جادي آيزنكوت رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الحادي والعشرين، هو اختيار وزير الدفاع موشيه يعالون، لعب دورا مركزيا في قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وقاد عمليات اجتياح نابلس عام 2004، وشغل مناصب مهمة كقائدًا لمنطقة الضفة الغربية وقضى معظم سنواته قائدًا للمنطقة الشمالية، في مواجهة حزب الله اللبناني. تؤكد الأوساط الإعلامية الصهيونية أن تعين آيزنكوت لم يكن مفاجئا، على الرغم من أنه صاحب مبدأ «القوة فقط عندما لا يكون هناك خيار آخر» فيما تقول أخرى إنه «لا يحبّ الحروب ولا يسارع للضغط على الزناد، لكنه يستعد لها»، بينما تشير ثالثة إلى أنه جاء رغمًا عن رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو». رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد «آيزنكوت» صاحب ال(54 عاما) ولد في طبريا لأبوين مهاجرين من المغرب، كان بين عامي 1984-1985 قائدا للكتيبة المضادة للدروع في لواء جولاني وقاد العديد من عمليات الكتيبة في لبنان، وتولى بعد ذلك منصب نائب قائد لواء جولاني، عام 1991 عين قائدا لعمليات في القيادة ورقي عام 1992 لرتبة عقيد وعين قائدا لكتيبة ثم قائدا لواء، عام 1997 عين قائدا للواء جولاني، وقاد اللواء في العديد من المعارك في جنوبلبنان. في عام 1999 تم ترقيته لرتبة عميد وعين مستشارا عسكريا لرئيس الحكومة حينذاك إيهود باراك، ثم مستشارا عسكريا لرئيس الحكومة السابق آرئيل شارون، وفي عام 2001 عين قائد فرقة احتياط مدرعة، وفي عام 2003 قائدا لفرقة الضفة الغربية. عام 2005 رقي لرتبة لواء وعين قائدا لشعبة العمليات في القيادة العامة وشارك في حرب لبنان الثانية، وبعد الحرب عين قائدا لمنطقة الشمال بعد استقالة أودي آدم، وكان آيزنكوت من أشد المؤيدين لما يسمى في الجيش الإسرائيلي ب ‘عقيدة الضاحية' أي القصف المفرط والتدمير الهائل للمناطق التي يصدر منها نيران. نهج «غانتس» و«شنكاري» الصحافة الإسرائيلية انشغلت فى الفترة الأخيرة بهذا الحدث وأهتمت بتسليط الضوء على المدرسة التي ينتمي إليها، مشيرة إلى أنه امتداد لنهج اشكنازي وغانتس، حيث وصف المحلل الأمني في موقع «news 24» يوسي ميلمان، رئيس الأركان الجديد، بأنه خبير بكل ما يتعلق بالجبهة الشمالية لإسرائيل، على خلفية توليه مناصب مختلفة في السنوات الماضية، إضافة إلى كونه شارك في المحادثات بين سوريا وإسرائيل، نهاية التسعينيات، كما ساعدته المشاركة في المحادثات على فهم العلاقة المتبادلة بين المعارك العسكرية والقرارات الدبلوماسية الاستراتيجية. مهمة إعداد الجيش لمعارك مستقبلية ويوضح ميلمان أنّ مهمة آيزنكوت الأساسية ستكون «إعداد الجيش للمعارك المستقبلية، سواء كانت ضد حزب الله أو إيران، لافتًا إلى أن تعيين ايزنكوت في منصب رئاسة الأركان كان رغماً عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبراً أنه ليس من الواضح سبب تردّد الأخير في تعيينه «إلا إذا كان، كما هي عادته، نتيجة تجنبه اتخاذ القرارات». أمّا صحيفة «معاريف»، فرأت أن تعيين ايزنكوت لم يحقق أي بشرى جديدة على المستوى العسكري، وبرّرت ذلك بأنه امتداد لنهج اشكنازي وغانتس، وخاصّة أنهم ينتمون إلى المدرسة نفسها القائلة: «بعدم استخدام القوة إلا عندما لا يكون هناك خيار آخر» كما تدعو إلى «التصرّف بمسؤولية وحكمة والسعي لاحتواء الأحداث وعدم تصعيدها، والسعي لتقليل الجبهات وخفض حدة اللهب». وتضيف معاريف أن هذه المدرسة تدعو أيضاً إلى «العمل عند الحاجة، وضبط النفس عندما يقتضي الوضع ذلك». في المقابل، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ «ثمّة من يشككون في أن يكون ايزنكوت هو الشخص الذي يعرف كيف يُحدث تغييراً على نظرية «تفعيل القوة» لدى الجيش الإسرائيلي»، وهو التغيير «الذي يتيح حسماً لا لبس فيه، وردعاً طويل الأمد في المواجهات المتوقعة مع حزب الله، وحماس». ونقلت عن سياسيين يتولون مناصب رئيسة، وآخرين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية، قولهم إن ايزنكوت «كان شريكاً كاملاً في التخطيط، وإدارة معركتين عسكريتين لم يحرز خلالهما نصراً واضحاً، هما حرب لبنان الثانية، والجرف الصامد».