حصلت «البديل» علي صورة توضح محاصرة القمامة لجامع الطنبغا المارداني الأثري بالدرب الأحمر من جميع النواحى، فى ظل إهمال المسئولين بوزارة الآثار، حتى تحول أحد أقدم الآثار الإسلامية، ومنبر العلم وتبادل المعارف، إلى أطلال من الماضى العريق. كانت «البديل» رصدت حالة الإهمال التى وصل إليها مسجد الطنبغا الماردانى الأثرى، من خلال لافتة قديمة متآكلة كتب عليها "مسجد المارداني – لجنة الزكاة"، علي يسار الباب فوق أحجار مهشمة، وبدخول المسجد وجدنا الشروخ تملأ أركانه وحيطانه المتآكلة من الرطوبة، وكأن يد الترميم لم تقترب منه منذ إنشائه، والعواميد التي تحمل المسجد متهالكة، والرسومات والزخارف الرخامية علي الحوائط تكاد تتساقط، والمحراب الذي يصلي فيه الإمام مكسور من الجانب الأيمن ويحتاج إلي إعادة تأهيل من جديد. من جانبها، كشفت سالي سليمان، المرشدة السياحية وصاحبة مدونة "البصارة" المهتمة بالآثار والتراث، أن شبابيك إيوان القبلة على وشك السقوط تماما، فضلا عن الحالة العامة السيئة للمسجد. على الجانب الآخر، قال محمد عبد العزيز، مدير مشروع القاهرة التاريخية بوزارة الآثار، إن هناك مشروعا معدا لتطوير المناطق الواقعة في حدود القاهرة التاريخية؛ لاستعادتها مرة أخري والعمل علي ترميم الآثار بها، مضيفا أن المشروع تم تقسيمه إلي 5 مناطق لرفع مستوي الآثار بالمنطقة والأماكن المحيطة أيضا، لكن حال المسجد لم يتغير حتى الآن، والتدهور يزداد يوما بعد الآخر. الجدير بالذكر أن مسجد الماردانى أنشئ سنة 740ه 1340م علي يد الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني، الساقي المعروف بالطنبغا المارداني، أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ترقى في القصر السلطاني، وعينه السلطان في وظيفة الساقي، وهو المسؤول عن مدّ السماط "المائدة" وتقطيع اللحم وتقديم الشراب للسلطان بعد رفع السماط، ثم عينه السلطان أمير طبلخانة، ثم أمير مائة ومقدم ألف، وزوجه إحدى بناته، وبعد وفاة الناصر محمد، تولى السلطنة ابنه المنصور أبو بكر، فقبض على الطُنبغا وسجنه سنة 1341م، ولما تولى السلطان كُجك بن الناصر، أفرج عنه، ولما تولى بعده أخوه السلطان الصالح إسماعيل، عينه نائبا على حماه سنة 1342م، ثم نائبا على حلب، واستمر بها إلى أن توفى سنة 744ه 1343م. في سنة 1884 وجدت لجنة حفظ الآثار العربية الجامع شبه مُخرب، فكانت جدارنه مائلة متداعية، ومئذنته ناقصة من أعلاها، وأكثر كسواته من الرخام مفقودة، فقامت اللجنة بصلب الجدران المتداعية، ثم بدأت من 1896 في أعمال الإصلاح والترميم، فأقامت الجدران المتداعية، وأبدلت بعض الأعمدة، وأصلحت الوزارات والمحراب والمنبر والشبابيك والأبواب، وأعادت بناء القبة فوق المحراب، وبناء الدورة العليا من المئذنة، وانتهت أعمال اللجنة 1903.