بعدما لجئوا لكل السبل القانونية وطرقوا جميع الأبواب لرفع التعسف ضدهم، دخل عمال شركة الغازات الصناعية في اعتصام مفتوح لليوم الرابع على التوالي بمقر الشركة – بمسطرد – شبرا الخيمة، وأغلقوا بوابات الشركة احتجاجاً على نقل عمال مصنعهم بالكامل "مصنع أسياخ اللحام" للإسكندرية تعسفياً لشركة أخرى تتبع المستثمر. ويعد هؤلاء العمال ما تبقى من عمال القطاع العام بعد تدمير الشركة بفعل الخصخصة، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة منذ ثلاثة أشهر. وحذرت إدارة الشركة عبر هذا القرار جميع المخاطبين من عدم تنفيذ التعليمات واعتبار ذلك مخالفة إدارية وامتناعا عن العمل، الذي يعد بدوره بمثابة استقالة ويعطي الشركة الحق في اتخاذ كافة الإجراءات في هذا الشأن. تم تحرير محاضر متبادلة بين العمال وإدارة المصنع بسبب الاعتصام بمقر الشركة وإيقاف النشاط المخالف بمنع دخول أو خروج سيارات تابعة لتجارة المستثمر الخارجية التي ينحرف بها عن الأنشطة الصناعية بتحويل المصنع لمخازن تابعة له. وأكد إبراهيم أحمد، أحد العاملين بمصنع أسياخ اللحام، أن مكتب العمل أحال قضيتهم لمحكمة شبرا العمالية، وأنهم اضطروا للاعتصام بسبب عدم سماع شكواهم بعدما سلكوا الطرق الشرعية والقانونية، لمنع قرار النقل، وهم الآن مهددون بالفصل النهائي. مضيفاً، أنهم تقدموا بمذكرة رسمية عبر لجنتهم النقابية والنقابة العامة، للتعبير عن تمسكهم بالعمل داخل مصنع أسياخ اللحام طبقا لعقد البيع المبرم بين الشركة القابضة للصناعات الكيماوية وبين المستثمر الأصلي إبراهيم إسماعيل حيدو، واشتراطه عدم نقل العاملين بالشركة إلى أي جهة أخرى إلا داخل أحد الفروع بالقاهرة، وطالبوا بالتزام الشركة بالمادة 9 بعقد البيع. ووصل الأمر كما يقول على رمضان عضو اللجنة النقابية: "يريدون نقلهم إلى القطاع الخاص في الشركة التي يملكها صاحب المصنع الجديد، مضيفا أن الإدارة علقت رواتبهم حتى يخضعوا لطلبات الشركة، إما بالعمل لدى الشركة السويدية بالإسكندرية عن طريق الندب أو النقل أو المأموريات وإما الاستقالة". يأتي ذلك بعد امتناع الإدارة عن جلب الخامات اللازمة لتدوير عجلة الإنتاج التي لم تكن تتوقف على مدار 3 ورادي، واتبعت أسلوب"التطفيش". وتابع:"بدأت محاولات نقل العاملين بمصنع أسياخ اللحام (أحد مصانع الشركة) إلى مصانع خاصة تابعة للمستثمر بالإسكندرية، فتم تسريح وفصل أكثر من 600 عامل ولم يتبق سوى هؤلاء ال29 عاملا، وعنبر صغير يسمى "مصنع أسياخ اللحام"، ورغم ذلك يتعسف معهم ملاك الشركة الجدد لإجبارهم على الإذعان بالنقل تمهيدا لفصلهم". كانت الشركة تأسست عام 1928، وفي عام 1957، أنشئت شركة الغازات الصناعية بصورتها الحالية بعد تأميمها كشركة مساهمة مصرية، وافتتحها الزعيم جمال عبد الناصر، وكانت رائدة في إنتاج الغازات الصناعية (أكسجين ونيتروجين وأسيتلين وأكسيد نيتروز وثانى أكسيد الكربون) إضافة إلى إنتاجها من الأزوت السائل ومستلزمات اللحام، إلى أن تمت خصخصتها عام 2001 في عهد عاطف عبيد، رئيس الوزراء وقتها.