عادت الأنباء حول التعذيب فى أقسام الشرطة تتداول من جديد، ولكن هذه المرة مع فئة جديدة من فئات المجتمع، حيث توفي المحامي كريم حمدي داخل قسم شرطة المطرية، بعد 24 ساعة من قيام الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بإلقاء القبض عليه، واتهامه بالمشاركة في مظاهرات جماعة الإخوان المسلمين، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى المطرية، ومن ثم إلى المشرحة. وقال محمد صبحي الحقوقي بمركز "نضال" إن هناك حالتين توفيتا مساء أمس الأول الثلاثاء بقسم المطرية بسبب التعذيب: الأول المحامي كريم حمدى، ويبلغ من العمر 28 عاماً، والثاني عماد أحمد العطار، ويبلغ من العمر 42 عاماً، مؤكداً أنه أثناء تعرف أهل كريم عليه، تلاحظ لهم آثار تعذيب واضحة على الوجه وإصابات باليد، ورفض مسئولو المشرحة مناظرة أهالي المتوفى لجثته، كما رفض أهل المتوفى التوقيع على التقرير الطبي المزور الذي ينفى عن الداخلية واقعة التعذيب، على حد قوله. وأضاف أنه توجه صباح أمس الأربعاء عدد من الزملاء المحامين، ومن بينهم محاميان مركز "نضال" إلى مقر مشرحة زينهم؛ لإثبات التعذيب، وتقدموا ببلاغ إلى النائب العام لاتهام ضباط قسم المطرية بالتعذيب والقتل. ومن جانبه أكد مصطفى أبو الحسن المدير التنفيذي لمركز "هشام مبارك" أن التعذيب ما زال يمارس فى أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز بصورة ممنهجة؛ لأن القائمين عليه لا يتم محاسبتهم أو تقديمهم للمحاكمة ويفلتون من العقاب، مشيرًا إلى أن هذا يوضح أن شعار الثورة المصرية "كرامة إنسانية" لم يتحقق، وأن أجهزة الأمن ما زالت تدهس كرامة المصريين. وتابع أبو الحسن أن "ما حدث مع الزميل كريم من تعرضه للتعذيب حتى الموت داخل قسم المطرية معناه امتهان لمهنة المحاماة والمحامين. وأعتقد أنه تم عقد اجتماع فى النقابة الفرعية لمناقشة هذه المسألة"، مؤكداً أن المنظمات الحقوقية موقفها واضح من التعذيب، وتحاول رصده وتوثيقه، منبهًا إلى أن هذا هو السبب الرئيسي لمطاردتها واتهامها بالخيانة والعمالة.