العنف يولد العنف والضحايا دائما الأبرياء، هذه المقولة تنطبق على ما يحدث في العراق بين الطائقة الإيزيدية وداعش، فبعد أن طرد التظيم الإرهابي الإيزيديين ومارس ضدهم أبشع الجرائم، وفي هذا السياق، قالت مجلة "دايلي بيست" الأمريكية إنه خلال الصيف الماضي ذبح تنظيم داعش الإرهابي الإيزيديين، حيث يعتبرهم من الوثنيين والكفرة، كما استغل التنظيم الإرهابي الصبية الصغار واغتصب النساء والفتيات الإيزيديات، مما بث الرعب لدى الأسر الإيزيدية ودفعهم للفرار إلى الدول العربية المجاورة، لتستولي داعش على منازلهم. وتشير المجلة إلى أنه تم وضع علامات على الطرق الوعرة، والشوارع الملطخة بدماء الإيزيديين في العراق، كما أن هناك نحو ميل وربع من الحدود السورية العراقية تحول إلى ما يسمى بمعترج داعش ومن الجانب العراقي تعتبر جبال سنجار أزمة إنسانية رسمت للولايات المتحدة والتحالف الدولي قتالهم ضد داعش، موضحة أنه قبل دخول داعش للأراضي العراقية عاشت الأقليات في سلام ووئام، ولكن الآن مخيمات اللاجئين تعتج بالإيزيديين، وتقول سوزان سيمو، امرأة إيزيدية تعيش في مخيم باجيت كاندلا، 49 عاما:" لقد رأينا العائلات التي اختفطت من قبل داعش، كانوا جيراننا". توضح "دايلي بيست" أنه في سلسلة جبال حول مدينة سنجار، توجد قافلات للأمم المتحدة، على بعد ميل ونصف من جبهة القتال وسط المدينة، حيث تصل أصوات الطلقات النارية والأسلحة الرشاشة وهجمات ال"أر بي جي"، في حين ترتفع أعمدة الدخان من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد داعش، لافتة إلى أن هذه هي الحالة التي يعيشها الإيزيديون منذ الصيف الماضي وحتى شهر ديسمبر، حيث القليل من الطعام ودون مأوى، كما أنهم يأملون في الهروب من القبضة الحديدية لداعش وزعيمها "أبو بكر البغدادي". وتضيف المجلة الأمريكية أنه في أسفل المدينة يوجد وحدات البيشمركة الكردية العراقية التي تقاتل بجانب حزب العمال الكردستاني في تركيا وسوريا لتحرير كوباني المحاصرة من قبل داعش، والآن يحاولن فك حصار سنجار، مؤكدة أنه توجد حفرة مفتوحة وهي عبارة عن مقبرة جماعية للإيزيديين خصصتها داعش لوضع الأطفال بداخلها، كما توجد على الأرض بقع دم جافة، حيث أوضح أحدهم أنها مكان قطع الرؤوس، فضلا عن أن هناك المزيد من المقابر الجماعية التي يصعب الكشف عنها في المنطقة خلال الوقت الراهن. وتقول "ديلي بيست" إن قرية سيبايا الآن فارغة لا يوجد بها أحد، المنازل مدمرة ولا يوجد أحد، فقد بادر أصحاب القرية بالفرار، ولكن في نفس الوقت لا يوجد أي علامات لتواجد اليزيديين في القرية، مضيفة أن هذه الجرائم تمثل صدمة بالفعل لهذه المجتمعات التي عاشت بجانب بعضها البعض، فهذه الحرب سوف تشوه الذكريات الجماعية للأجيال القادمة، وتختتم "دايلي بيست" بقولها:" إنها دوامة العنف والثأر التي تريدها داعش، وتستغل كل فرصة لحدوثها، وفي هذه الحالة تستغل المتطرفين وتجندهم لتعزيز صفوفها.