«أيقنت أن المشكلة في بلدنا الحبيب ليست فقط في المتآمرين أو الفاسدين أو الحاقدين أو المغرضين، إنما المشكلة أيضًا فينا نحن الصالحين المصلين المتصدقين المتذكرين، نحن لا نحاسب أنفسنا، ولا نراقب إلا الآخرين، نحن نصلى ونصوم كل اثنين وخميس، وننافق ونكذب ونتكاسل ونغتاب ونَفسد ونُفسد، فالفساد ليس كله ماليًا، ولكنه إداري وأخلاقي»، تلك آخر كلمات الدكتور أحمد عبد الغني، قبل مغادرته قطاع الفنون التشكيلية، الذي كان يرأسه، واستقال عنه منذ 26 مارس المنصرم. نشرت «البديل»، على صفحات ملحقها الثقافي، في عددها ال61، الصادر أمس، الأربعاء، تقريرًا بعنوان «تصفية الحسابات بين الحكومة والألوان تهدد مصير الساحات الفنية»، عرضت لوضع الفنون التشكيلية خلال الفترة الوجيزة الماضية، وأهم الإنجازات الفنية التي حصدها القطاع خلال فترة تولي «عبد الغني»، خاصةً ما ذكرها خلال إعلانه عن الخطة الخمسية للقطاع. إذ كشفت خطته عن مجموعة من القرارات الهامة التي أتخذها قطاع الفنون التشكيلية، بعودة عدد من الفعاليات الدولية المتوقفة منذ فترات زمنية طويلة، من بينها بينالي الخزف الدولي وترينالي الحفر الدولي، وكذلك استحداث مجموعة أخرى من الفعاليات الدولية، التي جاءت ملبية لتطلعات الوسط التشكيلي، من بينها أول بينالي مصري دولي للطفل، ومثله للفوتوغرافيا المعاصرة، فضلاً عن الأحداث الثابتة على أجندته، مثل بينالي القاهرة الدولي، وبينالي الإسكندرية، وصالون الشباب والمعرض العام، فضلًا عن مشروع المتحف الجوال. وزير الثقافة، الدكتور عبد الواحد النبوي، لم يكشف حتى الآن عن حقيقة الخلاف بينه وبين «عبد الغني»، وفضل أن يصدر عصر الأربعاء، بشكل مفاجيء كما يتضح لنا من بيان الدكتورة سلوى الشربيني، رئيس الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفني، قرار تكليفها بتسيير أعمال قطاع الفنون التشكيلية، لحين اختيار رئيس جديد للقطاع. في بيانها للصحافة المصرية، قالت: قطاع الفنون التشكيلية أحد الصروح العريقة للفنون والثقافة، جاء تكليفي مفاجأة لي خاصة في مثل هذه الظروف، وهي ثقة كبيرة شرفت بها من جانب سيادة الوزير أشكره عليها وأرى أن مهمتي الرئيسية الآن هي الحفاظ على وحدة واستقرار القطاع، واستمرار الجدول الزمني للمشروعات والأنشطة بلا أي تعطيل أو معوقات. ووجهت التحية للدكتور أحمد عبد الغني على الفترة التي قضاها في رئاسة القطاع، متمنيه له كل التوفيق في حياته الأكاديمية، خاصة أن قراره كان نابعًا عن قناعاته الشخصية ورؤيته. ودعت جموع العاملين بالقطاع لمعاونتها في مهمتها، وفي استمرار حركة العمل والإنجاز. من المتوقع أن تكون تلك أولى تصريحات «الشربيني»، خصوصًا بعد أن أعلن العاملون بالقطاع عن تقديمهم استقالات جماعية، والدخول في إضراب مفتوح عن العمل؛ تضامنا مع الدكتور أحمد عبد الغني، الذي تقدم باستقالته احتجاجًا على سوء معاملة وزير الثقافة، كما سبق وشرحت لنا مصادر فضلت إخفاء هويتها. ولا ننسى مناشدة قيادات القطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بسرعة التدخل لإنقاذ قطاعهم من مصير الفوضى والإنهيار، بسبب خضوع الوزير الجديد تحت تأثير الفاسدين والمفسدين -على حد تعبيرهم- وسعيه للقضاء على "الحلم الجميل"، الذي عاشوه منذ تولي الدكتور أحمد عبد الغني رئاسة القطاع، أغسطس الماضي. ونوضح مرة ثانية الأسباب التي دفعت "عبد الغني" لتقديم استقالته، بحسب مصادر مقربة فضلت إخفاء هويتها: في الاجتماع الذي عقده الوزير وضم كل قيادات القطاع، وفى إطار الخطة التي يقدمها القطاع لأنشطته اقترح عبد الغنى على الوزير إنشاء خطة خمسية تنتهى في