هجم التتار.. ورموا مدينتنا العريقة بالدمار رجعت كتائبنا ممزقة ًوقد حمي النهار الراية ُالسوداءُ والجرحى.. وقافلة ُموات أُمّاه ُ قولي للصغار أيا صغار سنجوسُ بين بيوتِنا الدكناء إن طلع النهار ونشيدُ ما هدم التتار.. قصيدة هجم التتار، كتبها الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، وكأنه معنا الآن يصف المشهد الصادم الذي استيقظ عليه العالم بتدمير الآثار الآشورية التاريخية في متحف الموصل شمالي العراق على يد تنظيم داعش الإرهابي، الذي كان فرحًا بالكارثة التي ارتكبها بالمطارق مدمرا حضارة وتاريخ عريق. الشعراوي: الآثار لا تصنف ضمن الوثنيات.. ويجب الحفاظ عليها قال الشيخ محمد متولي الشعراوي، فى أحد أحاديثه، إنه لا يجب المساس بالآثار، خاصة التي تمس عقيدتنا ولنا فيها عظة، بل يجب الحفاظ عليها، مثل تابوت موسى الذي نجى فيه وعصاه. وأضاف أن الآثار الموجودة حاليًا، لا يتم النظر إليها على أنها من الوثنيات والشركيات، ولا نفتن بها، بل أن الله ذكر تابوب موسى في القرآن بأن الملائكة تحمله، علاوة على ألواح التوراة. جمعة: الصحابة كتبوا أسماءهم على الأهرامات.. والمستعمرون من يحطمون الآثار كما أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لم يأمرنا أبدًا بهدم الأثار، لافتا إلى أن الصحابة عندما دخلوا مصر، كتبوا أسماءهم على الأهرامات للذكرى، كما نكتب الآن على الحوائط، ولم يحاولوا أبدًا هدمها أو المساس بها. وأشار "جمعة" إلى أن من يرون الآثار أصناما ويجب هدمها، لا يفقهون شيئًا ولا نعلم لأي طائفة ينتمون، متسائلا: «هل هم أحفاد الصحابة وعمرو بن العاص الذي حافظ على جميع الآثار، أم تابعين للمستعمرين على شاكلة نابليون الذي كسر أنف تمثال أبو الهول وحاول هدم الأهرامات عندما دخل مصر؟». «حوار الأديان»: المجتمع الدولى مقصر تجاه كارثة «الموصل» من جانبه، قال علي السمان، رئيس الاتحاد الدولي لحوار الأديان والثقافات، إن أعداء الحضارة والثقافة في العالم، هم وحدهم من يفكرون في الاعتداء على تماثيل وتاريخ وحضارة، ويثبتون أنهم ليسوا في خصومة مع الإنسان وحده، بل أنهم ضد تاريخه أيضًا. وتابع "السمان" أن ما فعله تنظيم "داعش" في الموصل، جاء انتقامًا من الشعب العراقي عن طريق طمس معالم الحضارة الآشورية، لمعرفته جيدًا أن ذلك يمثل قيمة كبيرة لهم، مشيرًا إلى أن ما حدث أساء فعليًا إلى الأديان لأنهم يستغلون راية الإسلام في أفعالهم، وهو برىء منهم، ونحن أيضًا نتبرأ منهم في جميع محافلنا العالمية ونصف ما ارتكبوه بازدراء الأديان. وانتقد "السمان" رد فعل المجتمع الدولي على الحادث، الذي لم يرتق إلى كارثة ما وقع، مؤكدا أن ما جرى في الموصل لو حدث داخل "اللوفر" لانتفض العالم، ما يؤكد أن هناك ازدواجية في المعايير، مطالبًا المؤسسات الثقافية في العالم بحث اليونسكو للقيام بدوره. اتحاد الأثريين: أمريكا وإسرائيل تسعيان لتهويد الحضارة.. وليبيا على الطريق وفى نفس السياق، أوضح الدكتور عبد الحليم نور الدين، رئيس اتحاد الأثريين: «إذا ضاع تاريخ أمه، فلن يعود مرة أخرى، وما كنا نتوقع تلك الهجمة الغوغائية التي يشنها التنظيم الإرهابي، ستمتد إلى التراث ومحاولة طمس الوطن واغتيال الذاكرة»، مضيفا أن ما حدث تعبير عن الحقد الحضاري تجاه أكبر متحف في العراق بعد متحف بغداد الذي نهب وقت الغزو الأمريكي،. وأكد "نور الدين" أن الولاياتالمتحدة بالتعاون مع إسرائيل تعمل على تهويد التاريخ، متابعا: «لا أستبعد مشاركتها في الهجمة الأخيرة على الموصل، وتسريب بعض القطع الأثرية». وحذر رئيس اتحاد الأثريين من قرب هجمة مماثلة على متاحف ليبيا، التي تضم أكبر قدر من الآثار اليونانية والرومانية تفوق الموجود في العالم أجمع بما فيها روما ذاتها، خاصة أن تلك المتاحف ليست في مأمن من "داعش" التي تفرض سيطرتها علي ليبيا.