من جديد عاد عمال مقاهى وسط البلد، وتحديداً منطقة البورصة، يعانون من غلق المقاهي من قِبَل الحي؛ بسبب عدم ترخيص بعضها، على الرغم من أنهم طالبوا مراراً وتكراراً بتقنين أوضاعهم، وكانت النتيجة "لا حياة لمن تنادي". فقد عادت الأزمة تدق أبواب عمال رزق اليوم الواحد، حيث أصبح مئات العمال مهددين بالتشريد؛ بسبب حالة عدم الاستقرار التى تعاني منها تلك المقاهي بعد تجاهل الحكومة لمطالبهم بتقنين أوضاعهم منذ قيام ثورة 25 يناير. وعن ذلك يقول سيد محمود أحد العاملين بمقهى في منطقة البورصة إنه "أول أمس الثلاثاء، عقب غلق شرطة الموافق للمقهى وتشميعه، تم إلقاء القبض عليَّ وترحيلى من قسم عابدين إلى النيابة، والتحقيق معي بتهمة كسر التشميع، على الرغم من أننى لم أفعل ذلك، وقبلت بغلق المقهى دون رد فعل مع شرطة المرافق". وأضاف أن منطقة البورصة يعمل بها ما يقرب من 900 إلى 1000 عامل، رزقهم يومي، وأن غلق المقاهي سيتسبب فى تشريدهم، مؤكداً "أننا منذ سنوات طالبنا الحكومة أكثر من مرة بتقنين أوضاعنا دون رد، وقدمنا أوراقنا لترخيص المقاهي، ولم يتم الرد علينا، ولم نعرف لماذا". وتابع محمود خلال لقائه مع "البديل" أن "الحكومة تعمل كل ذلك، وتقوم بغلق المقاهي؛ تخوفاً من وجود النشطاء عليها، على الرغم من أن معظهم معروفون، وتركوا تلك المقاهي، وابتعدوا بالفعل عن المنطقة؛ ولذلك أود أن أوجه رسالة للسادة المسئولين أن تشريد العمال وغلق أماكن رزقهم ينشئ طبقة أشد خطراً من النشطاء؛ لأننا لن نترك حقنا مهما حصل". ومن جانبه قال سامي عبد الكريم صاحب أحد المقاهي المغلقة بمنطقة البورصة "توجهت للحي بدراسة كاملة لتقنين أوضاعنا فى ظل فتح المقاهي والعمل على انسياب حركة المرور دون غلق مقاهينا، إلا أنهم رفضوها، بجانب أننا طالبنا مرارًا وتكراراً بتقنين أوضاعنا، ولم يتم الرد علينا دون أسباب". وأضاف سامي أن كل أصحاب المقاهي ليسوا ملاكًا، وإنما مستأجرون، "وإننا عملنا على تكوين لجان شعبية أيام الثورة؛ لحماية منطقة البورصة وسكانها الذين لا يتعدون العشرات". وطالب بتقنين أوضاعهم مثلما حدث فى منطقة الحسين ومحافظة الغردقة وشرم الشيخ؛ لأن منطقة وسط البلد تعد من المناطق السياحية، وليست منطقة عادية؛ ليتم التعامل بها بهذا الشكل. وأكد سامي أن "أصحاب المقاهي والعمال سيصعِّدون الأمر، وسيتم عمل إضراب عن الطعام أمام المقاهي؛ حتى نجد لنا حلاًّ مع الحكومة، وتقنن أوضاعنا، وتتركنا للقمة عيشنا". فيما أكد مصدر بأحد مقاهي البورصة أن سبب غلق تلك المقاهى هو المرور الذى حدث أول أمس من قِبَل وزير الداخلية الجديد مجدى عبد الغفار، الذى رفض وجود المقاهى بهذا الشكل، مردداً "إيه القرف ده؟!"، وكانت النتجة هي غلق المقاهى من شرطة المرافق فى الحال. وأضاف أنهم حاولوا الاتصال برئيس الحي، ولكنه رد عليهم قائلاً "اضربوا راسكم فى الحيط!!".