عام 2019 فقال له الوزير «خليك واقعى.. وقدم لى خطة حالية عن الأنشطة الحالية هو أنت هتستمر ل2019؟!» ولكن عبد الغنى أصر على موقفه بل وقام بتحديد موعد لمؤتمر صحفى ليعلن فيه عن خطته الخمسية بقصر الفنون. ففاجأه الوزير بزيارة غير متوقعة لمتحف الفن الحديث، جاب خلالها دهاليز القصر المخفية ويبدو أنه كان على علم مسبق ببعض الثغرات في القصر، حتى أنه نزل على السلالم الخلفية للقصر حتى وصل البدروم، وهو ما لم يفعله وزير من قبل، للتأكد من أن مياه الأمطار لم تصل إلى داخل المتحف، وعندما طالبه عبد الغنى بحضور المؤتمر رفض رفضًا قاطعًا، حيث ظهرت آثار الخلافات جلية على وجه عبد الغنى الذي اتهم الوزير بعدم الوفاء بتعهداته المالية وعدم مخاطبة رئاسة الوزراء لاستكمال إنشاء متاحف الجزيرة. مشهد يذكرنا بالوزير السابق وطريقة تصفيته للخلافات المسبقة مع قيادات الوزارة، بالأحرى يذكرنا بالخلاف بين الدكتور جابر عصفور والدكتور سعيد توفيق، نسأل للمرة الثانية.. هل ينتهج الدكتور عبد الواحد النبوي في إدارة قطاعات الوزارة المختلفة نهج سلفه؟ الدكتور أحمد عبد الغني للعاملين في القطاع: ناشد الدكتور أحمد عبد الغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية الذي تقدم باستقالته لوزير الثقافة مساء الخميس الماضي، جموع العاملين بالقطاع المؤيدين له، برفض فكرة الإضراب والاستقالات الجماعية والوقفات الاحتجاجية والتضامنية، لأن هذا القرار هو قراره الذي أتخذه بمحض إرادته، وطالبهم بالعمل على تحقيق كافة الانجازات التي خططوا لها وعملوا من أجلها لأن هذه الانجازات ليست ملكًا لأحد، وإنما هي من أجل مصر، وتخدم أولاً وأخيرًا الحركة الفنية والثقافية بفنانيها ومبدعيها كبارًا وشبابًا وأجيال قادمة من حقها علينا تهيئة المناخ والبيئة الصالحة لها للإبداع، وأن مصر في الوقت الراهن في أمس الحاجة للعمل والإخلاص لا للتظاهر والاعتصامات، وأن العمل لم ولن يقف يومًا على شخص مهما كان، فأعملوا وضعوا مصر واستقرارها وأمنها نصب أعينكم. وأوصى "عبد الغني" العاملين بكافة المشروعات الجاهزة للإنطلاق ومنها إفتتاح المشروع القومي للمتحف الجوال، وكذلك الاستمرار في خطة تفعيل بروتوكولات التعاون مع الوزارات المختلفة، وكذلك المتاحف المُقرر افتتاحها خلال المرحلة القادمة ومنها متحف السيرة الهلالية بأبنود المُحدد له 15/4/2015، ومتحف الزعيم مصطفى كامل، وقصر عائشة فهمي، ومتحف الزعيم جمال عبدالناصر، ومتحف محمد محمود خليل وحرمه، ومتحف المنصورة القومي، وأيضًا تنفيذ الخطة الخمسية بفعالياتها الدولية والمحلية. سيرة ذاتية سلوى حامد شوقى الشربينى تاريخ الميلاد: 14/11/1966 محل الميلاد: القاهرة التخصص: جرافيك المراحل الدراسية: -بكالوريوس كلية الفنون الجميلة- فن كتاب ورسوم متحركة- جرافيك 1988- جامعة حلوان. -دبلوم فنون جميلة- فن كتاب ورسوم متحركة- جرافيك 1992- جامعة حلوان. -ماجستير فنون جميلة- فن كتاب ورسوم متحركة- جرافيك 2000- جامعة حلوان وموضوع الرسالة (رخا وأثرة على فن الكاركاتير المصرى). -الدكتوراه فى فلسفة الفنون الجميلة وموضوع الرسالة (فن الكتاب المصرى بين الهوية والعولمة) 2004. العضوية: عضو عامل بنقابة الفنانين التشكيليين. الوظائف: -مصمم جرافيك بالمركز القومى للفنون التشكيلية 1989- 1995. -مسئول نشاط ثقافى بمتحف الفن الحديث 1996- 1997. -أمين متحف ومسئول نشاط ثقافى بمتحف ناجى قطاع الفنون التشكيلية 1997- 2000. -مدير متحف محمد محمود خليل وحرمه 2005 : 2007. -مدير المتاحف الفنية 2008. -رئيس الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفني.