"بئر معطلة" جفت ماؤها لتحرم عشرات الآلاف من شربة مياه، و"قصر مشيد" يكتفي بتصريحات وحلول مؤقتة ومسكنة يوبخها واقع أليم يعيشه البسطاء والمحرومون، ومرة هنا وأخرى هناك، وتتكرر نفس المعاناة، وأصوات تعلو في كل مرة: "عطاشنون فأغيثونا". من يريد الاستحمام فليلجأ لمياه الترعة – الإبراهيمية -، ومن يعطش لشربة مياه فعليه شراء جراكن من سيارات توزع المياه فى مشهد يعيد للأذهان زمن "السقا" أو اللجوء لطلمبات الحبشة.. هذا حال قرية "المحرص" وأهليها، بعدما جفت ماؤها مع جفاف البئرين المغذيين للقرية منذ 3 أيام. "المحرص" واحدة من أكبر القرى بمركز ملوي في المنيا، يقطنها 40 ألف نسمة، تعيش معاناة دائمة مع كوب المياه، فإما ملوثة مختلطة بمياه الصرف أو منقطعة تمامًا كما هو حال القرية منذ 3 أيام. 2009 تاريخ بداية مشكلة تلوث مياه القرية واختلاطها بمياه الصرف في القرية. وبحسب الأهالي ومنهم عادل مختار موظف بالوحدة المحلية، فقد تسبب الأمر في إصابة قرابة 500 شخص بالفشل الكلوي وفيروس سي، ولم تُجْدِ عشرات الشكاوي، بخلاف الوقفات الاحتجاجية المتكررة، وكذا توقيع ألف مواطن عل مذكرة مشتركة. وفي منتصف أكتوبر من العام المنصرم فوجئ الأهالي بعكارة مياه الصنبور وانبعاث رائحة كريهة منها؛ ليضطروا للاعتماد على الطلمبات الحبشية، رغم علمهم بأضرارها، وكذا الذهاب لقرية "قلندول" المجاورة لملء جراكن المياه. ويضيف خالد مصطفي معلق رياضي بأن الحلول المؤقتة فقط هي التي وجدناه من المسئولين، منها إرسال سيارات مياه تابعة لشركة المياه، وحفر بئرين أصابهما الجفاف؛ ما تسبب في تفاقم المشكلة وتكرارها عدة مرات منذ 2009. وأوضح محمود عبد المطلب أن استخدام «الأيسوانات» كبديل للصرف الصحي أدى لاختلاط مياه الشرب، كما أوضح مصطفى محمود (طبيب بشري) أن تلوث المياه يرجع لسببين: أحدهما كيميائي والآخر بيولوجي، وأن نتائج التقارير خلت من وجود التلوث البيولوجي، في حين أنها أثبتت أن التلوث كيميائي بزيادة نسبة المنجنيز في المياه، ما تسبب في انتشار حالات الفشل الكلوي بين الأهالي، وكان ذلك ردًّا على تقرير صدر عن مديرية الصحة بالمنيا في أغسطس 2011 أفاد بوجود تلوث في البئر المغذية لشبكة المياه بالقرية؛ لكونها توجد على مسافة 7 أمتار فقط من الناحية الغربية للقرية، في حين أن المسافة المسموح بها للبئر 45 مترًا بعيدًا عن الكتلة السكنية من جميع الجهات. تقرير الصحة قوبل بالتشكيك والرفض من قِبَل شركة مياه الشرب، ما اضطر الأهالي للجوء لمعامل تحاليل خارجية أثبتت ارتفاع نسبة المنجنيز بالمياه. وقال الدكتور إبراهيم خالد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا إن البئر المغذية للقرية أصابها الجفاف والانسداد، مما تسبب في انخفاض منسوب المياه وعكارتها بشكل كبير. هذا وأعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا منذ ساعات عن قطع مياه الشرب عن مركزي مغاغة والعدوة لمدة 24 ساعة، وذلك بدءًا من الثانية عشر مساءً؛ نتيجة أعطال في العداية النفقية بالخط الرئيسي، ولإجراء الصيانة وتركيب محبس.