يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أول جولة أوروبية منذ تولية الرئاسة يستهلها بايطاليا والفاتيكان ثم فرنسا وتستغرق الزيارة 4 أيام، وتتمثل أهمية هذه الجولة في الدول التي تشملها، حيث تعتبر رائدة ورئيسية في الاتحاد الأوروبي وتشارك مصر في حوض البحر المتوسط . زيارة إيطالياوفرنسا على المستوى الاقتصادي إيطاليا تكتسب أهمية خاصة على الصعيد الاقتصادي بالنسبة لمصر حيث تعد الشريك التجاري الأول لمصر على مستوى الاتحاد الأوروبي، والثالث عالمياً بعد الولاياتالمتحدة والصين، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو ستة مليارات دولار وفقاً لإحصاءات عام 2013، كما تعد إيطاليا خامس أكبر مستثمر أوروبي في مصر بقيمة إجمالية تصل إلى 2.6 مليار دولار، وتتركز هذه الاستثمارات في قطاعات النقل والخدمات المصرفية، ومكونات السيارات والتشييد والبناء، حيث تحدث سفير مصر في ايطاليا «عمرو حلمي» عن توقيع 5 اتفاقيات اقتصادية بقيمة 540 مليون دولار، خلال زيارة الرئيس السيسي إلى روما، بالإضافة إلى إقامة خط ملاحي بين الإسكندرية ونابولي وتريستا. وفي ما يخص فرنسا فهي تعد شريكة مهمة في التجارة مع مصر، كما أن لها دور مؤثر لتفعيل التعاون بين دول شمال وجنوب المتوسط، وتعتبر العلاقات الاقتصادية بين البلدين جيدة؛ فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا خلال عام 2013/2014 نحو 4.2 مليار يورو، كما أن حجم الصادرات المصرية لفرنسا بلغ 1.2 مليار يورو، وبلغ حجم الواردات الفرنسية نحو 1.3 مليار يورو، كما أن هناك نحو 80 شركة فرنسية تعمل حالياً فى مصر. الجولة سياسيًا تحاول مصر استعادة دورها منذ تولي السيسي رئاسة البلاد، خاصة أن مصر تشن حرباً ضروساً ضد الإرهاب المسلح في سيناء وعلى الحدود المصرية الليبية، وهو الملف الأبرز بعد الملف الاقتصادي الذي سيناقشه الرئيس السيسي في زيارته للدولتين الأوربيتين. وتتولى إيطاليا خلال هذه الفترة رئاسة الاتحاد الأوروبي، كما تتولى وزيرة الخارجية الإيطالية فردريكا موميني منصب الممثلة العليا للشؤون الخارجية خلفاً لكاثرين أشتون، كما أن الحكومة الإيطالية الجديدة التي تسلمت الحكم منذ فبراير الماضي تدعم ما يحدث في مصر، فضلا عن رغبة مصر وايطاليا في تعزيز العلاقات على جميع المستويات الإقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية. سيغلب الطابع السياسي على زيارات السيسي لكون ايطالياوفرنسا دولتين مهمتين بالمنطقة ولهما نفوذهما السياسي، وبالأخص النفوذ الايطالي في ليبيا ، وذلك من خلال مناقشة النزاع في ليبيا، والعمل على تقديم حل يتوافق عليه جميع القوى السياسية، وضمان عدم تحول ليبيا إلى قاعدة إرهابية في المنطقة أو تتحول إلى دولة متطرفة، بالاضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال الأمني، وذلك لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. ربما يناقش السيسي أزمة سد النهضة مع المسئولين الايطاليين لكون ايطاليا أكثر الدول فى أوروبا المشاركة بشركاتها الخاصة في تشيد «السد الإثيوبي»، حيث صرح سفير ايطاليابالقاهرة في وقت سابق أن لروما دور كبير في عودة المباحثات بين القاهرة وأديس أبابا منذ شهور واسترجاع لغة الثقة مرة أخرى. مصر وفرنسا وإفريقيا وفي ما يخص فرنسا فهي تشارك مصر الرأي أن "التهديد الإرهابي" في ليبيا يجب أن يحظى بنفس الاهتمام كتنظيم داعش، الذي يسيطر على مساحات من العراق وسوريا، وبايعته جماعات مسلحة في سيناء، كما سيناقش السيسي خلال زيارته لفرنسا احتياجات مصر للسلاح، لا سيما وأنه ترددت مؤخرا بعض الأنباء حول طلب مصر من فرنسا العمل لإحياء مشروعها النووي، بالاضافة إلى أن زيارة السيسي لباريس تأتي قبيل أيام قليلة من القمة ال15 للمنظمة الدولية للفرانكفونية في داكار، وهو ما يعني أنه يمكن بحث التعاون المشترك بين مصر وفرنسا في القارة الأفريقية وفق السياسة الأفريقية بتعظيم المصالح والعلاقات المصرية الأفريقية، خاصة أن هناك دولًا أفريقية ناطقة باللغة الفرنسية.