أسهم شركات الأسمنت تقفز في البورصة مع ارتفاع الأسعار    مدير الإصلاح الزراعي يتفقد أعمال الهيئة والجمعيات بالدقهلية في اليوم الثالث للعيد    أسعار مواد البناء والحديد اليوم الاثنين 9 يونيو 2025    البياضي يدين اختطاف الاحتلال الإسرائيلي لسفينة ماديلين    زيلينسكي: بدأنا مرحلة جديدة من عمليات تبادل الأسرى مع روسيا    والد إيلون ماسك: ابني أخطأ بتحديه العلني ل ترامب    رونالدو يحسم مستقبله مع النصر السعودي    محافظ الغربية يعلن السيطرة الكاملة على حريق شونة كتان بشبراملس    مصرع شاب وإصابة اثنين إثر حادث تصادم في الدقهلية    9 ملايين جنيه لفيلم "ريستات" في ثالث أيام عيد الأضحى    دعاء النجاح في الامتحانات.. تعرف عليه    تجديد حبس أجانب بتهمة الاتجار في الآيس بمدينة نصر    الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية تستأنف أعمالها غدًا بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى    متحدث حزب شاس الإسرائيلي: سنصوت يوم الأربعاء لصالح حل الكنيست    الأمين العام لحلف "الناتو" يدعو إلى زيادة قدرات الحلف الدفاعية الجوية والصاروخية بنسبة 400%    قانون مجلس النواب، تعرف على خريطة دوائر الفردي وأوراق الترشح في القاهرة والجيزة    هربا من حرارة الشمس.. حمامات السباحة ببني سويف تستقبل الأهالى احتفالا باليوم الرابع بعيد الاضحي المبارك    حقبة تشابي ألونسو.. ريال مدريد يبدأ استعداداته لكأس العالم للأندية 2025    «إيه المستوى ده؟!».. خالد الغندور ساخرًا من لاعبي الأهلي بعد لقاء باتشوكا    الجامعات المصرية تتألق رياضيا.. حصد 11 ميدالية ببطولة العالم للسباحة.. نتائج مميزة في الدورة العربية الثالثة للألعاب الشاطئية.. وانطلاق أول دوري للرياضات الإلكترونية    ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع وشون الشرقية    مرور مطروح : يشن حملات لمنع التروسيكلات والباتش باجي علي الكورنيش    السيطرة على حريق التهم محصول 40 فدان كتان بقرية شبرا ملس بالغربية..فيديو    التضامن عودة أولي رحلات حج الجمعيات الأهلية من جدة 10 يونيو.. ومن المدينة المنورة 14 يونيو    التحالف الوطنى بالقليوبية يوزع أكثر من 2000 طقم ملابس عيد على الأطفال والأسر    قبل زفافهما المرتقب، 5 صور رومانسية تجمع حفيد عادل إمام بخطيبته    مسرح السامر كامل العدد في عرض "نويزي T.V" ضمن احتفالات عيد الأضحى    أحمد سعد لجمهور حفله في الساحل الشمالي: «أنا لسه راجع من الحج وتايب»    تزامناً مع ترؤس "جبران" الوفد الثلاثي لمؤتمر العمل الدولي بجنيف.. 8 حيثيات تؤكد امتثال مصر للمعايير الدولية    دار الإفتاء تنصح شخص يعاني من الكسل في العبادة    طريقة عمل الريش المشوية بالأعشاب فى الفرن    الصحة تفحص 3 ملايين و251 ألف سيدة ضمن مبادرة "العناية بصحة الأم والجنين"    ياسمين صبري تساعدك في التعرف على الرجل التوكسيك    وزيرة البيئة تتوجه إلى نيس بفرنسا للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات UNOC3    ترامب يتعثر على درج الطائرة الرئاسية.. وروبيو يتبع خطاه    د.عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "13 " .. حقيقة الموت بين الفلسفة والروحانية الإسلامية    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا وامرأة من مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية    غرق طفلة وإصابة شقيقتها ووالدتها إثر انهيار سقف ترعة في العدوة بالمنيا    اعتماد كامل لمجمع العيادات الخارجية لأطفال أبو الريش بمستشفيات جامعة القاهرة من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية    توتر بين عائلة العندليب و«موازين» بعد إعلان حفل بتقنية الهولوجرام    دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة    احتفالات مبهجة بثقافة الشرقية فى عيد الأضحى ضمن برنامج "إبداعنا يجمعنا"    قانون العمل الجديد.. ضمانات شاملة وحقوق موسعة للعاملين فى القطاع الخاص    آخر أيام إجازة عيد الأضحى.. غدا الوزارات والمصالح الحكومية تستأنف العمل    الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن السرطان    حظك اليوم الأثنين 9 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    حزب المؤتمر: استعدادات مكثفة للانتخابات وسنقدم مرشحين يمتلكون الشعبية والكفاءة    9 يونيو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    مكافأة للمتميزين وإحالة المتغيبين للتحقيق فى مستشفى المراغة بسوهاج    وداع بطعم الدموع.. الحجاج يطوفون حول الكعبة بقلوب خاشعة    استعدادا لامتحان الثانوية 2025.. جدول الاختبار لطلبة النظام الجديد    إصابه قائد موتوسيكل ومصرع أخر إثر إصطدامه به في المنوفية    «بخلاف كون اللقاء وديا».. ريبيرو يكشف سبب عدم الدفع بتشكيل أساسي ضد باتشوكا    القناة الناقلة لمباراة كرواتيا وجمهورية التشيك في تصفيات كأس العالم أوروبا    «أسطول الحرية»: القوات الإسرائيلية تختطف المتطوعين على السفينة «مادلين»    كيف ظهر أحمد زيزو في أول مباراة له مع الأهلي؟    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد» الاثنين 9 يونيو    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آيات القرمزي .. فتاة البحرين التي واجهت فتاوى القرضاوي و” تحرش ” آل خليفة بقصيدة شعر !
نشر في البديل يوم 31 - 12 - 2011

* للثورة شباب يحملونها وللسلطة مشايخ يحمونها وفي أي ثورة ستجدون الفتاة الثائرة .. وشيوخ النفاق
كتب – أحمد شهاب :
لن أجد أحلى وأعذب وأجمل من تلك الشابة آيات القرمزي ، وصورتها منذ شهور لاتزال عالقة في عقلي وخيالي وهي تقف وسط المتظاهرين ، تقول قصيدة شعر ضد آل خليفة ، وأمامها على بعد عدة كيلو مترات كان القرضاوي يجلس في المسجد المكيف ، ينزع عن الثورة البحرينية شرعيتها ويصمها ب ” الشيعية ” ضد السنة في البحرين ...فقط قالت قصيدتها ثم اعتقلوها وعذبوها .. فقط أفتى بأن ما يحدث في البحرين ليس صرخة شعب من أجل الحرية وليس انتفاضة أمة من أجل كرامتها ... فقط نزع عن الشيعة إنسانيتهم وسلبهم إسلامهم ووصمهم بالكراهية ... فقط أفتى ... وكأنها صورة طبق الأصل لما حدث للفتاة ” المسحولة ” في التحرير ، فيما شيوخ سلطان يضحكون ساخرين على قنوات” دينية “
ميدان اللؤلؤة
