تسود حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين بمحافظة دمياط، وبخاصة الأماكن المشهورة بصناعة الموبيليا؛ وذلك بسبب تراكم مياه الأمطار بالشوارع، مخلفة بركًا من المياه، أدت إلى تعثر وتعطل الحركة فى الشوارع، وهو ما تسبب فى اضطرار الكثير من أصحاب الورش إلى غلقها منذ بدء موجة الصقيع والأمطار. واتهم العديد من المواطنين وأصحاب الورش محافظ دمياط بأنه لا يهتم ولا يعرف فى دمياط سوى شارع الكورنيش، الذى يقود حملات النظافة والصيانة عليه يومًا بعد يوم، ولكنه فى الوقت نفسه لا يحاول أن يدخل إلى الشوارع الداخلية والجانبية فى مدينة دمياط التى تتحول إلى برك من المياه بمجرد سقوط الأمطار، وذلك نظرًا لفشل منظومة الصرف الصحى وصرف الأمطار التى أنفق عليها عشرات الملايين على مدار الأعوام الماضية. ويأتى فصل الشتاء سنويًّا ليكشف فساد وإهدار هذه الأموال بدون عائد، بعد أن تتكدس مياه الأمطار فى الشوارع، وتعطل حركة السير، وتزيد من معاناة الصانع والتاجر الدمياطى. مؤمن عبد الحليم صاحب ورشة بمنية دمياط يقول "نحن نعانى معاناة شديدة بسبب حالة الشوارع السيئة، والتى تظهر عوراتها وسوءاتها فى فصل الشتاء، وتسبب لنا وقف حال تامًّا؛ لأن أصحاب سيارات النقل يتوقفون تمامًا عن العمل بسبب المطبات وبرك المياه التى تتراكم فى الشوارع، وما تسببه من مشاكل للسيارات"، وأضاف "وهذا يزيد من المعاناة؛ لأننا منذ عدة أشهر فى وقف حال غير عادى". وقال محمود سمير نجار "نحن لا نرى من مجلس المدينة إلا محصلي الرسوم رسوم نظافة وعوايد وصرف صحى نازل على فواتير المية. ولما شوية مطر ينزلوا أقسم بالله بشلوا حركة البلد تمامًا، ولا بنشوف صرف مطر ولا صرف صحى إلا البلاعات بتطفح مع مية المطر، وبتبقى حياتنا كرب؛ بسبب الطين والمية فى الشوارع، وإحنا اللى بنقعد ننزح هذه المياه فى البلاعات؛ لأن شركة المياه عندها عربيتين مش بيطلعوا إلا بواسطة، والمحافظ ورئيس مجلس المدينة ما يعرفوش غير شارع الكورنيش على البحر، النظافة كلها والصيانة، وإحنا فى المناطق الداخلية بنموت ولا حد بيسأل فينا". وأضاف عبد الرحيم مخلوف (موظف) أن "هذه الحالة التى نراها اليوم فى شوارع دمياط ليست غريبة، تعودنا عليها كل عام، بمجرد تساقط الأمطار تظهر برك المياه فى الشوارع، وهذا بسبب كذب المسئولين فى موضوع صرف الأمطار اللى كلف الدولة ملايين، وفى الحقيقة لا يوجد صرف أمطار، والوضع يؤكد على ذلك، وهذه الحالة تتسبب فى زيادة حالة الركود التى يعانى منها الشارع الدمياطى والسوق الدمياطى؛ لأن ارتفاع الأسعار والركود الاقتصادى فى الدولة أثرا تأثيرًا مباشرًا على صناعة الموبيليا بدمياط، ورأينا بدمياط لأول مرة بطالة ومقاهى لا يوجد بها مقعد بدون زبون. وهذه مشاهد لم نكن نراها إلا فى الإجازات". وتظل حالة الشوارع والطرق بدمياط شاهدًا على إهمال منظومة الطرق والشوارع بالمحافظة، حيث سرعان ما تنهار أمام تساقط الأمطار.