تصوير : محمد حكيم "جوزة كلوح" و"شاي معمر" وحتة جبنة قريش مع "مش" وعيش "بتاو".. وساعة تعسيلة بعد العصرية وسط الخضرة وأنفاس الربيع وبعيدًا عن زحام المدينة وضوضاء الطريق يعيش معظم مزارعي المنيا داخل حقولهم بتقاليع خاصة ترتبط بالحالة المزاجية وممارسات تعودوا عليها وورثوها أبًا عن جد، كما تمتزج بثقافة ووجدان كل منهم. يخرج الفلاح لحقله مع إشراقة كل صبح ممارسًا مهام عمله طوال الموسم الذي يبدأ بحرث الأرض، وينتهي بالحصاد، مرورًا بمراحل غرس البذور والري ورش الأسمدة وغيرها، وقد يبذل مشقة بدنية تعود عليها، ووسط فترات اليوم المختلفة يجد الفلاح متنفسه في طعامه وشرابه واسترخائه بعض الوقت. "جوزة كلوح" "الجوزة" شيشة فلاحي بسيطة صغيرة الحجم، تتكون من "باغ" من خشب الخزيران يقابل خرطوم الشيشة المعروفة، وبطرمان زجاجي يحوي كمية قليلة من المياه، يعتليه حجر "المعسل"، وبدلاً من استخدام الفحم يلجأ الفلاح لما يعرف ب "الكلوح"، وهي قوالح الذرة الشامية التي يضعها فوق "المعسل". يقول الحاج عشري خليفة فلاح من قرية منسافيس بالمنيا إن "الجوزة الكلوح" لها مزاج خاص وهي مفضلة لجموع الفلاحين على "الشيشة" التي تستخدم في المقاهي، كما أنها خفيفة الوزن وسهلة الاستخدام والحمل من وإلى الحقل والمنزل. "شاي كانون" ووسط أنفاس "الجوزة" يكون "الشاي المعمر"، وهو شاي مغلي يتم تحضيره على ما يعرف ب "الكانون" أي وقود الكلوح, حيث يتم وضع الشاي والسكر ليغلي مع المياه، وبحسب "خليفة" فإن "شاي الغيط" يكون مركزًا عن شاي المقاهي وله مذاق خاص أيضًا؛ لذا أطلق عليه "شاي حبر". "جبنة قريش وعيش بتاو" أحمد طريف فلاح بذات القرية يقول إن خبز "البتاو" الذي يصنع يدويًّا بالمنزل على شكل دائرة واسعة القطر، وكذا الجبنة القريش المعروفة بالجبن الفلاحي والتي تتسم بدسامتها وطعمها المميز يعدان الطعام المفضل لدى الفلاح، يتناوله قبل إحضار الشاي والجوزة، ويضيف بأن هذا الطعام مفضل لكونه خفيفًا على المعدة وسهل الهضم، ويمكِّن الفلاح من مواصلة عمله بنشاط. "مشّ" لا يمكن الاشتغناء عنه كثير من المزارعين الذين التقتهم "البديل" قالوا إن "المش" الناتج عن الجبن بعد تخزينه لفترات طويلة يزيد على العام يعد وجبة ملازمة لبعض الفلاحين، حيث لا يمكنهم الاستغناء عنه، كما يباع في سوق الاثنين بمنطقة الحبشي جنوب مدينة المنيا. "ساعة تعسيلة" "آخد لي ساعة تعسيلة، هاقيِّل ساعة، هاغفل ساعة".. مصطلحات يرددها الفلاحون داخل حقولهم في إشارة منهم للنوم وسط الحقول خلال فترات العمل اليومية. وبحسب "طريف" فإنه وبعد أن ينتهي الفلاح من طعامه وشرابه وقد قطع شوطًا شاقًّا من العمل منذ الصباح يلجأ للاسترخاء لفترة تزيد على الساعة أو الساعتين وسط حقله غير مبالٍ بحرارة الشمس؛ ليستعيد نشاطه مجددًا لاستكمال رحلة العمل اليومية حتى غروب الشمس.