أثقل الاحتلال الصهيوني كشف حسابه باغتيال "جهاد مغنية" ابن القائد العسكري السابق ل"حزب الله" عماد مغنية، عندما أطلقت طائرة هليكوبتر إسرائيلية صواريخ على سيارته بالقنيطرة السورية، قرب مرتفعات الجولان المحتلة. على الرغم من أن المعلومات حول دور "جهاد مغنية" في حزب الله وحياته غير متوفرة ككثير من كوادر الحزب، إلا أن "جهاد مغنية" عُرف بالسير على نهج والده والتوعد بالثأر له، كما أنه كان قريبا من أمين عام حزب الله "حسن نصر الله" حيث لقبه ب"الأمير"، وقريب أيضًا من خليفة والده على رأس الجهاز العسكري للحزب "مصطفى بدر الدين"، ومقرب جدًا من الحرس الثوري الإيراني. بعد اغتيال والده قبل سبع سنوات، انتقل الفتى "جهاد عماد مغنية" المولود في 1989 إلى بلدته "طيردبا"، التي كانت حكمت الإجراءات الأمنية لوالده "عماد" عدم التردد عليها علناً لأكثر من عقدين من الزمن، وفي إطلالته الأولى، وكان عمره يومها 16 عاماً، اعتلى الفتى المنبر خطيباً متحدثاً باسم العائلة، متوعداً بالثأر لدم والده والسير على نهجه، بعدما كان تقبل التعازي. تواصل حضور "جهاد" في السنوات الأولى التي أعقبت اغتيال والده، في المناسبات والأنشطة التي كانت تقام في البلدة، خاصة دورات كرة القدم التي تحمل اسم والده، ولكن وتيرة زياراته عادت وتراجعت بعد دخوله الجامعة في بيروت وحصوله على شهادة في إدارة الأعمال. كان ل"جهاد" أخا آخر يدعى "جهاد" أيضًا لكنه استشهد في عام 1984 في بيروت، وتيمنًا به أطلق "عماد مغنية" اسم ولده الشهيد على أخيه ليلقى الشهادة هو الآخر، وفاة "عماد مغنية" لم تمنع "جهاد" من ممارسة حياته كشاب يافع، حيث تابع دراسته في الجامعة اللبنانية الأمريكية في مادة إدارة الأعمال. باشر "جهاد عماد مغنية" مهامه الأمنية في حزب الله وهو صغيراً لم يتجاوز العشرين عاما، وفي تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في ديسمبر 2014، قيل أن الحزب قام بتعيين "جهاد مغنية" كمسئول عن جبهة الجولان التي انشأ فيها الحزب خلال سنوات الحرب في سوريا بنية تحتية بمساعدة إيرانية وسورية، وهو ما أكدته مصادر مقربة من عائلة "مغنية". نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية على موقعها الإلكتروني عن مصدر في الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي قوله "إن جهاد عماد مغنية كان ضابطًا خطيرًا في حزب الله ويعمل باتصال مباشر مع حرس الثوري الإيراني"، وأضاف المصدر أن "مغنية خطط لعمليات قريبة في منطقة الجولان منها إطلاق صواريخ وزرع عبوات وقتل جنود إسرائيليين واقتحام مستوطنات وقتل مستوطنين وصواريخ مضادة للدروع وأنه كان يشكل خطرًا وشيكًا".