في ميدان اللؤلؤة وسط البحرين وتحت حرارة الشمس لم تنتبه آيات القرمزية البالغة من العمر عشرين عاما لحرارة الجو ولا للعرق الذي يتصبب منها وكاد يقضي على عطرها الرخيص ، لبست سوادا حدادا على وطن خلا من كل شيء إلا القمع والكبت والقهر وطن بل أمة باعها مشايخها بفتاوى رخيصة مقابل الكبسة والعصيدة باعها مثقفوها من أجل أضواء كاذبة في قنوات القتلة والطغاة من أجل المحافل الدولية وعواميد الصحف الكاذبة ، باعها سياسيوها حتى يحسنوا من سيرهم الذاتية ويتولوا المناصب الرفيعة ، صعدت آيات القرمزي المنصة في ميدان اللؤلؤة في الظهيرة وهي كافرة بالشيخ القطري الذي يجلدهم بلسانه وبالقناة القطرية الأمريكية التي لن تستضيفها في التليفزيون ولن تغطي ثورة شعبها كما غطت ثورات الشعوب الأخرى ، صعدت بنفسها إلى المنصة وهي تعلم أن أوباما وهيلاري يضغطون على السعودية لتقمع وتقتل وتسجن وتسحل ، صعدت إلى المنصة رأت تجمعا لعشرات الآلاف من الشباب والأهالي من المنامة ومن القرى الشيعية المحرومة من أبسط أدوات المعيشة والحياة في عيونهم قهر وتحدي كبت وثورة ، وحلم يرفرف فوقهم ويظلهم من حمم الظهيرة ليسوا بأحسن من التوانسة والمصريين لهم ميدان التحرير ولنا ميدان اللؤلؤة لهم طاغية اسمه حسني مبارك ولنا طاغية اسمه حمد آل خليفة لم يتعرضوا لحمد بشخصه واسمه ثمة خوف لازال يأكل من أفئدتهم وينهش أرواحهم قررت آيات القرمزي بحماسة الشباب وصدق الثوار قررت وهي الشاعرة التي طالما استخدمت التورية والمجاز أن تتخلى عن الشعر في كلماتها ليسكن في شخصها وجسدها واسمها وتصبح آيات القرمزي رمزا للثورة في البحرين واستعارة مكنية لجيل كفر بآبائه وإعلامه وأحزابه ومشايخه ومثقفيه وكتابه كفر بكل شيء إلا الحرية والعدالة والكرامة وقرر أن يكون ما يريد لا ما يراد له ، وعلى بعد عدة كيلو مترات في قطر كان شيخ يجلس في الهواء المكيف وأمامه عدسة الكاميرا يقول كلاما آخر كان يوسف القرضاوي
شيخ وفتاة
الشيخ القرضاوي حفظ القرآن دون العاشرة من عمرة ولد عام 1926 ولد بقرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954 وفي سنة 1973 حصل على الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى ، دخل القرضاوي السجن عدة مرات لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين دخل أول مرة سنة 1944 في العهد الملكي ، واعتقل ثلاث مرات في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر ، من أشهر كتاباته عن الإخوان المسلمين كتاب ” الإخوان المسلمون سبعون عاما في الدعوة والتربية والجهاد ” ووصف الإخوان المسلمين بأنهم ” أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء ” في حوار له مع القاهرة اليوم نقلته ” المصري اليوم ” بتاريخ 27 سبتمبر عام 2008 ولننظر الآن إلى المراكز التي يترأسها : رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ، عضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر ، عضو مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ، عضو مجلس الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية في أكسفورد وغيرها من المناصب .
