعة من ام راسها حتى بنصرها ، وهو بديل النقاب في عصرنا الحالي لان ذلك بديهيا هو الزي الرسمي لسيدات هذا العصر ، هل انتم راضيين عنها ؟ والنبي راضيين ؟ اسف قصدي بالله عليكم مبسوطين ؟! وهل فازت بجنتكم الموعودة ؟ ام لكم راي اخر؟ياريت التوضيح لكي يطمئن قلبي ع الماشي ميضرش ! السيدة اللي قاعدة في كافيه تراباتاتي وحاجزة لوج ولابسة على الموضة وهات يا هتاف لخلع الحجاب وخلع كل حاجة ليس حبا في المليطة حاش لله ولكنه فقط كيدا في الاخوان وهدما لقلاعهم العفنة( قلعة .. قلعة ) ، والسادة السائريين وراء كعوبها الرمان ايمانا منهم بحرية الكعوب حتى تستقر الشعوب .. دعاة الحرية والكاش مايوه وخلافه ، احب ان اقول لكم رغم ان الست حميدة كانت سائرة في المظاهرة باليشمك ( معلش سامحوها غصب عنها ) الا انها شاركت فداءا لبلدها ووطنها ،حين كان يثبت وقتها على الرجل الكفر والالحاد وتحل عليه لعنتا الاض والسماء اذا شاهدوا رجل يركب بجوار زوجته في محطة مصر مثلا ، اذ ان خروج السيدات الى الشارع يضعها مباشرة في خانة الغير محترمات ( زمان يعني ) ! هذه السيدة وغيرها المئات من الفضليات الحرائر هزمن التقاليد البالية ، هزمن الرجعية المتخلفة فهل ترضون عنهن رغم زيهن المتخلف بالنسبة لكم ؟ طمنوني احسن متوغوش حبتين اثابكم الله! ابانا الذي في الجهات الاميرية راعي الوطنية والمحافظ على حبات اللؤلؤ تراب وطننا الغالي عندكم رخيص على كل معارض شريف لانظمتكم المستبدة ، والسادة المنافقين المطبلاتية على انغام كل طاغية والسائرون نياما خلفهم .. الست حميدة خليل كانت تدافع عن حبات لؤلؤها دون ان تهلل لبيادة او دبورة طمعا في استقرار يجلب المزيد من الفوضى والاستحمار .. هل هي تستحق هبة وطنيتكم الشريفة ؟ هل تستحق ان يذكرها اعلامكم العميق الذي يحافظ ويخاف ويهاب ويهيل الاكاذيب اللزجة الرطبة على دولتكم المعظمة من الشراذم المتشرذمة والاعداء والخونة في الداخل والخارج ؟! اموت واعرف هتتصنف ازاي دي ؟ وان كنت لا اشك اطلاقا في مواهبكم الفذة في التعليل و التضليل ! ان اخر ما يدعو اليه مقالي هذا هو تذكير حضرتك ان حتى التاريخ استكتر يعتبر يوم 14 مارس يوم استشهادها يوم للست المصرية العظيمة تقديرا لدرة من حبات عنقود دررها المستمر لابد الدهر .. يمكن عشان مجهولة نوعا ما وكمان من كفر الزهاوي حي الجمالية مش المنوفية للاسف( تبقى مصيبة اكيد ) ، وبما ان تم تفريغ الاحتفال ( اذا كان في احتفال اصلا ) من محتواه الهادف حتى اشعار اخر فذلك افضل واشرف لها كثيرا . او ان اذكر حضرتك اساسا بالست حميدة خليل وبطولاتها في زمن احسبه يضن بذكر الابطال الحقيقين للشعب المصري خوفا من حلم الحرية والعدالة والبطولة والفداء للوطن بان ينضح على الاحرار في ربوع المحروسة ! وذلك لاننا ببساطة على بعد اربع سنوات فقط من مئوية ثورة 1919 ولا يوجد حارة او زقاق او ناصية او شارع تذكرنا بشهيد من شهدائها الابطال او بطل من ابطالها العظماء ، بل لا ابالغ ان امامنا على اقصى تقدير خمس سنوات وسوف لا يذكر تاريخهم اساسا ان هناك ثورة قامت في يناير فما بالك بشهدائها الابرار وابطالها الاحرار رغم قيود السجن والديكتاتورية ! وهي وان حفظ اسمها جموع المصريين (مع اني طبعا اشك ) ، حيث اننا مازلنا نسير باريحية وخطى واثقة نحو تلك الطرق الضيقة المملة التي طالما اثبتت بؤس وعتمة دروبها على مر التاريخ ولكن مين يقرا ومين يعتبر ، ولذلك ستظل دائما وابدا هي الست حميدة خليل التي لن يعرفها احد !