أثار قرار تعليق العمل بالسفارة البريطانية في القاهرة أمس ضجة كبيرة بين التحدث عن خطر أمني يداهم السفارة على خلفية وجود تهديدات بعمل إرهابي وآخر يتحدث عن تغير سياسة الإدارة البريطانية تجاه مصر والتطورات الأخيرة. بين هذا وذاك تساءل المراقبون عن الأسباب التي أدت إلى غلق السفارة البريطانية بالقاهرة وتحذير رعياها بعدم التوجه إلى مصر في هذه الأوقات وما تأثير ذلك على وضع مصر الخارجي والداخلي خاصة بعد انسياب الحركة السياحية في الفترات الأخيرة ورفع أغلبية دول العالم الحظر عن زيارة مصر . وبعد هذا القرار زادت التعقيبات، إلا أن أكثرهم أهمية كان تعليق لمصدر أمني رفض الكشف عن أسمه في أحدى الوكالات العالمية حيث قال" إنه لم تتضح بعض طبيعة التهديدات التي دفعت السفارة لغلق أبوابها متابعًا أن شخصا اعتقلته السلطات المصرية في الأونة الأخيرة يشتبه أنه متطرف أقر بوجود خطط لاستهداف سفارات أجنبية، وتقول الوزارة على موقعها الالكتروني فيما يتعلق بالسفر لمصر "هناك تهديد مرتفع من الهجمات الإرهابية على مستوى العالم ضد مصالح المملكة المتحدة والرعايا البريطانيين من الجماعات أو الأفراد بدافع من الصراع في العراق وسوريا يجب أن نكون متيقظين في هذا الوقت". ورأى بعض المحللون والأمنيون أن هذا القرار يعود لأمور خاصة بالسفارة ربما تكون سياسية على خلفية علاقات بريطانية بالإخوان، وأنها "لا علاقة لها بالوضع الأمني في مصر كما أشيع، مؤكدين أن الوضع الأمني مستقر جدًا، بدليل وجود الكثير من أصحاب الجنسيات الأجنبية، وإقامة مباراة الأهلي وسيوي سبور الإيفواري في نهائي بطولة الكونفدرالية الأفريقية بحضور جماهيري كبير. وتشارك بريطانيا في التحالف الدولي التي تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وغالبًا ما يصدر بيانات منسوبة للتنظيم الإرهابي يتوعدون فيه رعايا بريطانيا في جميع أنحاء العالم الأمر الذي أكدته وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها منذ شهر تقريبًا بأن رعاياهم هم الأكثر استهدافًا من قبل الإرهابيين في الخارج، عقب الانضمام للتحالف الدولي، ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وهو الأكثر تداولًا اليوم عقب قرار السفارة البريطانية حيث رصدت معلومات حول استعداد عناصر إرهابية تابعة لتنظيم" داعش" لاستهداف البريطانيين في عدد من دول العالم ومن بينها مصر . وفي بيان لها قالت وزارة الخارجية المصرية إن هذا القرار هو إجراء أمني احترازي اتخذته السفارة، مضيفة أنه لكل دولة الحق في اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين مقار بعثاتها والأفراد العاملين بها وذلك وفقا لاتفاقية فيينا الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية والقنصلية. السفير. رخا حسن عضو المجلس المصري للشئون الخارجية قال إن حظر بريطانياوأمريكا لرعاياها في مصر دون حدوث أية مجريات جديدة على الأرض يعني حصولهم علي معلومات سرية عما يمكن حدوثه، موضحًا أن أمريكاوبريطانيا ضالعتين في الإرهاب الذي يتوغل في مصر في الآونة الأخيرة، و"داعش" لا تعد سوي واجهة لأجهزة تخابرات تابعة لكلتا الدولتين. على الفور أثار هذا القرار ضجة في وزارة السياحة لتأثيره سلبًا على الحركة السياحية فيقول متخصصون في هذا الشأن إن السياحة و الاقتصاد ستتأثر من جراء تلك الأفعال الدبلوماسية، لذلك أصدرت وزارة السياحة نوهت فيه إنه لا تغيير في نصائح السفر إلى مصر التي أصدرتها الولاياتالمتحدةالأمريكية أو المملكة المتحدة، مشيرا إلى أن ما تم مجرد تحديث (update) لآخر نصائح سفر أصدرتها الدولتان دون تغيير.