«لعنة الفراعنة».. قد تكون حقيقة أو خيال، لكن الشواهد تضعنا أمام الكثير من علامات الاستفهام، بعدما تم اكتشاف عبارة «لا تفتح التابوت، فسيذبح الموت بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاجنا»، مكتوبة على مقبرة الفرعون توت عنخ آمون عند اكتشافها عام 1922م. في عام 2005، هبت عاصفة ترابية علي وادي الملوك، أثناء محاولة زاهي حواس، أمين عام المجلس الأعلي للآثار، آنذاك بصحبة مجموعة من الأثريين، نقل مومياء الملك توت عنخ آمون خارج المقبرة؛ لوضعها علي جهاز الأشعة، فغلب الخوف على الجميع، لكن انتظروا إلى أن هدأت العاصفة وخرجت المومياء من المقبرة لتوضع علي أحدث جهاز للأشعة؛ من أجل فحصها، وفجأة يحدث عطل بجهاز الأشعة الحديث، وترتفع حالة القلق للأثريين. فى نفس الوقت يتلقي زاهي حواس، مكالمة من شقيقته لتخبره بوفاة زوجها، واتخذ قراراً بالسفر للمشاركة في الجنازة، ويتصل بوزير الثقافة ليبلغه بسفره، لكن سكرتير الوزير يبلغه بأن الوزير دخل المستشفي للاطمئنان علي صحته بعد أن شعر بإرهاق مفاجئ وعدم انتظام ضربات القلب. و تم اكتشاف مقبرة الهرم، وعندما حددوا موعدا لإعلان الكشف قام الزلزال الشهير، وبعدها بشهر اتفق زاهى حواس مع فاروق حسني، وزير الثقافة، آنذاك، أن يتم الإعلان عنها في مؤتمر صحفي، وفى طريقه إلى المؤتمر، أصيب بأزمة قلبية ونقله السائق فورا إلى المستشفي وتأجل الافتتاح. أما فى 9 يوليو عام 1923، زار على كامل فهمى بك، المقبرة وبعد عودته إلى لندن قتلته بالرصاص زوجته مرجريت، كما مات العالم البريطانى، فلندرزبيترى، الذى أمضى سنوات يحفر فى منطقة الأهرامات فجأة فى القدس عام 1932 نتيجة حادثة غامضة، أما الأمريكى جورج زيزلز، أول من أذاع من داخل الأهرامات، انهارت قواه فجأة داخل مقبرة أم خوفو عام 1942، ونقل شبه مشلول خارج الهرم ليموت فى معسكر قريب. أما العالم الفرنسى شامبليون، الذى قرأ حجر رشيد، مات بعد عامين من زيارته لمصر وعمرة 42 سنة، أما ريتشارد ليسبيوس الألمانى، سارق المقابر، أصيب بأزمة قلبية أعقبها شلل ومات بالسرطان عام 1884، كما أن العالم الألمانى جورج موللر، الذى تعامل مع الآثار، مات فى القاهرة بحمى وعمرة 44 عام، وأصاب الجنون عالم الآثار هاينريش بروكش، قبل أن ينتحر عام 1894. كل تلك الأحداث وغيرها، مسجلة فى كتب العلماء والباحثين بسجلات تاريخية مؤثقة، لكن الشىء المؤكد أن هناك مواد غربية على الآثار المكتشفة حديثا أو المقابر، فعندما كانت تكتشف مقبرة قديما، كان المستكشف أو اللص يدخل المقبرة فور فتحها، مما يستنشق الهواء الفاسد فى المقبرة، فتسبب له أمراضا كثيرة، خاصة مع وجود مواد عضوية مختلطة فى المقبرة المغلقة منذ آلاف السنوات وأيضا مواد غير معروفة، كان يضعها الكهنة تسبب تلك الأمراض التى تكون غالبا حمى وأمراض القلب والجهاز التنفسى أو العقل. وظهر أعراض هذه الأمراض على مدار العمر حسب قدرة الجسد على التحمل، ففى العصور الحديثة عندما يتم اكتشاف مقبرة، تفتح لمدة يومين قبل الدخول إليها حتى يتجدد الهواء الفاسد، كما لا يتم حلق الذقن قبل دخول المقبرة؛ حتى لا تنفذ الجراثيم غير المرئية من مسامات الجلد المفتوحة. فى هذا الإطار، يقول عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين في أسوان، إن ما يدور حول لعنة الفراعنة، مجرد خرافات، مضيفا أن الأمراض التي تصيب مكتشفي المقابر، نتيجة لوجود بكتيريا من آلاف السنين استطاعت تطوير نفسها لتسبب التهابات رئوية لمن يستنشق هواء المقبرة. وأوضح أمير جمال، عضو بالجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار، أن بعض العلماء أكدوا أن "لعنة الفراعنة" تحدث نتيجة لتعرض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من "غاز الرادون" أحد الغازات المشعة، والرادون هو عنصر غازي مشع موجود في الطبيعة "عديم اللون وشديد السمية"، وإذا تكثف فإنه يتحول إلى سائل شفاف، ثم إلى مادة صلبة معتمة ومتلألئة، من نواتج تحلل عنصر اليوارنيوم المشع الذي يوجد أيضًا في الأرض بصورة طبيعية. ولفت إلى قول عالم الذرة، لويس بولجارين عام 1949، بأن هناك احتمالا بأن قدماء المصريين استعملوا الاشعاعات؛ لحماية أماكنهم المقدسة.