أثارت ديناميات العلاقات الروسية الإيرانية على مدى العقدين الماضيين استغراب الأطراف الأخرى المنافسة لموسكووطهران في الساحة الدولية، خاصة وأن "علي أكبر ولايتي" مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية أكد مؤخرا أن التعاون الإقليمي بين روسياوإيران ازداد خلال العامين الماضيين وترك أثارا قوية في عدة قضايا أبرزها مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، قال موقع "فيترانس توداي" الأمريكي إن ديناميات السياسة الخارجية الروسية منذ إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية حربها ضد موسكو من خلال فرض عقوبات مالية واقتصادية، كانت جيدة وتدعو للإعجاب. ويضيف الموقع أن موسكو قررت اتخاذ عدة خطوات دبلوماسية من أجل كسر الحصار الاقتصادي المفروض عليها من قبل واشنطن وفتح طريق جديد بدلا من الإفلاس، مؤكدا أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قرر خوض المعركة مع أمريكا حتى النهاية. ويشير "فيترانس تودي" إلى أن أحدث مثال على الخطوات الدبلوماسية التي اتبعتها موسكو، زيارة وزير الدفاع الروسي الأخيرة إلى طهران لعقد اتفاقيات تعاون عسكري مع إيران. ويوضح "فيترانس توداي" انه في 20 يناير وقعت طهرانوموسكو اتفاقا للتعاون العسكري، حيث أكد سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي أنه قد تم إنشاء قاعدة نظرية للتعاون في المجال العسكري بين البلدين. ويرى الموقع الأمريكي أن البلدين يقتربان من الإستراتيجية المطلقة في بحر قزوين الذي له آثار هائلة على الجغرافيا السياسية العالمية، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" حاولت جذب طهران إلى عصا العقوبات الاقتصادية، مؤكدا أن الضغوط الأمريكية مجرد محاولة لإجبار طهران على التخلي عن الرئيس السوري "بشار الأسد" ومن أجل فتح الطريق أمام قطر، الحليف المقرب للمملكة العربية السعودية، للسيطرة على أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم والخليج العربي. ويلفت "فيترانس تودي" إلى أن قطر هي الداعم الرئيسي بجانب الولاياتالمتحدة لتدريب داعش، وهي الآن تريد تصدير الغاز إلى الاتحاد الأوروبي عبر سوريا وتركيا، موضحا أن إيران وقعت صفقة غاز مع سوريا والعراق يونيو عام 2011 لبناء خط أنابيب جديد للغاز بين إيران والعراق وسوريا يمتد لأكثر من 1500 كيلومتر . ويشير الموقع إلى أن خط الأنابيب سيذهب عبر لبنان إلى شرق البحر المتوسط ثم يتجه نحو أسواق الغاز الضخمة في الاتحاد الأوروبي، وأطلق عليه "خط الأنابيب الإسلامي". ويؤكد "فيترانس توداي" أن قطر هي الخاسر الأكبر، بتمويلها داعش والجماعات التكفيرية الأخرى في المنطقة، موضحا أن قطر حاولت التقرب من "الأسد" في عام 2009 عبر اقتراح إنشاء خط أنابيب لتصدير الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن الرئيس السوري رفض اقتراح الدوحة.