يواصل مسلسل الإهمال الممنهج للطبقات الفقيرة والمهمشة العرض، حتى طال الاهمال العشرات من ذوي الإعاقة ممن يصارعون لأجل الفوز بعيشة إنسانية وحياة كريمة دون ذل ومهانة واحتياج للغير. متحدي الإعاقة فئة مجتمعية أصابها القدر بإعاقة قللت من قدرتهم على القيام بأدوارهم الاجتماعية على الوجه الأكمل، وهم أحوج إلى أن نتفهم بعض ما تفرضه الإعاقة من ظروف جسمانية ومواقف اجتماعية وصراعات نفسية، ولكن الدولة تتعمد اغفالهم وتجاهلهم. فى منتصف شارع البحر الرئيسى، بمدينة طنطا، يجلس "وليد صالح الشيخ" الشاب المعاق على كرسى متحرك يبيع المناديل الورقية للمارة من أجل توفير بعض الجنيهات القليلة لتعينه على مشقة المعيشة ومواصلة الحياة، هو أحد الحالات الإنسانية الحرجة ليس متسولا كما يعتقد البعض قدميه الاثنين مقطوعين وعاجز تماما عن الحركة لذا لجأ الى رفيق دربه الكرسى المتحرك ليبيع مناديل، يمكنه العائد منها من الإنفاق على أسرته، أمنيته الحصول على شهادة محو الأمية ليتمكن من خلالها الحصول على سيارة المعاقين تعينه على التنقل. قال وليد ل«البديل» انه يتألم من تجاهل الدولة لمشاكل ذوى الإعاقة، لافتا ان لكل فرد من الأفراد المعاقين حقاً في الرعاية الصحية والتعليمية والتأهيلية في جميع مراحل نموه، وحق العمل والتوظيف في مرحلة العمل، وتكوين أسرة، كما أن له الحق في الحياة والتمتع بكافة الحقوق المادية والاجتماعية والقانونية. بنبرة حزينة تابع قائلًا "أعيش فى مأساة فأنا مهدد بالسجن بعد ان قمت بالحصول على قرض من احد البنوك لكى اعالج شقيقتى المريضة، والتى كانت تعانى من مرض خطير حتى توفاها الله، والقرض مبلغه كبير وواجب السداد وأنا كما ترى أجاهد وأصارع من اجل توفير مبلغ القرض كى أسدد حتى لا ارتمى بين جدران السجن رغم اعاقتى إن فئة متحدي الإعاقة بشر كسائر البشر لهم حقوق و أحلام وطموحات، أليس من حق المعاق أن يعيش ويحلم ويطمح، أم إنه مسخ من كوكب فضائي؟! وناشد " وليد " محافظ الغربية واصحاب القلوب الرحيمة الوقوف بجانبه والمساهمة فى توفير المبلغ الباقى كى ينقذه من جحيم السجن الذى يطارده ويهدد حياة اسرته بالتشرد والضياع. بعد ان تركت وليد تم التواصل مع المتطوعين والقائمين على تعليم محو الأمية من شباب اتحاد الثورة بالغربية، المنظمون لدورات لمحو الأمية بالتعاون مع إدارة غرب طنطا التعليمية وتم الموافقة على مساعدة وليد مع تذليل العقبات نظرًا لحالته الخاصة كى يحصل على شهادة محو الامية، ويستطيع شراء سيارة تعينه على مصاعب الحياة كما وافق أحد رجال الأعمال على تبنى حالته الصحية والاجتماعية وعمل اللازم نحوه.