آيات قرمزي
شابة في العشرين من عمرها ، شاعرة وأديبة لم تأخذ شهادة ولم تحفظ القرآن وهي دون العاشرة ، لن تعرف إذا ما كانت سنية أو شيعية في كلامها ... فقط ستجد تشيعها على صفحات الصحف ومواقع الإنترنت خاصة الشيعية تتلقى تعليمها بمنحة من الحكومة في كلية المعلمين وبعد الثورة رفعت الحكومة المنحة ، وقررت أن تنفق آيات على التعليم من جيبها، فالتعليم والمناصب والريادة في مجتمعاتنا العربية حق للمدجنين والداجنين والدجالين
اليوتيوب إعلام الثورة
يقول روبرت فيسك أن اليوتيوب أصبح الناشر الرسمي لكل المعارضات الشبابية نرى صورة مهزوزة من موبايل أو كاميرات متواضعة هي التي تنقل الصورة الحقيقية في المقابل ترى صورة ذات نوعية عالية وراقية مثبتة يقوم عليها محترفو تصوير ومونتاج ، في الصورة الأولى تجد آيات القرمزي على اليوتيوب في قصيدة “معادلة الظلم” ، وفي الصورة الأخرى تجد القرضاوي في ملابسه المهندمة متربعا مستريحا يقول فتواه الشهيرة على اليوتيوب والفيس بوك يقول معلقا على أنه لم يؤيد ثورة البحرين مثلما أيد ثورة مصر ؛ فقال كلمته الشهيرة أن السنة جميعا ضد الشيعة جميعا وأن الشيعة جميعا ضد السنة جميعا وأن البحرين لم ينتفض الشعب بأكمله وطوائفه مثلما حدث في مصر ، وكأن الحرية لم تخلق إلا للسنة وحرام على المسيحي في مصر أن يتنسمها وحرام على الشيعي في البحرين أن يشم عطرها المتضوع ، ولعل موقف القرضاوي يفصح مقدما عن موقف الإخوان الذين حرصوا على وحدة الصف حتى سقط مبارك ثم انقلبوا على بقية التيارات السياسية والحركات الشبابية وكأن الحرية التي طالبوها لا يستحقها إلا هم وتعاملوا بعنف حتى مع أبنائهم الشباب الذين تجري دماء الثورة في أوردتهم ورفضوا الانضمام لحزب الجماعة وأنشأوا هم وأصدقائهم من التيارات المختلفة حزبا آخر تم فصلهم من الجماعة لأنهم خرجوا عن طاعة أولي الأمر ، إن كان هذا صنيعهم مع أنفسهم فكيف إذا استولوا على السلطة صنيعهم مع التيارات السياسية المختلفة معهم ، وكأن القرضاوي وهو يفتي أيام المخلوع أن الذهاب إلى ميدان التحرير فرض عين لمن يستطيع ، وكأن الحرية لا يستحقها إلا أمثاله وأتباعه أما من يختلف معهم أما المسيحي والشيعي والسني غير الإخواني والسلفي لا يستحقونها إن الذي يؤمن بالإنسان وكرامته وحريته ينادي بها للناس جميعا وللعالم أجمع حتى لوكان بوذيا أو هندوسيا .
... فقط ابحث على الفيس أو اليوتيوب على آيات القرمزي وقصيدة معادلة الظلم التي صورت بليل، تجد فتاة في العشرين من ربيعها ذات صوت قوي وواضح، تفتتح قصيدتها النبطية بأبيات مزجت فيها الفصحى بالعامية
إن الحروف الباردة التي أكتب بها لا تنقل الصورة الحقيقية والمعنى الخفي الذي نقله صوتها وصورتها ... القرضاوي جالس مستقر يتكلم بهدوء الثعلب وابتسامة النمر ويتحرك بحركات الثعبان في تؤدة وأناة لا تلمح قطرة عرق في وجهه ، البشرة ناعمة رقيقة من الزيوت والكريمات ، الجسد ممتليء شبعان ريان ، الثوب فاخر ومكوي .. آيات واقفة غير جالسة تتكلم بصوت عالي ليس فيه رعشة وجهها متعرق قليلا ، لا تلبس إلا السواد الذي يحاكي سواد الليل والبلاد تصرخ بشعرها وتقول له بكلمات واضحة لا لبس فيها :
لا نريد العيش في قصر ولا نهوى الرئاسة
نحن شعب يقتل الذل ويغتال التعاسة
نحن شعب يهدم الظلم بسلم من أساسه
نحن شعب لا نريد الشعب يبقى في انتكاسه
القرضاوي يرد على أسئلة الجالسين الذين يسلمون أفئدتهم وعقولهم لكلماته ، فما يقوله هو الحق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لم يعترض أحد لم يكذبه أحد ، فحوله أساتذة ودكاترة ومغتربين من دول عربية وآسيوية جاءوا بحثا عن المناصب الرفيعة والمال الوفير ، يريدون الراحة لبطونهم وأفئدتهم وعقولهم ، لا يعلقون على كلامه ولكن يسبحون ويتعجبون لذكاءه وعبقريته ! .
