لقاءات تتكثف ونقاشات تحتدم، شد وجذب، تصريحات تفاؤلية وأخرى حذره وثالثة تشاؤمية، دول تحتفل وأخرى ترتعد، هذه هي أجواء المفاوضات النووية بين إيران والمجموعة السداسية في مدينة "لوزان" السويسرية التي من المقرر أن تشهد التوصل إلى اتفاق تاريخي ينهي سنوات من المحادثات بين الطرفين. اليوم الأخير بدأ وزراء خارجية دول المجموعة السداسية اجتماعًا باكرًا صباح اليوم الثلاثاء في لوزان، قبل أن يلتقوا وزير الخارجية الأيراني "محمد جواد ظريف" لاحقًا، وعقد وزراء الخارجية الأمريكي والفرنسي والبريطاني والألماني والصيني اجتماعهم في غياب وزير الخارجية الروسي في بداية اليوم الأخير المحدد لإزالة العقبات الأخيرة التي لا تزال قائمة من أجل التوصل الى اتفاق أولي حول ملف طهران النووي بحلول منتصف الليل. وكان وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" قد غادر في وقت سابق المفاوضات النووية لينضم إليها من جديد اليوم الثلاثاء في حال بروز أفق للتوصل إلى اتفاق، وقد خيم غموض تام مساء الإثنين وليلة الثلاثاء على المفاوضات المستمرة في لوزان ونتائجها قبل انتهاء المهلة المحددة. تفاؤل روسي من جانب روسيا فقد ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن وزراء خارجية الدول الست الكبرى وإيران أكدوا خلال لقائهم في لوزان السويسرية عزمهم المبدئي على التوصل إلى تسوية شاملة خلال الأيام القليلة القادمة، وجاء في بيان صدر عن الخارجية أن المشاركين في اللقاء أشاروا إلى التقدم الكبير الذي تم تحقيقه خلال المفاوضات. وتابعت الخارجية الروسية أن الوزير الروسي سيرجي لافروف أكد خلال اللقاء تمسك الجانب الروسي بضرورة التوصل إلى اتفاق شامل في أقرب وقت، كما شدد الوزير على أهمية أن يبدي جميع الأطراف استعدادها للقبول بحلول وسط من أجل إيجاد تسويات مقبولة للجميع، وذكر البيان أن لقاء لوزان ركز على البحث عن حلول سياسية وفتية للمسائل العالقة التي مازالت تعرقل التوصل إلى اتفاقات مبدئية بشأن الجوانب الرئيسية للقضية. قلق ألماني أما ألمانيا فقد قال وزير الخارجية الألماني "فرانك فالتر شتاينماير" إن مفاوضات الدول الكبرى الست مع إيران تمر ب"مرحلة حرجة"، وأضاف "لا يمكننا السماح بحدوث وضع متفجر بعد مرور عشر سنوات، لكن علينا أن نصر على عدم تمكين إيران من الوصول إلى أسلحة نووية في الأفق البعيد"، وأكد عزم مجموعة "5+1″ على مواصلة محاولاتها "للتوصل إلى نتيجة"، على حد قوله. أمريكا 50% للتوصل لاتفاق من الجانب الأمريكي فقد أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكي "ماري هارف"، عن خشيتها من أن تؤثر مغادرة "سيرجي لافروف" لوزان تأثيرا سلبا على سير العملية التفاوضية، وبخصوص دور الوزير الروسي، قالت "هارف"، "لقد ساعد كثيرا أثناء وجوده هنا، لا يزال خبراؤه ومديره السياسي سيرجي ريابكوف موجودين هنا، فهم يلعبون دورا جوهريا ويبدون تقديرات كثيرة كخبراء"، وقالت "هارف" إن واشنطن تقيم احتمالية توقيع اتفاقية حول الملف النووي الإيراني ب50%، ولم توضح الإجراءات التي ستتخذها الولايات في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى انتهاء اليوم. من جانبه أعلن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، أنه "لا تزال هناك نقاط صعبة، نبذل جهدا كبيرا لحلها، سنعمل في وقت متأخر ليلا وغدا بهدف التوصل إلى شيء ما"، مضيفا أن "الجميع يعلمون ماذا يعني الغد"، يوم انتهاء المهلة. إيران تلوح بالتمديد على الجانب الآخر من طاولة المفاوضات توجد إيران، حيث أعلنت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أن المشاركين في المفاوضات قد يقررون تأجيل الموعد الأقصى لها، وهو 31 مارس للحصول إلى اتفاق شامل، وكتبت المنظمة على صفحتها في موقع "تويتر" أنه بحسب مصادر مطلعة فإن "موعد 31 مارس ليس شيئا لا يمكن تعديله". وكان نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن أن هناك مسألتين أو ثلاث مسائل لا تزال موضع خلاف بين إيران ومجموعة الوسطاء الدوليين، من بينها آليات رفع العقوبات عن طهران، التي تصر على إلغاء جميع القرارات التي تبناها مجلس الأمن الدولي ضدها، وأضاف أن على مجموعة "5+1″ اتخاذ "قرارات صعبة" لتحقيق تقدم في مفاوضاتهم مع إيران. تخوف إسرائيلي على صعيد متصل؛ تترقب إسرائيل وترتعد خوفًا وقلقًا من نتائج الاتفاق النووي الذي طالما كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" التحذير منه، واصفاً الاتفاق المرتقب بأنه "يؤكد جميع مخاوفنا، بل أسوأ مما اعتقدنا". قال موقع "0404″ الإخباري الصهيوني، إن إسرائيل تترقب بقلق كبير في أعقاب التطورات وإمكانية الاتفاق الذي سيوقع، اليوم الثلاثاء، بين القوى العظمى وإيران بشأن الملف النووي، وأوضح الموقع أنه وعلى الرغم من التوقيع المتوقع كما كان موضحاً في الأيام الأخيرة، إلا أنه لا تزال بعض القضايا العالقة التي قد تحول دون توقيع اتفاق في هذه المرحلة.