قضت محمكة الأمور المستعجلة المصرية يوم السبت 28 فبراير لعام 2015 باعتبار حركة المقاومة الاسلامية "حماس" منظمةً إرهابيةً حسب مصدر قضائي. ورفضت حركة حماس قرار المحكمة المصرية جملةً وتفصيلاً على لسان مجموعة من قادتها والناطقين باسمها، وذلك خلال مسيرات كبيرة نظمتها الحركة بعد صلاة العشاء أمس الاثنين حيث جابت شوارع قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب في مدينة غزة وخانيونس ورفح وفي منطقة الشمال، وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة لحركة حماس ومستهجنة لقرار المحكمة المصرية، ورفع المشاركونشعاراتٍ أخرى رافضة لقرار المحكمة منها:"حماس مش إرهاب" و "حماس فخر العرب والأمة" و "لا لتجريم المقاومة" إضافة إلى "اتهام المقاومة طعنة في خاصرة الأحرار" وغيرها من العبارات الغاضبة التي رصدها فريق البديل في غزة. مشير المصري القيادي البارز وعضو المجلس التشريعي عن حركة حماس، قال: "إن قرار المحكمة المصرية اعتبار حركة حماس منظمة إرهابية هو قرار صادم ومسيَّس ومن المخجل أن نستمع إلى مثل هذه القرارات". وأضاف خلال المظاهرة الشعبية الحاشدة المنددة بالحكم:"هذا القرار هو استهداف للشعب الفلسطيني ولجميع فصائل المقاومة الفلسطينية وليس حركة حماس فحسب"، وأوضح المصري أنَّ المستفيد الوحيد من هذا القرار هو الاحتلال الإسرائيلي وأنَّ النظام المصري قدم خدمة مجانية للاحتلال؛ ليزيد العدو الصهيوني من جرائمه تجاه الشعب الفلسطيني. كما وندد المصري:"هذا القرار لن ينال من قوة حركة حماس وعظمتها". وفي مسيرة كبرى نظمتها الحركة في مدينة غزة، قال القائد في حركة حماس إسماعيل رضوان:"القرار هدفه الوحيد خلط الأوراق وتصدير الأزمات،والضغط على مفاصل المقاومة وهو لا يسيء إلا لمن اتخذه". ودعى رضوان الأحزاب المصرية إلى التحرك لتصحيح الخطأ، وشدد على أنَّ حركة حماس ليست منظمة إرهابية. أما عن التهديدات التي أطلقها عدد من الإعلاميين المصريين تجاه قطاع غزة بشن هجمات مصرية على القطاع، أفاد رضوانبأنها حملة إعلامية تستهدف المقاومة بشكل عام وحماس بشكل خاص.وأضاف بإن هذه التهديدات لا تخيف الحركة وأنه يستبعد أن يوجه الجيش المصري بندقيته لقطاع غزة. من جانبه قال القيادي في حركة حماس صلاح البرويل أن قرار المحكمة المصرية يخدم جهة واحدة وهي الاحتلال الاسرائيلي ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبيل الانتخابات الإسرائيلة المزمع عقدها هذا الشهر وأن نتنياهو يعاني من عزلة في الانتخابات لكنه بذلك يسعى بأن يثبت بأنه حقق إنجازات كبيرة وبأنَّ أكبر دولة تقف الآن بجانبه لمحاربة المقاومة الفلسطينية. وأكد البردويل بأنه من العار اليوم أن تقف مصر بقيادتها وعلمائها وقضاتها ومشايخها وجيشها بجانب هؤلاء وأن يخدموا مصالحهم. وأشاربأنَّ حماس ستبقي ولن تخضع لأي ابتزاز وستبقي حركة مقاومة تدافع عن شعبها ولن تتخلى عن الثوابت الوطنية. واختتم البردويل حديثه بهذا الصدد قائلاً: "هزلت أيُّ محكمةٍ عندما تتجرأ وتصدر قراراً كقرار حظر حماس أو كتائب القسام"، متسائلاً: "كيف يُسمِّيالقضاء نفسه شامخاً وهو يتلقى تعليماته من الساسة؟" في إشارة للقضاء المصري. أما عن رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني فقد أكدت أنَّ قرار المحكمة المصرية بحق حماس سياسي ومخالف لقواعد القانون الدولي الذي يعترف بشرعية المقاومة وحقها في الدفاع عن نفسها.وطالبت رئاسة المجلس، في تصريح صحفي صادر عن المكتب الإعلامي مساء اليوم جامعة الدول العربية بالتدخل الفوري والعاجل من أجل تصحيح الخطأ الذي ارتكبه النظام المصري ممثلاً بمحكمة القاهرة للأمور المستعجلة، والذي صنّف حركة مقاومة فلسطينية بأنها منظمة إرهابية.كما ناشدت رئاسة التشريعي أحرار العالم والشعب المصري وتنظيماته الحرة برفض القرار المصري الذي لا يعبر عن مصر العروبة والتاريخ، لافتة إلى أن حركة حماس لم ولن تتدخل في الشأن المصري الداخلي.وأضافت: "يجب على مصر أن لا تسجل في التاريخ موقفًا لا يليق بعروبتها، ويجب أن تعلم أن الاحتلال الإسرائيلي هو العدو المشترك لمصر وحماس وللأمتين العربية والإسلامية".وأكدت رئاسة التشريعي أنَّ حركة حماس ستبقى مستمرة في مقاومتها للاحتلال على أرض فلسطين، وأن بوصلتها لن تنحرف إلى أي مسار آخر، مشددة على أن حماس ليس لها أي عدو سوى الاحتلال "الإسرائيلي"، وأن مصر ستبقى الدولة الشقيقةالأولى.