وآيات واقفة تردد على منصة ” اللؤلؤة “ وتحفز الناس أن يقولوا : يسقط حمد يسقط حمد ، إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه ... شباب وبنات ضربتهم الشمس ولوحت وجوههم ، لم يتعبوا ولم ييأسوا... يحلمون بالحرية والعدالة والكرامة ، لا يستفتون إلا قلوبهم التي تنبض بعشق الحياة ولا يستجيبون إلى لنداء الفطرة فيهم نحو إنسانيتهم وآدميتهم
قصيدة معادلة الظلم
تتلو الثائرة الشابة آيات الثورة العربية القرمزية بحماس وأداء تمثيلي رائع قصيدة حوارية بين إبليس وحمد ملك البحرين نرى إبليس فيها معجبا بالثورة أما حمد الذي صورته في محل إبليس وأفظع ، يدوس على كرامة شعبه ، إبليس رمز الشر يعتذر للشعب البحريني عن الشر الذي علمه لحمد ويود من عظمة وروعة ما رأى في الشعب البحريني من إخاء ومحبة أن يذهب بهم إلى السماء ويسجد للإنسان ويتوب ، وكأنها قصيدة تتمرد أدبيا وشعريا على الصورة السائدة لإبليس في موازاة التمرد اللغوي على الفصحى التي يتحدث بها القرضاوي في موازاة التمرد السياسي على النظام وكأن كلمة النظام نفسها تتمرد على نفسها وتصبح مرادفا للفساد والقمع ، والشعر باللهجة البحرينية أو ما يسمونه في الخليج الشعر ” النبطي ” تقول آيات :
على مائدة من اوجاع الشعب
يجلس إبليس و حمد
و يدور بينهما هذا الحوار
ابليس يقول لحمد:
يا حمد خاف الله فيهم
كَلبي يتكَطع عليهم
انه وانا ابليس والله ودي احط ايدي بديهم
و انقلب ضدك يا طاغي و اسجد الساعه النبيهم
و ارجع الربي و رشادي لإني مذهول السعيهم
رد حمد على ابليس:
علمتني يا عضيدي شلون اتنكر اليهم
بالمذله و المهانه و المصايب ابتليهم
و جاي يبليس الخوي هلحين تتوسط اليهم
شكلك اتزلزل كيانك من اباهم من وعيهم
رد ابليس على حمد:
اي حمد هزوني شعبك انت ما تسمع حكيهم؟
ما تشوف احشود متجمعه و تراه الحجه فيهم
يصغي الشكواهم المسعاهم الخطوة مشيهم
تره بألفك يا حمد هيهات شعبك تشتريهم
رد حمد على ابليس:
بعدي يبليس الخوي ما شبع بطني من دماهم
بعدي ما جنست باقي اهلي وربعي و نساهم
بعدي ما وصيت كل الجَلَف
صيرو
مثل ماكينه و تفرخ
تمشي الام و الابو
و السلّم يراكض وراهم
بعدي ما خليت كل شمعه على ارض الوطن
عند الاشاره ترتجي الرايح وجاي
اشترو من عندي ماي
و محد يفيس نداهم
بعدي ما عذبت كل معمم ابأرض البلد
كل طفل وشاب
و دست بسجوني على زهر الشباب
و فتحت للذل الف مليون باب
و اجبرت كل الشعب يبجي الرثاهم
بعده يبليس الخوي ما زاد اعداد الشباب
الكل شخص منهم على صدره شهاده
لا شغل لا مشغله خلهم عساهم
بعدي ما خليت كل هندي
على ارض الابا ارض المعَزّه
يحمل ابأيده علمنه
آآآآآش ابو صلمان يهتفهه معاهم
بعدي ما مصيت دمهم من بلا الايجار من شقه لشقه
و الجَلَف عدهم اراضين و مساكن
اما هم هلي عددهم بس مئه وعشرين
ما ضن في احد يسمع صداهم
رد ابليس:
كقص على روحك حبيبي
كقال ويش الحجي هلعالم مئه وعشرين مايوصل صداهم
