خبراء: أعمال الترميم مجرد تجديد غيرت معالم المبنى لا يزال إهمال آثارنا الإسلامية مستمرًا، سواء بعدم ترميمها أو محاولات اللصوص لسرقتها؛ وطال الإهمال هذه المرة مسجد العروسي بحي باب الشعرية، حيث أوشكت مأذنته على السقوط، لما بها من شروخ وتشققات، فقد تم ترميمه عام في 2002، وبعد سنتين فقط ظهرت شروخ في المأذنة التي تزايدت بعد ذلك على مدى السنوات الأخيرة، ما يثير الشكوك بأن المأذنة لم يتم ترميمها من الأساس وهذه كارثة حقيقية، كما هو الحال في كثير من المساجد التي تعاني الإهمال. حصلت "البديل" على مستندات تفيد بأن إمام مسجد العروسي خاطب مدير عام إدارة غرب بوزارة الأوقاف بالمسجد الأثري رقم 600 الكائن بشارع الخراطين باب الشعرية، به انهيار وسبق أن تم أبلاغ الآثار الاسلامية تحت رقم 189 ليوم 30 يونيو 2014، حيث إن المأذنة معرضة للسقوط المفاجئ، وضرورة إجراء إصلاحات؛ للحفاظ علي حياة السكان. مرت إدارة غرب على المسجد، بعد تلقيها شكوى، وجدت تشققات بجدار المسجد وخاصة المأذنة، وتزداد يومًا بعد يوم، ما يعرض حياة المصلين للخطر. جامع أحمد العريان أو "العروسي" يقع بشارع باب البحر بحي باب الشعرية، عبارة عن مجمع ديني متكامل يضم المسجد والسبيل والكتاب والقبة الضريحية والمدافن والمنزل الذي درست معالمه الآن ولم يتبق منه سوى صورة الواجهة التي قامت بنشرها لجنة حفظ الآثار العربية. قالت سالي سليمان، المرشدة السياحة وصاحبة مدونة البصارة المهتمة بالآثار والتراث: إن المسئولين بالآثار يلهون الرأي العام بمشروعات طويلة الأمد مثل مشروع تطوير القاهرة التاريخية والقاهرة الخديوية ولا يعيدون ترميم الآثار، والترميم لا يقوم على أسس سليمة، بل يغير من طبيعة الاثر، ما يندرج تحت بند التجديد وليس الترميم، مضيفة أنه عندما يصرف 3 ملايين ونصف المليون جنيه على مسجد العروسي عام 2002 للترميم ونجد المأذنة بها شروخ ومهدده بالسقوط ولم يمر 12 عامًا علي ترميمها بحسب المجلس الأعلي للآثار، ما يثير الشكوك بأن المأذنة لم يتم ترميمها من الأساس وهذه كارثة حقيقية، كما هو الحال في كثير من المساجد التي تعاني الإهمال. وأوضح الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، أن وزارة الآثار ليس لها ميزانية محددة كباقي الوزارات، والعائد الأساسي لها من السياحة التي تراجعت منذ أكثر من 3 سنوات، لذلك لا يوجد موارد للترميم، متمنيًا أن يعود المجلس الأعلى للآثار إلى تبعيته لوزارة الثقافة مرة أخرى، لضعف موارد وزارة الآثار وعدم القدرة على توفير موارد مالية لوضع خطط محكمة لترميم الآثار، أو القضاء على محاولات اللصوص بشأنها. وأكد محمد فوزي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار، أن مسجد العروسي تم ترميمه عام 2001 وتم الانتهاء منه في 2002 ، وبعد سنتين ظهرت شروخ في المأذنة التي تزايدت بعد ذلك على مدى السنوات الأخيرة، موضحًا أن قطاع المشروعات رصد ما حدث واتضح أنه يوجد ميل ظاهر بالعين المجردة في المأذنة. وأشار"فوزي إلى أنه تم عمل تقرير هندسي بفك المأذنة وإعادة صلبها مرة أخرى، وتم رفع طلب بدراسة حالة المسجد من قِبَل المكاتب الاستشارية والهندسية، مؤكدًا رفض وزارة الأوقاف دفع نفقات التكلفة إلى المكاتب الاستشارية بحجة أن التكلفة باهظة، موضحًا أن وزارة الأوقاف المسئولة عن دفع مبلغ الترميم بحسب المادة 30 من قانون حماية الآثار، التي تنص على أن الأوقاف هي التي تتحمل أي تكلفة تخص المساجد.