كشفت سالي سليمان صاحبة مدونة "البصارة" المهتمة بالآثار والتراث عن هدم كورنيش ميناء الإسكندرية الشرقي، والذي يعتبر من التراث السكندري وأحد أهم معالمها الأثرية والتراثية؛ ليصبح جراج. وأضافت "سليمان" أن منطقة الميناء الشرقي مدرجة بمجلد التراث لمدينة الإسكندرية تحت رقم 122 في المناطق الأثرية، مشيرة إلى أن كورنيش المدينة في المنطقة بين قلعة قايتباي والسلسلة مدرج بالكامل كمنطقة حفاظ بالمجلد أيضًا تحت رقم 6002، ومن التوصيات الرئيسية بالمجلد عدم التعرض له بالبناء أو الردم. أوقفوا هذه المهزلة وصفت سالي سليمان ما يحدث ب "المهزلة"؛ لأن ميناء الإسكندرية حظي بأهمية كبيرة خلال العصر البطلمي ثم الروماني وحتى بداية الفتح الإسلامي، وفي العصر الفاطمي كان ميناء الإسكندرية هو الثغر التجاري الأول في مصر، وفي العصر الأيوبي أصبحت الإسكندرية هي العاصمة الفعلية لمصر. وتابعت "في عصر محمد على ازدهرت مدينة الإسكندرية، وازدهر ميناؤها، ودبت فيه الحياة والنشاط، وسمحت مصر للسفن الأوروبية بالرسو في الميناء الغربي الذي يعتبر من هذه الناحية أصلح من الميناء الشرقي؛ مما شجع على زيادة التبادل التجاري بين الإسكندرية ودول أوروبا، وبعد ذلك أصبح الميناء الغربي هو الميناء الرسمي للإسكندرية، وفي عام 1966 تم إنشاء الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، وأصبح الميناء الشرقي الآن قاصرًا على مراكب الصيد الصغيرة وعلى السباقات المائية ورياضة اليخوت، حيث يطل عليه من ناحية القلعة نادي الصيد ونادي اليخت اللذان يستغلان مياهه في الرياضات المائية المتنوعة". وأكدت أن الصيادين يستخدمون شاطئ الميناء الشرقي لإصلاح وبناء القوارب والسفن الصغيرة، ويعتبر شاطئ الميناء الشرقي معلمًا سياحيًّا يرتاده زوار الإسكندرية، يتنزهون بجواره، قبل أن يذهبوا إلى القلعة ليشاهدوا ما فيها. ما يحدث كارثة يجب وقفها وقال الباحث الأثري أحمد عامر إن ما يتم في مدينة الإسكندرية بهدم واحد من أهم وأعرق المواني المصرية، وهو ميناء الإسكندرية الشرقي لكي يكون جراج، كارثة في حق الآثار والتراث والمعالم السياحية أيضاً؛ حيث إنه واحد من أهم المعالم الأثرية الشاهده على مر العصور. وناشد "عامر" الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار التدخل لإيقاف هذه المهزلة وهذا التعدي الكارثي على واحد من أهم معالم الإسكندرية والمدرج لديها بمجلد التراث للمناطق الأثرية الذي صدر قرار بعدم التعرض له بالبناء أو الردم، وذلك وفقاً للتوصيات الرئيسية بالمجلد، كما أن كورنيش المدينة الواقع بين قلعة قايتباي والسلسلة مدرج بالكامل كمنطقة حفاظ بالمجلد.