«الخرباوي»: تنظيم الإخوان حل نفسه عام 1990.. حيث وجد أنه لا ضرورة لاستمراره في كيان رسمي وسط دولة ترحب به نائب المرشد السابق: مسئول الإخوان بقطر وظيفته «مراقب».. ولا يتدخل في السياسة أو الدعوة نشأت جماعة الإخوان المسلمين في مارس عام 1928، على يد حسن البنا، وامتدت أذرعها لتكوين أفرع لها في البلدان العربية والعالمية، وقد لجأت حاليًّا إلى قطر بعد الأحداث الأخيرة. وهنا نسأل: من هو نائب مرشد الإخوان في قطر التي تحتضن الآن كافة قيادات وأعضاء الجماعة من كل أنحاء العالم، وتعد ملاذًا آمنًا لهم هروبًا من الأحكام والملاحقات الأمية الواقعة عليهم؟ العجيب أن الإجابة بأنه لا يوجد بقطر نائب لمرشد الإخوان، بل لا يوجد من الأساس تنظيم للجماعة على أرضها، على عكس المثل الدارج "طباخ السم بيدوقه"، حيث رفض الطباخ أن يتجرع مرارة السم الذي يبثه في أرجاء البلاد العربية، واكتفى بدور المشرف فقط. يقول ثروت الخرباوي، القيادي المنشق عن الإخوان، إن الجماعة بدأت عملها في قطر رسميًّا عام 1954، بعد أن طاردهم وقضى عليهم الرئيس جمال عبد الناصر، ومن ثم دخل الفوج الثاني عام 1982 عقب ملاحقتهم من قِبَل بشار الأسد في سوريا. ومن أبرز الأسماء التي دخلت قطر: عبد البديع صقر، وعبد المعز عبد الستار، وأحمد العسال، وكمال ناجي، والقرضاوي. وسرعان ما انتشرت داخل أركان الدولة، وتشعبت بمؤسسات ثلاثة هي: التعليم والإعلام والثقافة، وجلبوا إليهم الكوادر في تلك المجالات؛ ليكونوا جماعة، واتخذوا لأنفسهم إمارة إخوانية بقطر. وسرعان ما حدث توافق بين تنظيم الإخوان والنظام والسلطة في قطر، وفتحت صدرها لقيادات الجماعة؛ ليتجهوا نحوها من كل أنحاء العالم، فما كان من "الإخوان" إلا أن أعلنت حل نفسها بيدها عام 1990، حيث وجدت أنه لا ضرورة لاستمرارها في كيان رسمي وسط دولة ترحب بها. وأوضح "الخرباوي" أن هناك خلطًا لدى البعض، حيث يعتبرون أن التنظيم الإخواني المصري المتواجد في قطر هو الذي يعمل سياسيًّا ودعويًّا في قطر، والصحيح أن هذا فرع للتنظيم يخص الشأن المصري، ولكن يدار من الدوحة، حيث إن الإخوان ليس لديهم تنظيم قطري يحمل أعضاؤه جنسية الدولة هناك، كما أن المصريين هناك لا يمارسون أي نشاط دعوي أو سياسي يخص قطر. وجاء رأي محمد حبيب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان سابقًا موافقًا للخرباوي في أن قطر بالفعل ليس بداخلها نائب لمرشد الإخوان العام، مضيفًا أن هناك ما يسمى ب "المسئول"، ويقوم بدور المراقب، ينظم تحركات الإخوان قطريي الجنسية، وعددهم قليل جدًّا. وأوضح أن سياسة تلك الفئة الإخوانية القطرية تختلف عن نظيرتها في الدول العربية الأخرى، حيث يمكن أن نطلق عليها جماعة بصبغة رسمية قطرية، فهناك اتفاق غير معلن بين النظام والفئة الإخوانية بعدم الماس بسياسة البلاد من قريب أو بعيد، أو الهجوم على السلطة. فيما يزعم تنظيم الإخوان أن نهاية عملهم في قطر جاءت بيد بعض الخريجين الجدد داخل تنظيم الجماعة منذ عام 1980، وبدءوا بطرح أسئلة كالآتي: "من نحن؟ وإلى نسير؟ وهل هناك مشروع نحمله ونتحمّل حمله؟ هل هذا ما نريد؟ ما هي مصلحة المجتمع القطري في كل ذلك؟ وهل هذا الثوب مناسب ارتداؤه في قطر؟". وبدأت دراسة تلك الأسئلة لسنوات طويلة، لتنتهي بعد 9 سنوات، وتخرج بقرار توقف أنشطه الجماعة هناك وحله في قطر.