لليوم الثانى على التوالى واصل أيتام ملجأ طنطا الهروب من دار الرعاية الاجتماعية؛ بسبب قرار نقلهم إلى المحلة الكبرى، خاصة وأن عددًا كبيرًا منهم في مراحل مختلفة من التعليم ومرتبطون بمدينة طنطا بسبب الدورس، وأيضًا بسبب عملهم في بعض الورش الخاصة؛ لكى يستطيعوا الإنفاق على أنفسهم نظرًا لظروفهم القاسية، خاصة بعد أن امتنعت إدارة الدار عن الإنفاق عليهم، ولم يرحم المسئولين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، وقرروا نقلهم إلى مدينة المحلة الكبرى؛ بحجة صدور قرار إزالة للدار لا بد من تنفيذه فورًا. لذا لم يجد الأطفال سوى الهروب، ثم توجهوا إلى مبنى ديوان عام المحافظة؛ لمقابلة المحافظ أو أحد المسئولين لحل مشكلتهم، لكن أمن المحافظة طردهم، فعلم أحد رجال الخير بأمرهم، ودبر لهم مكانًا مؤقتًا للمبيت؛ حتى لا يتم استغلالهم في أعمال خارجة على القانون، لحين حل تلك الأزمة. "البديل" التقى بهؤلاء الأطفال؛ فى محاولة لنقل معاناتهم لكافة المسئولين؛ لعل وعسى يستمع إليهم أحد، ويتدخل لإعادة الهاربين إلى الدار وإقناعهم بالعدول عن فكرة الهروب وحل مشاكلهم. يقول "أحمد ع." أحد الهاربين "أنا طالب في الصف الثالث الثانوي العام ومرتبط بمدينة طنطا؛ نظرًا للدروس الخصوصية وظروف عملي الذي من خلاله أستطيع الإنفاق على نفسي حتى أكمل دراستي"، مضيفًا أنهم كانوا يعانون في الدار بسبب الإهمال الشديد من الإدارة والاعتداء المتكرر عليهم من المسئولين عن الدار. وأكد محمد حسن طالب بالثانوية العامة وأحد أبناء الدار الهاربين أنه بادر بمحاولة إرجاع رفقائه إلى الدار، وذهب إلى مدير الجمعية، وحاول معه من أجل عودة على الأقل الأطفال الصغار للمبيت بالدار، ولكن المدير رفض، مشيرًا إلى أن الحكومة لم ترحم يتيمًا، ولم تراعِ ظروفهم الخاصة، ولم تحاسب مجلس إدارة الدار الذي كان يسيء معاملتهم، ولم تنظر إلى مئات الشكاوى التى تقدموا بها ضد مجلس الإدارة بسبب إهماله وفساده. وقال "مروان" إن عددًا من زملائهم بالدار هربوا قبل ذلك نتيجة الاعتداءات المتكررة عليهم، وتوجهوا إلى الشارع؛ مما اضطر بعضهم إلى الانحراف، مطالبًا المسئولين وجمعيات حقوق الأطفال ومنظمات حقوق الإنسان بتدبير مكان لهم وضرورة تواجدهم في مدينة طنطا وعدم نقلهم إلى المحلة؛ نظرًا لظروفهم. وعن التجاوزات التى تحدث داخل الدار أكد أحمد حسن مشرف بالدار أن الإدارة خالفت القانون بإسنادها الإشراف على الأبناء لعامل تم تغيير عقده إلى مشرف، مع العلم أنه غير متعلم ولا يحمل أى مؤهل، ورغم وجود قرار من الوزارة باستبعاده لسوء معاملته للأطفال وعدم قدرته على التعامل معهم، واتهامه بالإهمال المفرط، إلا أن الإدارة مصرة على بقائه في عمله، لافتًا إلى أن مجلس الإدارة خالف التعليمات واللوائح والقانون، وعين مديرًا للمؤسسة على المعاش، واشتكى من تأخر اجتماعات اللجنة المشرفة على الدار وعدم حضور مندوب من الشئون الاجتماعية باللجنة، وأنه لا يوجد ما يعرف بتقسيم الأطفال وفقاً للمراحل العمرية. كانت كاميرا "البديل" قد رصدت نزلاء الدار الهاربين من دار الرعاية الاجتماعية بمدينة طنطا والمبيت داخل أحد المخازن، بعد أن تدخل أحد كبارالمنطقة، وقام باحتضان الأطفال لحين تدخل المسئولين؛ خوفًا عليهم من أن يتركهم وحدهم لمن يمكن أن يستغل ظروفهم في أعمال غير مشروعة. كما حصل "البديل" على أسماء الهاربين، وهم: حسن جمعة (17 سنة)، وسامي الأمير (16 سنة)، وأحمد محمود (16 سنة)، ومحمود أشرف (11سنة)، وخالد الحوشي (10 سنوات)، وعبد الرحمن الحوشي (10سنوات)، وأمير محمد (6 سنوات)، وعلاء طاهر (7سنوات)، ومحمد علاء (9 سنوات)، وفايق عبد القادر (17 سنة)، ومحمد علي حسن (18 سنة)، ومروان سعيد (13سنة)، وأمجد محمد (17 سنة). يذكر أن مسئول الشئون الاجتماعية صرح بأحد المواقع الإخبارية أن الهاربين من الدار عددهم 9، ولكن الرقم الصحيح هو 13 من نزلاء الدار. بالفيديو.. الهروب من الجحيم.. عنوان مأساة أيتام دار الرعاية الاجتماعية بطنطا بعد هروب أيتام طنطا.. المحافظ يقرر تشكيل لجنة لحصر الأطفال والملاجئ لرعايتهم صحيًّا بالفيديو.. «ملجأ طنطا» معتقل ومعاناة يومية يتكبدها الأيتام