أحيا ثوار طنطا وأسرة الشهيد محمد الجندي، عضو التيار الشعبي، الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده، أمس الأربعاء، بمنزل العائلة بحضور عدد من القيادات السياسية والحزبية وشباب الحركات الثورية. راح «الجندي» ضحية لنظام بائس كان يحاول إحكام قبضته على مفاصل الدولة، بعد وصلة تعذيب فى أقسام الشرطة ومعسكرات الأمن المركزى، فكان عضو التيار الشعبى واحدا من ثلاثة شهداء لمعت أسماؤهم في عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، هم «جيكا، والجندى، وكريستى». من مدينة طنطا، توجه «الجندى» إلى القاهرة للمشاركة في تظاهرات ذكرى الثورة، لكنه اختفى بشكل مفاجئ، وفى الحادى والثلاثين من يناير 2013، تم العثور على عضو التيار الشعبى وابن مدينة طنطا فى مستشفى الهلال مصابا بكسور فى الجمجمة ونزيف بالمخ بعد أربعة أيام من الاختفاء، تحول فيها أصدقاؤه لفرق بحث عن المختفى الذى شوهد للمرة الأخيرة فى إحدى المسيرات القادمة إلى ميدان التحرير فى تظاهرات إحياء الذكرى الثانية لثورة يناير، والمطالبة بإسقاط حكم جماعة الإخوان، وإيقاف مخططاتها للانفراد بالسلطة ومصادرة أهداف الثورة. وتوفي الشهيد محمد الجندي صباح الاثنين 4 فبراير 2014 متأثرًا بجراحه في قسم العناية المركزة بمستشفى الهلال، وسط اتهامات لجماعة الإخوان المسلمين ونظام الرئيس المعزول محمد مرسي ووزير داخليته بالتورط فى مقتله وتعذيبه بمعسكر الجبل الأحمر للأمن المركزي. كانت مكالمة هاتفية، من وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، إلى المستشار أحمد مكى، وزير العدل وقتها، أوضحت مطالبة الأول بإعلان وفاة «الجندى» إثر حادثة سيارة، وذلك بحسب اعتراف وزير العدل نفسه بعد أسابيع من الواقعة، لكن تقارير مصلحة الأحوال الجنائية "الطب الشرعى"، كذبت الأمر، وأكدت تعرض الشهيد لتعذيب متواصل أدى لكسر بجمجمته ونزيف بمخه، أودوا بحياته. ونقلت وكالات الأنباء وقتها عن مصادرها بأجهزة الأمن، تقريرا تؤكد فيه احتجاز الشهيد بمعسكر الجبل الأحمر لقوات الأمن المركزى منذ اختطافه، قبل أيام من العثور عليه ثم وفاته، وهو ما أكدته شهادات معتقلين آخرين تزامن وجودهم فى المعسكر نفسه مع وجود «الجندى» فيه، بينما اتهم التيار الشعبى أحد ضباط الشرطة باختطاف الجندى وإخضاعه للتعذيب.