شوف بو سلمان تلميذي البطل
يلي غدرك فاق غدر استاذك الي لان دلاّله النداهم
شيبوني شعبك الثوار و شيبني إخاهم
سنه شيعه اخوان ما في تفرقه و الله رعاهم
اخوان سنه وشيعه هذا الوطن منبيعه
ضحوا ابسبعه عشان الارض سبعه شهداهم
و انته كَلبك هلحجر ما لان من ثورة دماهم
تبغه يالظالم نصيحه من عضيدك ؟
لملم اخمام النظام الفاشل الي ما رضاهم
لإنه شعبك يا حبيبي
أنت
مو من مستواهم
وحسب ما جاء في موقع منظمة العفو الدولية وصحيفة الإندبندنت البريطانية فلقد تم اعتقالها بعد قصيدتها هذه يوم 30 مارس 20011
بين الاعتقال والإفراج
دخلت قوات الأمن منزلها في 30 مارس لم يجدوها ، هددوا بأنها إن لم تسلم نفسها ستقتل أبناء الأسرة الأربعة ، واختفت بعد ذلك آيات القرمزي ولكن والدتها تحدثت فيما بعد أنها علمت أن ابنتها احتجزت في مركز شرطة حي حورا وأنهم أجبرو ابنتها على اعترافات كاذبة وتناقلت أنباء أنها في مستشفى عسكري لعلاجها من آثار التعذيب الذي تعرضت له ، وكتبت صحيفة الإندبندنت في يونيو 2011 تفاصيل أخرى تحت عنوان ” منظمة العفو الدولية للنظام البحريني : الحرية لآيات الآن ” تقول الصحيفة أن آيات القرمزي تعرضت للضرب في وجهها بكابلات الكهرباء وأنها احتجزت في زنزانة صغير ونقلت الصحيفة في نفس العدد عن منظمة العفو الدولية أن سجن آيات هو وصمة عار مطلقة للسلطات البحرينية وطالبت بإطلاق سراحها فورا والتحقيق في المعاملة السيئة التي تلقتها أثناء احتجازها ونقلت مصادر حقوقية أنهم كانوا يضعوا يديها في مراحيض الحمام وهم يحققون معها وكأن ما يحدث في البحرين صورة أخرى لامتحانات كشف العذرية لثائرات 9 مارس التي قامت بها قوات المجلس العسكري حامية الثورة. بعد الإفراج عنها بأيام وفي حوار مع السي إن إن بالعربية قالت عن تلك القصيدة التي ألقتها في ميدان اللؤلؤة بأنها ” لم تكن موفقة ” ولكنها شددت على أنها غير ” متأسفة” لإلقاءها ، واعتبرت أنه هذه الفترة ل ” مراجعة النفس والتقييم ” وفي معرض كلامها للسي إن إن بالعربية عن الشعر قالت : ” الشعر والفن بشكل عام ، يجب أن يشمله العموض والتورية ، أكثر منه الإفصاح ” وأكملت أنها سوف تواصل ” النضال السلمي بالكلمة الصادقة ” ، وتختتم حديثها في السي إن إن بالعربية بقولها ” سوف أواصل عملي كشاعرة وكوطنية ، غير ملتزمة بأي تنظيم سياسي أو حزب أو جمعية ، وأعمل ما يمليه علي ضميري ، لتحقيق المطالب الديمقراطية بالطرق السلمية ” ولعل الشيخ القرضاوي لا يعترف بهذه المطالب فكثير من المشايخ مريضون بهواجسهم الدينية ، فإن هب شيعي للحرية والعدالة قالوا إنه يكرهنا إنه يريد دولة شيعية ، وإن هب مسيحي في مصر يناصر الديمقراطية وحقوق الإنسان صوروا للناس أنها معركة ضد الإسلام ، فهم لا يتصورون أبدا أن هؤلاء بشر كاملو البشرية مثل المسلمين ومن حقهم أن يطالبوا بالحرية والديمقراطية أيضا .
