هو الأبن الأكبر ل"عماد مغنية" من زوجته الأولى، والأبن الروحي للأمين العام لحزب الله اللبناني "حسن نصر الله" حيث لقبه ب"الأمير"، وقريب جدًا من خليفة والده على رأس الجهاز العسكري للحزب "مصطفى بدر الدين"، ومقرب أيضًا من الحرس الثوري الإيراني، خاصة قائد فيلق القدس "قاسم سليماني"، إنه "جهاد عماد مغنية" الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية في مدينة "القنطيرة" السورية 18 يناير الماضي. قبل اغتيال والده، لم يعرف عن "جهاد" أي علاقة بالعمل العسكري، وكان مشغولًا بالتحصيل العلمي في الجامعة الأمريكية، إذ تخرج من قسم إدارة الأعمال، وعمل قبل اغتيال أبيه في المجال التجاري إلى جانب عدد من أبناء مسئولي "حزب الله". على الرغم من أن المعلومات حول دور "جهاد مغنية" في حزب الله وحياته غير متوفرة كالكثيرين من كوادر الحزب، إلا أن "جهاد مغنية" عُرف بالسير على نهج والده والتوعد بالثأر له، فبعد اغتيال والده قبل سبع سنوات، انتقل الفتى "جهاد عماد مغنية" المولود في 1989 إلى بلدته "طيردبا"، التي كانت حكمت الإجراءات الأمنية لوالده "عماد" عدم التردد عليها علناً لأكثر من عقدين من الزمن، وفي إطلالته الأولى، وكان عمره يومها 16 عاماً، اعتلى الفتى المنبر خطيباً متحدثاً باسم العائلة، متوعداً بالثأر لدم والده والسير على نهجه، بعدما كان تقبل التعازي. تواصل حضور "جهاد" في السنوات الأولى التي أعقبت اغتيال والده، في المناسبات والأنشطة التي كانت تقام في البلدة، خاصة دورات كرة القدم التي تحمل اسم والده، ولكن وتيرة زياراته عادت وتراجعت بعد دخوله الجامعة في بيروت وحصوله على شهادة في إدارة الأعمال. بعد عام 2008 وبأوامر من "نصر الله" ورعاية من قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإيرانية، الجنرال "قاسم سليماني"، تم فتح الطريق أمام "جهاد مغنية" للدخول في العمل العسكري، وبدأت مسيرة انخراطه في دورات تدريبية قتالية داخل لبنان وإيران، فقد حظي "جهاد" برعاية خاصة من "نصر الله" و"سليماني" اللذان كانت تربطهما علاقة خاصة وعميقة بوالده، حتى إن الشخصين اعتبرا اغتيال "عماد مغنية" في سوريا ضربة قاسمة نالت منهما شخصيًا. "مغنية" الأبن، أثار الاهتمام حين ظهر حليق الرأس في صور عائلية خلف قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري "قاسم سليماني" شهر سبتمبر 2013، أثناء مراسم تقبل التعازي بوفاة والدة "سليماني"، وكان بين الموجودين حينها كبار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية "رمضان عبد الله"، والسفير السوري في طهران "عدنان حسن محمود"، وسفير فلسطين لدى طهران "صلاح الزواوي"، وكان لافتًا حرص "سليماني" على تقديم "مغنية" الأبن للوافدين بشكل خاص، حتى ظنه الناس ولده، لكنهم أدركوا أن هذا أبن "عماد مغنية" ويعده "سليماني" كأبنه، وقيل حينها إن مغنية الأبن يقضي فترة تدريب متقدم في معسكرات الحرس الثوري بإيران، ليملأ فراغ أبيه في حزب الله. كان ل"جهاد" أخًا آخر يدعى "جهاد" أيضًا لكنه استشهد عام 1984 في بيروت، وتيمنًا به أطلق "عماد مغنية" اسم ولده الشهيد على أخيه ليلقى الشهادة هو الآخر، وفاة "عماد مغنية" لم تمنع "جهاد" من ممارسة حياته كشاب يافع، حيث تابع دراسته في الجامعة اللبنانيةالأمريكية في مادة إدارة الأعمال. باشر "جهاد عماد مغنية" مهامه الأمنية في حزب الله وهو صغيرا لم يتجاوز العشرين عاما، وفي تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في ديسمبر 2014، قيل أن الحزب قام بتعيين "جهاد مغنية" كمسئول عن جبهة الجولان التي انشأ فيها الحزب خلال سنوات الحرب في سوريا بنية تحتية بمساعدة إيرانية وسورية، وهو ما أكدته مصادر مقربة من عائلة "مغنية". نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية على موقعها الإلكتروني عن مصدر في الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي قوله "إن جهاد عماد مغنية كان ضابطًا خطيرًا في حزب الله ويعمل باتصال مباشر مع حرس الثوري الإيراني"، وأضاف المصدر أن "مغنية خطط لعمليات قريبة في منطقة الجولان منها إطلاق صواريخ وزرع عبوات وقتل جنود إسرائيليين واقتحام مستوطنات وقتل مستوطنين وصواريخ مضادة للدروع وأنه كان يشكل خطرًا وشيكًا" لم تكن غارات الطائرات الصهيونية على القنيطرة بالجولان والتي أدت إلى اغتيال "جهاد مغنيه" وعدد من عناصر "حزب الله" إلا دافع لباقي عناصر المقاومة وقيادتها، حيث استنفر حزب الله اللبناني ونشر عناصره على طول الحدود مع إسرائيل، وتوعد برد قاس على اغتيال عناصر الحزب، وهو ما حدث بالفعل بعد أيام. شيع حزب الله "جهاد عماد مغنية" في مسيرة شعبية ضخمة رافقت الجثمان إلى روضة الشهيدين حيث وري في الثرى قرب قبر والده "عماد مغنية"، وقد بدأت مراسم التشييع في الضاحية الجنوبية من قاعة "الحوراء" في منطقة الغبيري، حيث صلى على جثمانه رئيس المكتب السياسي في حزب الله "إبراهيم أمين السيد"، وقد شارك في التشييع عدد كبير من السياسيين، وسار أنصار حزب الله في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت مرددين هتافات منددة بعملية الاغتيال وداعين إلى الرد على الكيان الإسرائيلي، بينما أطلق مسلحون زخات كثيفة من الرصاص في الهواء.