"48 ساعة" داخل قسم المطرية كفيلة بأن تحول اسمك من كشوف المواليد إلى كشوف الوفيات، كان هذا ما حدث مع كريم حمدي ومحمد العطار اللذين تم القبض عليهما يوم الأحد الماضي، ليموتا بعد مرور يومين من آثار التعذيب داخل القسم. حالة من الهدوء التي يسبقها العاصفة، الوالدة تنتظر داخل غرفتها لتصلي صلاة المغرب، وأخوة يعيشون في سلام يشاهدون شاشة التلفاز، لحظات كانت كفيلة بأن تحول تلك الأسرة القنوعة بحالها إلى حالة من الفزع لفقد أحد أفراد العائلة نتيجة التعذيب. دقت الساعة الرابعة يوم الأحد الماضي ومعها تناثرت الطمأنينة وأشياء أخرى تتعلق بشقق الضحايا على أيدي قوات الأمن التي كسرت باب منزل العائلة للبحث عن المحامى كريم حمدي ومحمد العطار للقبض عليهما بتهمة المشاركة في تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين. القبض على كريم وتحطيم أثاثات المنزل.. فلم تكفِ قوات الأمن لتأديب أسرته انتقامًا من عمله بالمجال الحقوقي والدفاع عن متهمين في قضايا تظاهر ومعارضة بل كان القتل بالتعذيب وسيلة مرخصة أيضًا للتخلص من تلك الأصوات المزعجة. كريم صاحب ال 28 عامًا لم يكن ضحية التعذيب الوحيدة بل كانت هناك ضحية أخرى هو محمد العطار البالغ من العمر 42 سنة من منطقة شبرا الخيمة، حيث استلم أهالي الضحايا جثمان ذويهم اليوم من مشرحة زينهم. وقالت خالة كريم حمدي إنهم وجدوا آثار تعذيب على جثمانه من بينها خبطات في الوجه وجرح في الرأس وكسر فى اليد اليمني إضافة إلى سحجات فى أنحاء متفرقة من الجسم، مؤكدة أن كريم لا ينتمي إلى جماعة الإخوان وليست له أى أنشطة سياسية كما زعمت قوات الأمن. وتوفى كريم داخل قسم شرطة المطرية، بعد 24ساعة من قيام الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بإلقاء القبض عليه، واتهامه بالمشاركة فى مظاهرات جماعة الإخوان المسلمين، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى المطرية ومن ثم إلى المشرحة. وكشفت خالة كريم عن تفاصيل جديدة بشأن القبض عليه، قائلة: "إن كريم تم القبض عليه من شقته بمنطقة عزبة النخل يوم الأحد فى تمام الساعة الرابعة عصرًا دون تحديد أى تهم له، كما أن قوات الأمن التى ألقت القبض عليه أكدت أنه سيتم التحقيق معه بقسم المرج لتفاجأ العائلة بعد يوم كامل من البحث عن كريم بأنه محتجز فى قسم المطرية وليس المرج". وأشارت إلى أنه تم تعذيب كريم بقسم المطرية مما تسبب فى وفاته، مضيفة أن جريمة كريم الوحيدة أنه كان يترافع عن المظلومين ويسعى للدفاع عنهم بالأقسام دون مقابل، موضحة أنه ابن لعائلة تتكون من خمسة أفراد فله أخ وأخت. أما زوجة محمد العطار الذي يبلغ من العمر 42 عامًا ويسكن بمنطقة شبرا الخيمة التى انقطع صوتها ولم تنقطع دموعها المنهمرة على زوجها فقالت إن زوجها مات نتيجة التعذيب داخل القسم، ومعاينة الجثمان أكدت ذلك، موجهة رسالة إلى النظام الحالي قائلة: "حسبي لله ونعم الوكيل ولله الأمر من قبل ومن بعد". شاهد الصورة: