تحولت الطرق في مصر إلى مصيدة للقتلى بالعشرات يوميًا وبالمئات أسبوعيًا وبالآلاف سنويًا وأصبح من المألوف أن نشاهد سيارات الإسعاف وهي تجوب الطرق ليل نهار، إما لنقل جثث ممزقة و محترقة أو جرحي في حالة حرجة أو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما أصبح من المألوف أن نشاهد السيارات المهشمة والمحطمة والمحترقة على الطرق المصرية، وعلى رأسها طريقي "مصر – السويس " التي أصبحت دمائهم الملتهبة نهر يتدفق على رصيف الإسفلت، وما زالت سخونته لا تنطفئ مع الأيام، وكأننا نعيد قراءة مشاهد الضحايا بين قتلي ومصابين، كما هي على مدى السنوات المتكررة، والأكثر عجبًا أن بعض هذه المشاهد تتكرر بنفس المناطق ذاتها بل وتنتقل إلى طرق أخرى ك طريق "السخنة" . مع صباح كل يوم جديد، تستمع لحادث طريق سواء عن طريق رؤيتك له اثناء سيرك فى الشارع او تفتح المذياع أو شاشة التلفزيون وكأنه عرض مستمر يومياً في شوارع مصر خلال الآونة الأخيرة، وقد تصدرت طرق "السويس – القاهرة" والعين السخنة المشهد من جديد لترتفع نسبة الحوادث فيها بشكل كبير بعد تزايد الحركة التجارية فى الموانئ والمناطق الصناعية لتنكأ الجراح من جديد وليتواصل معها نزيف الأسفلت بلا توقف أو مساءلة، فيما تقدر خسائر "نزيف الأسفلت" ب15 مليار جنيه سنوياً وفقاً للمراقبين والتي يدفع ثمنها المواطن المصرى حياته . عانت مصر الكثير من الحروب والكوارث التي راح ضحيتها الآلاف من أبناء هذا الوطن، ودائما كنا في انتظار اليوم الذي تنتهي فيه هذه الحروب أو الكوارث حفاظًا على أرواح المصريين، ولكن هناك حرب مازالت مستمرة وتحصد آلاف الأرواح من المصريين، وهى "الحرب ضد الإهمال الذي يتسبب في حوادث الطرق"، حيث يسقط نتيجة هذه الحوادث أعداد كبيرة من الضحايا ما بين قتيل ومصاب حتى أصبح عدد الوفيات في هذه الحوادث يفوق عدد الشهداء في الحروب التي خاضتها مصر منذ عام 1950، إذ لم تتجاوز خسائر حروب مصر منذ 48 إلى 73 ما يعادل 100 ألف شهيد ومصاب، وهو رقم ضئيل مقارنة بضحايا حوادث السير ولكن الفارق مابين هؤلاء وأولئك أن ضحايا الطرق هم ضحايا الإهمال والفوضى والعشوائية وعدم الانضباط، لكن ضحايا الحرب كانوا شهداء الشرف والعزة والكرامة والعرض والأرض . حيث شهدت محافظة السويس اليوم الأربعاء وقوع عدد من الحوادث المتعاقبة على الطرق، إذ انقلبت سيارة ملاكي بالكيلو 40 على طريق العين السخنة أمام أحد القرى السياحية الخاصة، وتصادمت سيارة نقل بسيارة نقل أنابيب بوتاجاز تسببت في تسرب وتحطم مع الأنابيب ووفاة سائق سيارة الأنابيب، وإصابة 2 آخرين وذلك في منطقة الأدبية، كما تصادم سيارة إسعاف تابعة لشركة الحديد والصلب بسيارة ملاكي، وتصادم سيارة نقل بميكروباص بطريق "السويس – القاهرة"، وتصادم سيارة ملاكي بأخرى بمنطقة الأدبية بالقرب من شركة كهرباء عتاقة، بالإضافة إلى تصادم سيارة ملاكي وانقلابها بطريق "السويس – القاهرة"، وأسفرت حوادث اليوم عن 3 وفيات و47 مصاب . ويقول "محمود علي" من سكان الأربعين، إن معدلات الحوادث مرتفعة بمحافظة السويس نظرًا للسرعة الزائدة والطرق الغير ممهدة التي تجعل الحوادث تخلف أعدادًا هائلة من الضحايا خاصة على الطرق السريعة . كما أشار "كمال الطويل" من سكان التوفيقية، إلى أن حوادث الطرق بالسويس السبب فيها سيارات النقل الثقيل التي تنتشر على الطرق بمحافظة السويس، مؤكدًا أن أغلب سائقين هذه السيارات يتعاطون المخدرات وهم على الطريق . وكان قد صرح اللواء "طارق الجزار" مدير أمن السويس، بأنه تم نشر دوريات تابعة لإدارة المرور بطريق "السويس – العين السخنة"، للحد من الحوادث وضبط المخالفين، وقال مدير الأمن، إن الدوريات الأمنية بطريق السويس تهدف إلى الحفاظ على حياة المواطنين، بالإضافة إلى الدوريات المرورية بشوارع وميادين المحافظة، للتأكد من انتظام حركة المرور .