تحتفل فلسطين يوم 5 أبريل من كل عام بيوم الطفل، فى ظل معاناة وافتقاد أبسط حقوق التمتع بطفولتهم البريئة وحقهم في الحياة، جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم، واليوم يجدد أطفالنا بحثهم عن الحرية والعيش بكرامة كسائر أطفال العالم. افتقد الأطفال الفلسطينيون كل مقومات الحياة، حتى أصبحوا يظنون الظلام هو القاعدة، وأن النور هو الاستثناء، وأصبح الوقود والكهرباء بالنسبة لهم مصطلحات يتعلمونها مع حليب أمهاتهم إن كانوا رضعاً، أو أصبحت تتداول في مواضيع الإنشاء في مدارسهم لأنها جزءاً من حياتهم اليومية، فلو مر يوم عليهم لا يسمعون فيه أزيزاً للطائرات أو قصفاً للمدافع أو شاشات للتلفزة لا تعرض الأشلاء والدمار، يعتبر غير عاديا. الكيان الصهيوني يخالف اتفاقية جنيف في حق أطفال فلسطين يتعامل الكيان الصهيوني مع أطفال فلسطين بما ينتهك نصوص اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، التي جاء في نص المادة "24″ منها "على أطراف النزاع أن تتخذ التدابير الضرورية لضمان عدم إهمال الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر الذين تيتموا أو افترقوا عن عائلاتهم بسبب الحرب، وتيسير إعالتهم وممارسة دينهم وتعليمهم في جميع الأحوال ويعهد بأمر تعليمهم إذا أمكن إلى أشخاص ينتمون إلى التقاليد الثقافية ذاتها"، بالإضافة إلي "على أطراف النزاع أن تسهل إيواء هؤلاء الأطفال في بلد محايد طوال مدة النزاع، بموافقة الدولة الحامية، إذا وجدت، وبشرط الاستيثاق من مراعاة المبادئ المبينة في الفقرة الأولى، وعليها فوق ذلك أن تعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لإمكان التحقق من هوية جميع الأطفال دون الثانية عشرة من العمر، عن طريق حمل لوحة لتحقيق الهوية أو بأي وسيلة أخرى". «اليونيسف»: 7 آلاف طفل فلسطيني ألقى القبض عليهم أكدت تقارير صندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" أن قوات الكيان الصهيوني ألقت القبض على ما يقرب من 7000 طفل فلسطيني خلال العقد المنتهي من عام 2013، و27 طفلاً أُلقي القبض عليهم في مدينة الخليل مارس 2013 لم تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، ويتم اتهام 60% من القُصر المقبوض عليهم برشق الجنود أو السيارات المارة بالحجارة، الأمر الذي يعتبره جيش الدفاع الإسرائيلي شكلاً من أشكال الإرهاب حيث يؤدي إلى وفاة وإصابة الإسرائيليين. وفي آخر تقرير صدر عن "اليونيسف"، أوضح أنه رغم التغييرات الأخيرة في القانون العسكري الإسرائيلي، لكن سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين المعتقلين لا تزال سياسة منهجية وواسعة النطاق داخل نظام الاحتجاز العسكري الإسرائيلي. اعتقال الأطفال الفلسطينيين فى «عصيون» والاعتداء عليهم لازالت حكومة الاحتلال تمارس سياسة اعتقال الأطفال، حيث بلغ عدد الأسرى الأطفال خلال آخر شهر ديسمبر من العام الماضي، ثلاثين طفلا أعمارهم أقل من ثمانية عشر عاما مخالفة بذلك لأحكام المادة "40″ من اتفاقية حقوق الطفل للعام 1989، والتي وقع عليها الكيان الصهيوني. ووفقا للأمر العسكري رقم "132″ لازالت حكومة الاحتلال تعتقل الأطفال الفلسطينيين من سن 12 عاما وما فوق، ومعظم الأطفال الذين تم اعتقالهم نقلوا إلى معتقل "عصيون" بالقرب من بيت لحم، ويتم وضعهم في ظروف صعبة، والاعتداء عليهم بالضرب وإجبارهم على الإدلاء باعترافات كاذبة عن ضرب حجارة. اغتيال «الدرة» خير شاهد علي خسة الكيان الصهيوني مازال الدم الفلسطيني البريء يستباح يوما بعد يوم، ومازال الكيان الصهيوني يغتصب أرض فلسطين ومازالت المقاومة مستمرة، ومثل استشهاد الطفل محمد الدرة، أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية برصاص صهيوني