البحرين حليفة الغرب
كتب بول تايلور المحلل الشهير في رويترز بتاريخ 26 إبريل تحليلا ينتقد فيه أداء المجتمع الدولي حيال الثورات العربية يقول بول تايمر فيما يخص البحرين أنه كان ” قتل المتظاهرين في البحرين على نطاق أصغر مما شهدته سوريا أو ليبيا كما أن ما أعقب ذلك من اعتقالات وإقالة من العمل وحالات اختفاء لم يلق نفس القدر من التغطية الإعلامية . ” ويعلل تايلور ذلك بأن ” البحرين مقر الأسطول الخامس الأمريكي الذي يراقب إيران على الجهة المقابلة من الخليج وينظم دوريات في أهم الممرات الملاحية في العالم التي يجري من خلالها تصدير النفط ” ويضيف تايلور محلل الرويترز ” كما أن الأسرة الحاكمة في البحرين تربطها علاقات وثيقة للغاية بالقوة الاستعمارية السابقة بريطانيا لدرجة أن الدعوة وجهت إلى ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لحضور حفل الزفاف الملكي للأمير وليام وكيت ميدلتون ... لكنه رفض الدعوة لمنع إحراج بريطانيا “
مسلسل الحرية مستمر
لم تنته حلقات مسلسل الحرية بعد فلقد كشفت الثورة في البحرين ما لم تكشفه في مصر ، كشفت أن قناة الجزيرة لها حسابات خاصة التي تبث بشكل شبه يومي ما يحدث في مصر وتتلقى ما صورته كاميراتهم وكذلك في سوريا أما في البحرين لا شيء ، كشفت الوجه القبيح واللئيم والبشع للغرب المتحضر حيث كافأت بريطانيا السعودية التي دمرت المساجد وقتلت الثوار وداست على كرامتهم بتدريب لها على أيدي القوات البريطانية وبصفقات أسلحة تكشفت للعالم أجمع حيث نقلت كثير من الصحف العربية وأبرزها صحيفة القدس العربي عن ” الأوبزيرفر ” أن عناصر من الجيش البريطاني تدير برامج لتدريب القوات السعودية وقناصتها لمكافحة الشغب ومواجهة الثورات العربية وتكمل الصحيفة أن وزارة الدفاع أكدت أن عناصر عسكرية بريطانية تدير برامج تدريب منتظمة للحرس الوطني في مجال الأسلحة ، والمهارات العسكرية العامة إضافة للتعامل مع الاضطرابات وتفكيك العبوات الناسفة والتفتيش والنظام العام وتدريب القناصة ويتم تنظيم البرامج على حسب ما ذكرت الصحيفة عبر البعثة الدبلوماسية العسكرية في الرياض وعبر وحدة سرية مكونة من 11 عسكريا يقودهم عقيد .... دخلت القوات السعودية البحرين بمباركة شرعية من يوسف القرضاوي وبمباركة سياسية من أمريكا وبريطانيا لتخرس أصوات المدافع والرصاص صرخات الثورة ما يحدث في البحرين هي صورة متكاملة لما يحدث في أي بلد عربي مشايخ ومثقفون باعوا الوطن والدين بشهادات ومناصب رفيعة وجيل جديد يبيع حياته ومستقبله ليشتري وطنا وقيما وأخلاقا .... ابحثوا في أي ثورة عربية وستجدو ثورة وسلطة ، وللثورة شباب يحملونها ، وللسلطة مشايخ يحمونها ، ابحثوا جيدا وستجدوا آيات القرمزي الشاعرة الشابة، ويوسف القرضاوي الشيخ الدكتور .
كتب أحمد شهاب الدين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.