جبان لا يعرف الرحمة في 30 سبتمبر 2000. عندما استشهد الطفل الذي لم يتخط عامه الثاني عشر، قاده القدر إلي منطقة الأحداث وإطلاق النار بصحبه والده، الذي اختبئ به خلف كتلة اسمنتية، فحاولوا الإشارة إلي العدو الصهيوني الغادر بأن يوقف إطلاق النيران، لكن لم تكن الإشارة كافية في ذلك الوقت ولا في غيره، فأطلقت قوات الاحتلال النار علي "الدرة" ليستشهد الطفل الفلسطيني ويؤكد أن الكيان الصهيوني الغاصب يتعامل بوحشية مع أطفال فلسطين ويخالف الاتفاقيات الدولية كافة. «الأسير»: 205 أطفال داخل سجون الاحتلال يعيشون ظروفاً تنكيلية وفى مأساة متكررة يواجهها الأطفال الفلسطينيون، اعتقل الكيان الصهيونى الطفلة ملاك الخطيب "14 عاماً"، من رام الله، وحكمت المحكمة العسكرية للاحتلال في عوفر بتاريخ 21 يناير الماضي عليها بالسجن مدة شهرين وغرامة مالية بقيمة 6000 شيقل. وقال إبراهيم نمر، مدير نادي الأسير في محافظة طولكرم، إن اعتقال الطفلة ملاك الخطيب، وإصدار حكم جائر بحقّها، جريمة قانونية، تستدعي تحرّك كافة الجهات الحقوقية الدولية من أجل الإفراج عنها. وأوضح "نمر" أن الأسرى القاصرين في سجون الاحتلال يعيشون ظروفاً تنكيلية تماثل الظروف التي يعيشها الأسرى الراشدون، مشيراً إلى أعداد المعتقلين الأطفال ارتفعت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ. وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن عدد الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال حوالى 205 أطفال، موضحاً أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يزيد عن "6000″، منهم "426″ من المعتقلين الإداريين، فيما يبلغ عدد الأسيرات "20″ وعدد النواب "15″، موزعين في ثلاثة سجون "مجدو، هشارون، عوفر"، أعلاها في سجن عوفر، إذ وصل العدد ل "99″ معتقلاً قاصراً، أعمارهم أدنى من 18 عاماً. الأطفال الفلسطينيون يعيشون حياة مأساوية داخل المعتقلات وأوضح نادى الأسير ل"البديل" أنه عقب الأحداث التي تلت اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة في شهر يونيو الماضي، ازدادت وتيرة اعتقال الأطفال وخاصة في القدس. وذكر النادي أن الأسرى الأطفال يعانون من ظروف مأساوية، فهم محرومون من التعليم، ولا يتلقون العلاج اللازم للمرضى منهم، بالإضافة إلى قلة الطعام المقدم لهم، والنقص الحاد في الأغطية فصل الشتاء، وأن القضاء والشرطة في بوتقة واحدة من ممارسة شتى أشكال وصنوف الإجراءات التعسفية والانتقامية، وأصبحت حملات الاعتقال وفرض الغرامات والكفالات سياسية للانتقام من المواطن المقدسي. وأكد النادى توثيق أساليب التعذيب التي تعرض لها المعتقلون، بدءا من التعذيب أثناء الاعتقال من قبل الوحدات الخاصة أو ما تعرف بالمستعربين الذين كانوا يدخلون وسط الشباب وينهالون عليهم بالضرب المبرح، انتهاء بأقسى أنواع التعذيب داخل سجون الاحتلال. «التجمع»: يوم الطفل الفلسطيني رسالة للعالم بضرورة إنهاء الاحتلال من جانبه، قال عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع: «يجب أن يكون يوم الطفل الفلسطيني رسالة إلي العالم أجمع بضرورة إنهاء الاحتلال الصهيوني عن الأراضي الفلسطينية في ظل الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل الفلسطيني». وأضاف "مغاوري" أن إهدار حقوق الطفل الفلسطيني من صحة وتعليم ومعرفة وحقه في أن يعيش حياة طبيعية، لا يتوافق مع الأعراف الدولية والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل؛ بسبب بشاعة الممارسات التي تنفذها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد الأطفال، مما يعد مصادرة لمستقبل الشعب الفلسطيني، فطفل اليوم هو شاب المستقبل الذي سيقاوم من أجل الحصول علي استقلال أرضه.